الوكالة الوطنية للإعلام – الديار : إسترخاء أمني يشهده لبنان بفضل ترسيم الحدود
خرق رئاسي من البوابة الفرنسيّة مطلع العام أو فراغ طويل
الراعي يرفع الصوت بغياب آليّات تنفيذيّة… وانتخابات سلسة للمفتين
وطنية – كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : استرخاء سياسي وأمني يعيشه لبنان حتى مطلع العام الجديد. هذا ما يؤكده مسؤولون لبنانيون سمعوا تطمينات غربية، بأن الحادثة التي ادت لمقتل احد عناصر «اليونيفل» تم استيعابها، وبأن اي احداث امنية اخرى وان حصلت، ستكون عابرة ولن تؤدي لانفجار الوضع في لبنان، بحيث ان هناك تفاهما دوليا، منذ توقيع اتفاق ترسيم الحدود الجنوبية، على اعتبار الامن في البلد خطا أحمر ممنوع تجاوزه.
وبالرغم من ان الفراغ الذي يتسلل الى مؤسسات الدولة، نتيجة الاستعصاء المسيطر في الملف الرئاسي، اضافة لاستمرار الانهيار التاريخي لليرة اللبنانية من دون مكابح، قد لا يوحيان للكثيرين باسترخاء، الا ان كل المعطيات الراهنة تؤكد ان الوضع ممسوك الى حد كبير.
التعويل على الخارج رئاسياً
رئاسيا، وفيما تغيب المسرحية المملة التي اعتادها اللبنانيون كل خميس، اقله خلال الاسبوعين المقبلين، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «الديار» ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري «سيدرس جديا جدوى الاستمرار بالدعوة لجلسات جديدة معروفة المسار والمصير»، لافتة الى ان «هذه المسرحية باتت تُحرج الفريق السياسي الذي ينتمي اليه بري بشكل اساسي، باعتبار ان الفريق الآخر متمسك بمرشح واحد منذ انطلاق المعركة، فيما فريق بري لا يزال ملتزما بالورقة البيضاء وبكسر النصاب عند الدورات الثانية، وهو ما يصوره الفريق المعطل للاستحقاق». وتشير المصادر الى ان «بري كان يدرس وحزب الله منذ فترة عدم تأمين النصاب ولو من الدورة الاولى، لكن ضغوط البطريرك الماروني بشارة الراعي المستمرة جعلته يواصل الدعوة لجلسات، على ان يستفيد من عطلة الاعياد لصياغة خطة جديدة للتعامل مع المرحلة المقبلة».
وتلفت المصادر الى ان «كل القوى في الداخل باتت مقتنعة ان احدا غير قادر على كسر حلقة الفراغ التي ندور بها الا طرف خارجي»، موضحا ان «هناك تعويلا على دور تلعبه باريس في هذا المجال مطلع العام، مع ترجيح ان تحاول ان تتوصل لانجاز تفاهم داخلي- خارجي على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون». وتضيف المصادر: «خلال ذلك سنكون على موعد مع فراغ طويل قد يستمر اشهرا او حتى سنوات».
تصعيد الراعي دون آلية تنفيذية
في هذا الوقت، واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي تصعيده بوجه حزب الله. وهو صوّب باتجاهه يوم امس، في عظة الاحد من دون ان يسميه:
– اولا: من بوابة مقتل الجندي الايرلندي في «اليونيفل، « معتبرا انه «حانَ من زمان، لأن تضعَ الدولةُ يدَها على كلِّ سلاحٍ مُتفلِّتٍ وغيرِ شرعي وتطبّق القرارِ 1701 نصاً وروحاً، لأن تطبيقَه حتى الآن هو انتقائيّ واعتباطيّ ومُقيّد بقرارِ قوى الأمر الواقع، فيما الدولةُ تَعَضُّ على جُرحها، وعلى تقييد قدراتها لصالح غيرها».
– ثانيا: من بوابة التطورات في بلدة رميش الحدودية، معربا عن أسفه «لما تتعرض له أراضي البلدة من تعديات في مزرعة سموخيا المحاذية للحدود الدولية من قبل عناصر قوى الأمر الواقع التابعة لأحد الأحزاب في المنطقة».
واشارت مصادر مطلعة في حديث لـ» الديار» الى ان «تصعيد الراعي سيكون مستمرا، وضغوطه متواصلة ودون سقف، لكن ما يضعف موقفه هو انه لا يرتبط بآلية تنفيذية. فضغوطه لانتخاب رئيس ستبقى عرضة للانتقاد، طالما القوى المسيحية والمرجعية المسيحية الاولى في البلد، اي بكركي، لم تنجح بالاتفاق على مرشح تطرحه على باقي القوى السياسية». واضافت المصادر: «لا تزال قيادتا «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» تضغطان، كل على حدة على الراعي، لمواصلة جلسات الحوار التي يجريها معهما، من دون ان يضطرا للجلوس مع بعضهما البعض على طاولة واحدة، فاذا كان «القواتيون» يعتقدون بامكانية ان تفضي آلية مماثلة لحل، فالارجح ان قيادة «التيار» تتمسك بها لتمرير الوقت، بانتظار تبدل الظروف الداخلية والخارجية، ما يتيح لها طرح اسم النائب حبران باسيل بجدية لخلافة العماد ميشال عون».
انتخابات سلسة للمفتي
ويوم أمس، أجريت انتخابات المفتي المحلي في مناطق طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك- الهرمل، وحاصبيا – مرجعيون بسلاسة. وفاز كل من الشيخ محمد طارق إمام مفتي طرابلس بنسبة 66،40 بالمئة ، الشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتي عكار بنسبة 45،56 بالمئة، الشيخ علي الغزاوي مفتي زحلة بنسبة 56،60 بالمئة، الشيخ وفيق حجازي مفتي راشيا بنسبة 85،70 بالمئة، الشيخ ايمن الرفاعي مفتي بعلبك – الهرمل بنسبة 65 بالمئة والشيخ حسن دلي مفتي حاصبيا – مرجعيون بنسبة 80،95 بالمئة.
وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المفتين الفائزين، واعتبر أن «ما حصل من انتخابات للمفتين، رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان، ان تسارع الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ،ويلتزم الدستور والميثاق الوطني، وبخاصة وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ اتفاق الطائف، التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات الى رحاب الوطن».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook