خياران مطروحان في الملف الرئاسي.. وتحركات غير بريئة بعلامات استفهام ؟!
ربما من هنا جاءت محاولات باسيل لدق ابواب خصومه لعل وراء الابواب من “يُهدّي” له السلة ويمضي معه في مسيرة التعذيب، الا ان الاجواء حتى الساعة لا توحي بوجود ” ردة الإجر” فهو نسي او تناسى انه يتعامل مع قيادات سياسية تتلمذت على يد عذابات الحرب الاهلية وتمرست اللعبة السياسية اللبنانية أباً عن جد قاطعة بأسنانها اسلاك السبعينيات والثمانينيات الى معاشرة النظام السوري وصولا الى ثورة 17 تشرين التي انتهت مع قياداتها جنباً الى جنب على مقاعد المجلس النيابي.
من هنا فان التسوية لانتخاب رئيس للجمهورية متعذرة. فالخارج ايقن بان القوى السياسية في لبنان غير صالحة لاي اصلاح او مساعدة، وهو لذلك وضع امامهم خيارين اما ان يستعجلوا ويلحقوا انفسهم ويلبننوا الاستحقاق ، او يذهب الى خيار أصعب يصبح معه لبنان تحت وصاية دولية يتم من خلالها تعديل النظام اللبنان.
في المقابل ، وعلى مستوى الداخل لا يوجد لدى اي طرف من الاطراف السياسية لا القوّة ولا النية لفرض رئيس للجمهورية. كما لا يوجد لديهم الرغبة في تقديم اي تنازل لانتخاب رئيس. هناك علامة فارقة في هذا المشهد وهي اقتصار التنافس في الملف الرئاسي على المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والثنائي الشيعي في آن، في ظل تغييب واضح لدور المكون السني في هذا الملف، بالتزامن مع الاستمرار في محاولات انتزاع صلاحياته في موقع رئاسة الحكومة والحكومة.
والقارىء لوضع الطائفة السنيّة في لبنان يرى بشكل واضح المراحل التي مرّت بها ، من تعرض عدد من قياداتها ورجال الدين فيها للاغتيال الجسدي، والاغتيال السياسي وضرب صورتها، ثم تهميش مناطقها انمائيا واقتصاديا واجتماعيا من خلال التعطيل وتشويه صور مناطقها تصويرها على انها مناطق تحوي مجموعات متطرفة وجرى ومازال يجري استهدافها من خلال زعزعة امنها .وما عمليات القتل بداعي السلب التي حصلت مؤخرا سوى دليل على انها عمليات ليست بريئة وهي تنم عن التحضير لشيء ما يجاري ما يحاك للمعادلة الداخلية.
ولان الشيء بالشيء يذكر فان المضي في ليال الانس بحثاً عن رئيس للجمهورية ترك في دربه الباب موارباً لبعض المجموعات في بعض المناطق لتنظيم نفسها تحت شعار حفظ امن المناطق. والخشية كل الخشية ان تعمم هذه الظاهرة في باقي المناطق. فبعد الصحوة الشيعية والتي كان لها اسبابها ودوافعها زمن الحرب، تطل علينا اليوم الصحوة المسيحية في زمن ما يسمى بزمن السلم وغدا لا ندري اي صحوة أخرى ستخرج والى اين ممكن ان تذهب تلك المجموعات في مشاريعها في ظل غض طرف القوى السياسية التي تغطيها وكيف ستتعايش في حال اختلت موازين القوى بين الطوائف الكبرى التي تنتمي اليها؟! بالطبع ربما قد يرى البعض في ذلك تضخيما للمشهد ، الا انه اذا نظرنا حقيقة الى ما نحن عليه اليوم فسنرى انه لم يكن سوى انعكاس لصورة التقطت لواقعنا قبل اربعين سنة الذي لم نر فيه حينها سوى ان امتلاك بندقية حق مشروع للدفاع عن النفس والدولة ليست سوى أرزة على الهوية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook