زيلينسكي يندد بـ”الإرهاب” الروسي بعد قصف أسفر عن عدة قتلى على خيرسون
نشرت في: 25/12/2022 – 09:18
أدى قصف روسي على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا السبت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وجرح 55 آخرين. وندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالقصف معتبرا أنه “إرهاب وقتل للتخويف والتلذذ” بالقتل. من جهته ألقى رئيس الإدارة الإقليمية التي عينتها موسكو في المدينة فلاديمير سالدو، باللوم في الهجوم على الجيش الأوكراني، منتقدا “استفزازا مقززا يهدف بالطبع إلى إلقاء اللوم على القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”.
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت بالقصف الروسي واصفا إياه بالـ”إرهابي”، والذي استهدف مدينة خيرسون جنوب البلاد حيث قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وجرح 55 آخرون بعد عشرة أشهر من بدء الغزو.
وقال زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي “السبت صباحا عشية عيد الميلاد في وسط المدينة. ليست منشآت عسكرية. ليست حربا وفق ما هو متعارف عليه. هو إرهاب وقتل للتخويف والتلذذ” بالقتل.
وصرح زيلينسكي بأنه “لا بد من أن يرى العالم ويفهم ما هو الشر المطلق الذي نناضل ضده”. وأردف “هو واقع حال أوكرانيا والأوكرانيين” منذ عشرة أشهر من الحرب، مرفقا رسالته بصور تظهر هول الأضرار.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “في وقت تعد العائلات في أوروبا وأمريكا الشمالية وخارجها عشاء احتفاليا، فلتفكر في أوكرانيا التي تحارب الشر”.
أما وزير الدفاع أوليسكي ريزنيكوف، فقد اعتبر أن الضربة على خيرسون “انتقام من سكانها الذين قاوموا الاحتلال الروسي”.
وفي آخر حصيلة، قال حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش مساء السبت “في الوقت الحالي، لدينا 55 مصابا… و10 قتلى. ومن بين الجرحى، هناك 18 في حالة خطيرة”.
وعاين فريق لوكالة الأنباء الفرنسية في خيرسون العديد من الجثث المتناثرة على الأرض.
وقالت امرأة قتل زوجها أوليكسيتش جراء القصف “حاول عناصر الإسعاف إنقاذه، لكنه لم يكن يتنفس”، قبل أن تجلس بجانب جثته محدقة في السماء وهي تحمل سترته الملطخة بالدماء.
وقال ليونيد تاتارين (38 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية “وقع قصف على متجر ثم في السوق” بوسط المدينة ومحيطها.
وأكد أولكسندر كودرياتشوف (43 عاما) مقتل “ليوتشا”، وهو رجل “عمل هنا لمدة 20 عاما أو أكثر. … كان بائع لحوم”.
وأوضح أنه في وقت القصف “كان قد خرج ليدخن سيجارة”، مضيفا “سحبنا جثته، لقد مات”.
ألسنة لهب
وعاين مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية قرب سوق خيرسون رجلا أصيب بجروح خطيرة في الرأس بعد أن تضررت سيارته من آثار الانفجار. فيما كانت جثة امرأة ترتدي معطفا أحمر ملقاة على بعد أمتار قليلة وذراعاها ممدودتان. وكان أحد المسعفين يفحص شخصا يبكي في الجوار.
وتصاعدت ألسنة اللهب من السوق التي تستقطب المتبضعين صباح السبت والواقعة في قلب مدينة خيرسون التي حررها الجيش الأوكراني في 11 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ثمانية أشهر من الاحتلال الروسي وإثر هجوم مضاد واسع النطاق.
وأفاد عمال الإنقاذ عن “احتراق 66 سيارة” في هذا القصف.
ولم يدل الجيش الروسي بأي تعليق حول الموضوع حتى بعد ظهر السبت. غير أن رئيس الإدارة الإقليمية في خيرسون التي عينتها موسكو فلاديمير سالدو، ألقى باللوم في الهجوم على الجيش الأوكراني، منتقدا “استفزازا مقززا يهدف بالطبع إلى إلقاء اللوم على القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”.
باتت خيرسون منذ استعادتها هدفا لقصف روسي منتظم يطاول خصوصا منشآت الطاقة فيها. واستهدفتها الجمعة 74 غارة روسية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين، وفق السلطات الإقليمية.
وفي شرق البلاد، لا تزال الضربات الروسية مستمرة على باخموت التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ الصيف، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية السبت مشيرة إلى أن “وسط المدينة تعرض للقصف عدة مرات” في اليوم السابق.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي “الحرية تنال بثمن باهظ. ولكن ثمن العبودية أعلى من ذلك بعد”. وأضاف “نحن نقاوم منذ بداية الحرب. قاومنا الهجمات والتهديدات والابتزاز النووي والإرهاب والضربات الصاروخية. لنقاوم هذا الشتاء. لأننا نعرف ما الذي نقاتل من أجله”.
في أنقرة، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي تتوسط بلاده في النزاع إن “هذه الحرب لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة”.
مساعدة أمريكية بقيمة 45 مليار دولار
للتصدي للهجوم الروسي، تطالب كييف منذ أسابيع بمساعدات مالية وعسكرية جديدة من الغرب.
وأقر الكونغرس الأمريكي الجمعة بعد يومين من زيارة فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، مشروع الميزانية الفدرالية التي تشمل مساعدات لأوكرانيا بقيمة 45 مليار دولار.
وأشادت رئيسة مجلس النواب المنتهية ولايتها نانسي بيلوسي بإقرار الميزانية قائلة “ليس الأمر صدقة – كما قال رئيس أوكرانيا. إنه يتعلق بالأمن، إنه يتعلق بالعمل معا”.
كما أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الجمعة أن كييف ستتلقى حزمة دعم بقيمة 2,5 مليار يورو من هولندا عام 2023، جزء كبير منها مساعدات العسكرية.
يؤثر الغزو الروسي أيضا بشكل كبير على النشاط الاقتصادي الأوكراني الذي يركز الآن بشكل شبه كامل على المجهود الحربي.
وانخفض حصاد الحبوب في أوكرانيا وهي من المنتجين الرئيسيين في العالم، بنحو 40 بالمئة هذا العام مقارنة بعام 2021، وفق ما أفاد متخصصون في القطاع وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى صعيد متصل، حكم القضاء الأوكراني بالسجن 11 عاما على “مرتزقة” و”جنود روس” قاموا بـ”تعذيب” ثلاثة جنود أوكرانيين في مطلع أيلول/سبتمبر في منطقة إيزيوم، حسب ما أعلنت النيابة السبت.
وأوضحت النيابة في بيان “تم اختطافهم واحتجازهم في مركز ترفيه دون ماء أو طعام. ضرب الغزاة أحدهم (الجنود) بمطرقة على عظامه”.
وبحسب البيان “اعترف الرجال الأربعة بالذنب وقدموا اعتذاراتهم”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook