موسكو تقر بسقوط عشرات القتلى في صفوف جنودها إثر هجوم بصواريخ أوكرانية
نشرت في: 02/01/2023 – 22:04
أقرت روسيا الإثنين بمقتل 63 من جنودها في قصف أوكراني استهدف منطقة انفصالية شرقي البلاد، في أعلى حصيلة بشرية في هجوم واحد تعترف بها موسكو منذ بدء هجومها على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. هذا، ولم يسبق أن أبلغ الجيش الروسي الذي قليلا ما يتحدث عن عدد القتلى والجرحى في صفوفه، عن تكبد مثل هذه الخسائر الفادحة في هجوم واحد.
قالت وزارة الدفاع الروسية الإثنين إن 63 جنديا لقوا حتفهم في انفجار “أربعة صواريخ” أطلقتها أنظمة “هيمارس”، وهو سلاح سلمته الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية.
وذكر الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشنكوف أن “أربعة صواريخ” استهدفت “مركز انتشار موقت” للجيش الروسي في مدينة ماكيفكا الواقعة شرقي منطقة دونيتسك التي تحتلها القوات الروسية، بدون أن يحدد تاريخ القصف.
كما أكدت الوزارة أنها أسقطت صاروخين من أصل الأربعة التي أطلقت على هذا الهدف في ماكيفكا.
من جهتها، تحدثت وسائل إعلام روسية وأوكرانية عن هجوم على مدينة ماكيفكا ليل السبت الأحد، أي ليلة رأس السنة الجديدة، اُستهدف خلاله مبنى يضم جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم مؤخرا في روسيا.
وتحدث الجيش الأوكراني، من دون إعلان مسؤوليته عن الهجوم، عن حصيلة أكبر بكثير قد تصل إلى 400 قتيل من الجنود الروس.
قصف “البنى التحتية الأساسية”
ويأتي إعلان هذا الهجوم بعد تنفيذ عشرات الضربات الروسية قبل عيد رأس السنة وبعده مباشرة والتي خلفت خمسة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. كما تسببت الضربات الجوية فجر الإثنين في انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة كييف.
من جانبه، قال مسؤول الإدارة العسكرية الإقليمية الأوكراني أوليكسي كوليبا إن “الروس أطلقوا أسرابا من المسيّرات من طراز شاهد” الإيرانية الصنع موضحا أن الضربات كانت تستهدف “بنى تحتية أساسية”.
هذا، وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن شابا يبلغ 19 عاما أصيب بشظايا زجاج.
وأكدت الدفاعات الجوية الأوكرانية إسقاطها 47 مسيرة وصاروخا روسيا.
أما شركة الكهرباء الأوكرانية الخاصة “دتيك” فأعلنت أن الهجوم ألحق “أضرارا” بالمنشآت التي تزود كييف بالكهرباء ما أدى إلى انقطاع في التيار.
من جانبها، أكدت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينيرغو” انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن الوضع “تحت السيطرة الكاملة”.
يأتي هذا، بعد سلسلة هزائم عسكرية في الميدان وهجمات أوكرانية استهدفت الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، اختارت على إثرها موسكو، اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر الماضي تكتيك قصف البنى التحتية في أوكرانيا، ما يتسبب في انقطاع متكرر ومنتظم للمياه والكهرباء
وبالمقابل، كشفت السلطات الروسية الإثنين عن هجوم أوكراني تم تنفيذه بواسطة طائرة مسيّرة على منشأة للطاقة في منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا، وأكدت أنها أسقطت مسيرّة استطلاع أوكرانية كانت متجهة هذه المرة إلى مدينة فورونيج الكبرى. وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إن “منشأة كهربائية تضررت جراء هذه الضربة، وهناك قرية محرومة من الكهرباء”.
الروس “يخسرون”
من جهته، علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أن الروس “يخسرون. المسيّرات والصواريخ وكل ما تبقّى لن يساعدهم، لأننا معا”. مضيفا “لن ينتزعوا منّا استقلالنا. لن نُعطيهم شيئا. سنرد على كل ضربة روسية (…) على كل مُدننا وسكاننا”.
هذا، وكانت قد أبلغت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا عن عمليات قصف أوكرانية قبل رأس السنة وبعده، خلفت قتيلا و15 جريحا على الأقل.
ومن جانب آخر، أعلن الجيش الروسي مواصلة هجومه على منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، حيث تتركز حاليا معظم المعارك.
وفي السياق، قالت هيئة الأركان الأوكرانية مساء الأحد إن “العدوّ (…) واصل محاولة شن هجمات في منطقة باخموت”، المدينة التي يُحاول الروس السيطرة عليها منذ أكثر من ستة أشهر وأين يتكبّد الجانبان خسائر فادحة.
وأفصح القس الشاب مارك كوبتشينينكو لوكالة الأنباء الفرنسية الذي يذهب يوميا إلى الجبهة، قائلا، إن الجنود المنخرطين في هذه المعركة يتعرضون لـ “إرهاق لا يُصدّق” معنوي وجسدي. مضيفا أن في حرب الاستنزاف التي لا تنتهي، يرى البعض أنفسهم “بمثابة قطعة لحم، لا تصلح سوى للموت”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook