آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله- التيار: علاقة باردة في عام ألهبته الخلافات

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ثقيلٌ مرّ هذا العام على تحالف “حزب الله”- “التيار الوطني الحر”. أيامه كانت حبلى بالسجالات التي ضجّت بها وسائل التواصل الإجتماعي. خلالها خرج بعض نواب “التيار” عن طورهم السياسي فخالفوا أدبيات المخاطبة مع الحليف، قارعوه في عقر داره، عاتبوه وعيّروه ثم انكفأوا درءاً لخطر المساجلة.

منذ توقيعه، مرّ تفاهم مار مخايل بمحطات أصعب وصمد. تجاوز قطوع حرب تموز بتفهّم «التيار» ورئيسه موقف «حزب الله» في حينه إلى حد قول السيد نصر الله إنّ في ذمته ديناً للجنرال ميشال عون يجعله يشفع له يوم القيامة. وفي أيار 2008 وما أعقبه من إعتصام لعامين لم يقف «التيار» في مواجهة «حزب الله». وكذلك عند تدخل «حزب الله» بالحرب في سوريا.

 

 

تقصد «حزب الله» ألا يفاتح أياً من حلفائه بشأن مشاركته فيها منعاً لإحراجهم فكان أن اعتبرها الجنرال حرباً إستباقية دفاعاً عن لبنان.على عكس «التيار الوطني الحر» فإنّ «حزب الله» مجتمعاً يريد العلاقة مع «التيار» ولا توجد أجنحة منقسمة على قراره، بينما تنقسم الآراء في صفوف «التياريين» بين من يقول إنّ العلاقة مع «حزب الله» هي خارج السياق التاريخي للمسيحيين، وبين من يعتبرها علاقة جيدة طالما فيها إفادة وتؤمّن الوصول للرئاسة، أما الفريق الثالث فهو المقتنع بالعلاقة الجيدة والتي توفر ضمانات مع مكون أساسي في البلد، ويعتبر أن «حزب الله» وخلافاً لكل الآخرين هو الصادق الوحيد ولا مبرر لقطع العلاقة معه. الغلبة اليوم هي لرأي باسيل الذي يؤكد على ضرورة العلاقة رغم وجود أصوات تخالفه الرأي وتدعوه إلى فكّ التفاهم. وفي كل مرّة كانت تخرج مثل هذه الأصوات ويراجع بشأنها «حزب الله» يكون الجواب إنّه التنوع داخل «التيار» فيتم تفهمه، لكن أن يأتي الإستهداف من باسيل فوقعه سيكون مختلفاً خاصة وأنه حمل استهدافاً للأمانة العامة ولشخص السيد ما استدعى رداً ورداً على الرد، وجعل العلاقة تبلغ هذا المستوى من التردي.في قناعة «حزب الله» أنّ أصل الخلاف غير مرتبط بجلسة الحكومة وأنّ أكبر نقطة خلاف بينه وبين «التيار» هي على ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. كان بدأ الحديث بينهما حول ترشيحه خلال الإجتماع الأول مع السيد حسن نصر الله حيث تم التفاهم على استكمال البحث في جلسة ثانية لكن باسيل إستعجل تسريب موضوع اللقاء والإعلان عن رفضه لهذا الترشيح وقصد باريس لهذه الغاية، وهو ما كان موضع استياء عند «حزب الله». أظهر باسيل الخلاف الى العلن ورفع سقف مواقفه وبلغة أخرى صعد أعلى السلم حتى بات لا يعلم كيف النزول عنه.

 

 

يحرص باسيل على سؤال «حزب الله»: هل ستمشون بانتخاب فرنجية من دون موافقة «التيار»؟ سؤال لا إجابة عليه لأنّ الجواب أياً يكن سيكون مصدر خلاف. إذا قال لن نمشي من دون «التيار» يعني أن لا رئاسة لفرنجية وهو تعهد له بذلك، وإذا مشى بترشيحه من دون «التيار» يعني أن كلاً منهما في طريق منفصل. «حزب الله» بات أسير التزاماته مجدداً. والحل إذاً؟ قد يصل «التيار» إلى نتيجة مفادها أن ترشيح فرنجية لا مفر منه وهو الوحيد الذي يملك نسبة من الأصوات معقولة حتى اليوم، وربما يقتنع جراء تسوية ما تحصل بهذا الشأن أو «سين سين» جديدة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى