حزب الله وباسيل: فترة سماح قبل التسوية

Advertisement
ولأن الجرة لم تنكسر، رغم تبادل الرسائل الحادة، جاء تحرك باسيل وكأنه من ضمن فترة سماح بينه وبين الحزب قبل التوصل معاً إلى تسوية. فباسيل لم يتحرك لفك الطوق السياسي عليه أو لتوجيه رسائل إلى الحزب كما يقول خصومه، ولم يتصرف من «وراء ظهر الحزب» في توسيع مروحة اتصالاته، ولم يعقد لقاءاته سراً. فلا الحزب فقد الأمل في إقناع باسيل بتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا باسيل فقد بدوره الأمل في إقناع حليفه بسحب دعمه لفرنجية. لذا تصبح تحركات باسيل ضمن إطار أوسع في جولة استكشافية واسعة لتكوين صورة أوضح عن آفاق المرحلة المقبلة وأدوات أي مبادرة سياسية مقبلة، بخلاف ما كان رسمه سابقاً.
والحزب بدوره لا يمانع في فترة سماح وتهدئة والتوصل إلى خلاصات يمكن من خلالها البناء على مرحلة جديدة بين الطرفين ومع الدائرة السياسية الأوسع. فالحزب يريد إقناع باسيل بفرنجية والأخير يريد إقناع الحزب بأن ثمة خيارات أخرى قد يكون من المفيد عدم غض النظر عنها، والبناء عليها، وهو يقدم للحزب مروحة واسعة ويلعب سياسياً إلى الحد الذي يتصرف على أنه قادر على طرح بدائل كثيرة وصولاً إلى الحد الذي يمكن أن يكون هو مرشحاً، من دون أن يعني ذلك أنه طرح اسمه كمرشح نهائي.يتصرف رئيس التيار على أنه قادر على الخروج بصورة جديدة عن المرحلة المقبلة يمكن للحزب أن يتقاطع معه عليها. وحزب الله لا يرى عبثية في ذلك، بل قد يرى فائدة في ما يحصل حالياً، لأنها مرحلة يمكن له فيها إقناع باسيل بفرنجية، إذا اصطدمت خيارات الأول بحائط مسدود. وهذا يعني أن الطرفين لم يقطعا شعرة معاوية بينهما ولن يقطعاها، على قاعدة محاولة الاتفاق على مرحلة جديدة قائمة على تفاهمات رئاسية بالحد المقبول لكليهما.
أما إذا رست التسوية الخارجية على أي اسم توافقي، أكان قائد الجيش أو أي مرشح آخر تتوافر فيه مواصفات التوافق الإقليمي عليه، فهذا سيكون أهون الأسباب للتفاهم بينهما. لأنهما سيكونان حينها رتبا أوراقهما وأوضاعهما بحيث تأتي التسوية سهلة على كليهما، بعدما حدّا من الأضرار التي أصابتهما. وفي الحالتين سيكونان بعد اختيار الرئيس في حاجة إلى معالجة تفاهمهما بهدوء، تماماً كما هي حالهما إذا لم تتم الانتخابات في المدى المنظور.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook