آخر الأخبارأخبار محلية

خطأ القوات الاستراتيجي: اعادت باسيل الى حضن حزب الله!

لم يكمل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل استدارته السياسية، وربما في الاصل لم يكن ينوي الاستدارة، لكن، عملياً عاد باسيل من قلب الاشتباك مع حزب الله ليبدأ مرحلة التهدئة واعادة فتح باب التواصل والعلاقة معه، ولم يكمل بإتجاه التمايز النهائي مع حليفه الاساسي.

بعض قيادات “التيار الوطني الحر”طلبت من باسيل في عز الازمة مع الحزب فك التحالف بشكل علني ومباشر، على اعتبار ان الامر سيفتح ل”التيار” ابواب العلاقة مع دول غربية كثيرة ولن يعود هناك اي حصار داخلي على العونيين، حتى خصوم التيار الحاليين سيتلقفون انقلاب “التيار”على الحزب ويهللون له.

في لحظة الاشتباك السياسي بين الحلفين اعطى باسيل اشارات حادة توحي برغبته بالذهاب بعيدا، فإضافة الى تصويبه على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، زار رئيس “التيار”بكركي في اشارة الى ان موقفه المدافع عن المسيحيين لا يمكن التراجع عنه حتى لو ادى الى انفصال عن الحزب، كما ان باسيل ألمح بإمكان التقارب مع القوات.

هنا، اخطأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بشكل واضح في حساباته الاستراتيجية، فإذا كان جعجع يملك مشروعا سياسياً يقوم في الاساس على مواجهة حزب الله وتخفيف هيمنته على لبنان، كما يردد دائما، فإن تلقف مواقف باسيل وتشجيعه على الاستدارة هو واجب استراتيجي وليس ترفاً سياسياً.

لم تقم “القوات”بأي خطوة سياسية لمساعدة “التيار”على اتخاذ خطوة الانفصال عن الحزب بل على العكس، انهمرت التصريحات القواتية التي ترفض اي تقارب مع باسيل بحجج مختلفة، واستكملت معراب مسيرة رفض التواصل مع رئيس “التيار” التي بدأتها عندما رفضت استقباله ومعرفة طرحه الرئاسي الذي جال فيه على مختلف القوى السياسية.
القوات تبرر موقفها ،بإن التجارب السابقة مع باسيل خصوصا “اتفاق معراب” اثبتت انه لا يمكن الاطمئنان الى اي تعاون معه.

وجد باسيل ومن خلفه التيار الوطني الحر ان لا خيار له سوى حزب الله، حتى ان خلافه مع حارة حريك لم يؤد الى تقريبه من خصوم الحزب، فبدأ سريعاً مرحلة العودة الى تخفيف التوتر وحيّد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن اي انتقاد خلال مقابلته الاخيرة، واعلن انه متمسك بالتحالف ولا يريد اسقاطه.

خطأ القوات اللبنانية الاستراتيجي، سيستفيد منه حزب الله بشكل اساسي كما ان باسيل سيصبح ابعد ما يكون عن الاختلاف عن الحزب في ظل الرفض الكامل له من قبل القوى السياسية الاخرى وعلى رأسها الاحزاب والشخصيات المسيحية… 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى