ثقافة

ترانه عليدوستي… الممثلة الشهيرة والناشطة الإيرانية التي يتضامن معها كبار السينمائيين العالميين


نشرت في: 22/12/2022 – 18:38

أثار قرار السلطات الإيرانية اعتقال الممثلة ترانه عليدوستي ردود فعل دولية مستنكرة للخطوة التي اعتبرتها فنانون ومؤسسات ثقافية من مختلف دول العالم استمرارا للتضييق على حرية النساء وقمعا لحقهن في التعبير عن رأيهن. وقد دعا قرابة 500 ممثل ومخرج وعامل في مجال السينما حول العالم إلى الإفراج عنها. ومنذ منتصف أيلول/سبتمبر، اعتقل آلاف الايرانيين ونحو 40 أجنبيا ووجهت التهم إلى أكثر من ألفي شخص على صلة بالمظاهرات بحسب السلطات القضائية. وتم إعدام شخصين في الثالثة والعشرين من العمر على خلفية هذه الاحتجاجات.

تعد ترانه عليدوستي أشهر شخصية اعتقلت على خلفية الحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران منذ ثلاثة أشهر. ودعا قرابة 500 ممثل ومخرج وعامل في مجال السينما العالمية، من بينهم النجمتان كيت وينسلت وماريون كوتيار والمخرجان الكبيران كين لوتش وبيدرو ألمودوفار، في رسالة مفتوحة الأربعاء السلطات الإيرانية الإفراج فورا عنها.

واعتقلت الممثلة الشهيرة إثر انتقادها إعدام السلطات لمحسن شكاري شنقا بعد إدانته بتهمة “الحرابة”.

“لسنا مشتتين، نحن غاضبون”

كتبت الممثلة على إنستاغرام حيث يتابعها أكثر من ثمانية ملايين شخص “أي منظمة دولية تشاهد حمام الدم هذا بدون التحرك، تمثل وصمة عار على الإنسانية”.

وجاء في الرسالة التي وقع عليها خصوصا إيما طومسون وغولشيفته فرحاني وكريستين ستيوارت وجيريمي آيرونز ومارك روفالو إن توقيت اعتقال عليدوستي البالغة من العمر 38 عاما قبيل عيد الميلاد كان متعمدا “لضمان تشتيت انتباه زملائها حول العالم”. وأضاف موقعو الرسالة “لكننا لسنا مشتتين، نحن غاضبون”.

وشدد زملاء عليدوستي أنها “على غرار جميع مواطني إيران، لديها الحق في حرية التعبير وحرية التجمع وبأن تكون حرة من دون أي اعتقال أو احتجاز تعسفيين. نحن متضامنون معها ونطالب بالإفراج عنها فورا”.

وتفيد الرسالة أن “ترانه اعتقلت لأنها نددت على إنستاغرام بإعدام محسن شكاري، أول متظاهر يحكم عليه بالإعدام منذ بدأت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في أعقاب قتل الشرطة بصورة وحشية الكردية الإيرانية مهسا أميني في أيلول/سبتمبر”. وأوقفت السبت بسبب منشورات لها داعمة للاحتجاجات تندد خصوصا بإعدام متظاهرين أو تظهر فيها وهي تخلع الحجاب.

#حرروا_ترانه_عليدوستي

وتشتهر عليدوستي في الخارج بمشاركتها في أفلام حازت جوائز للمخرج أصغر فرهادي، من بينها “البائع” الحائز جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2017. كما أدت البطولة في فيلم سعيد رستايي “إخوة ليلى” الذي عرض هذا العام في مهرجان كان السينمائي.

في هذا السياق، أدان مهرجان كان السينمائي الاثنين “بشدة” اعتقال الممثلة والناشطة الإيرانية، ودعا إلى “الإفراج الفوري عنها”. وأعرب المهرجان في بيان عن “التضامن مع نضالها السلمي من أجل الحرية وحقوق المرأة”، مؤكدا “دعمه الكامل” لعليدوستي.

أعلنت ترانه عدة مرات دعمها على إنستاغرام للمظاهرات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني الكردية الايرانية البالغة 22 عاما في 16 أيلول/سبتمبر بعد توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق للاشتباه بعدم احترامها لقواعد اللباس الصارمة في إيران.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن “ترانه عليدوستي اعتقلت بسبب أفعالها الأخيرة عند نشر معلومات ومضمون كاذبين والتحريض على الفوضى” بدون إعطاء تفاصيل عن مكان توقيفها.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر وعدت بالبقاء في بلدها “ودفع الثمن” اللازم للدفاع عن حقوقها والتوقف عن العمل لمساندة عائلات القتلى أو المعتقلين خلال المظاهرات.

وكتبت زميلتها الإيرانية غولشيفته فرحاني التي بدأت مسيرتها في إيران قبل أن تغادرها عبر إنستاغرام “ممثلة إيران الشجاعة اعتقلت”.

وأضافت تحت صورة لها مع عليدوستي أرفقتها بوسم #حرروا_ترانه_عليدوستي، “التقطت هذه الصورة في تموز/يوليو 2008 قبيل مغادرتي إيران نهائيا”.

وكتب كامرون بايلي مدير مهرجان تورنتو للفيلم في كندا “ترانة عليدوستي هي من أكثر الممثلات الموهوبات والمعروفات في إيران. أمل أن يفرج عنها قريبا لتستمر في تجسيد قوة السينما الإيرانية”.

اعتقلت السلطات عدة شخصيات في السينما الإيرانية حتى قبل موجة الاحتجاج الحالية مثل المخرجين محمد رسولوف وجعفر بناهي اللذين لا يزالان معتقلين.

والشهر الماضي أوقفت الممثلتان عنغامه قاضياني وكتايون رياحي بعدما أعربتا عن تضامنهما مع الحركة الاحتجاجية وخلعتا علنا حجابهما. وأفرج عنهما بكفالة بعد ذلك.

وفي الأسابيع الماضية، نفذت السلطات حكم الإعدام بحق شابَّين تمت إدانتهما على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى