آخر الأخبارأخبار محلية

بعد اعلان الخطوبة.. هل سنشهد زواج ويليام نون وماريا فارس في 4 آب 2023؟

كتبت نوال نصر في “نداء الوطن” تسمعون عن عصافير الحبّ. نحن التقيناهم. يضحك لها فتبتسم. تبتسم له فيرقص قلبه فرحاً. لم نرَ ويليام نون، منذ شاهدناه لأول مرة يبحث عن شقيقه جو بين الركام، كما كان البارحة. ماريا غيّرت الكثير فيه. أعطته حباً جارفاً وأعطاها أماناً كبيراً. نتركهما يجولان في «نداء الوطن»، كما في منزليهما. نراقبهما معاً. نُحدّق في عيونهما، في الحبّ الذي في عيونهما، فنتأكد أن أجمل حبّ هو الذي يعثر عليه الإنسان أثناء بحثه عن شيء آخر. هما – مع كل أهالي ضحايا المرفأ- بحثا طويلاً، ويستمران في البحثِ عن الحقيقة، وأثناء ذلك وجدا بعضهما. وجدا الحب. حبّ ويليام وماريا. ووجدنا نحن بعض الفرح في أقسى ما قد يعيشه شعب.

 

سحر وجو يومياً في يوميات العائلتين، وفي عقلي وقلبي ماريا وويليام، لكن، تعترف ماريا، أنها «من وقت ما فلّت سحر حلمتُ بها ثلاث مرات فقط». هي تصلي لتراها في الأحلام وتقول: «لم ننسها لحظة. هي بيننا على وقع الثواني. وفي العيد نستفقدها كثيراً. وهذا العيد بالذات همستُ لها، أمام قبرها، بمجموعة أسئلة. قلتُ لها: هل أنتِ «مبسوطة»، فرحة، لارتباطنا أنا وويليام؟» وتستطرد: «أنا واثقة، مثلي مثل ويليام، أن ما يريده ملاكانا في السماء سيحصل».

 

عيد الميلاد يقترب. الميلاد فيض من حبّ. فلنكثر في الكلام عنه. ما هي حكاية حبّ ويليام الديناميّ جداً وماريا الهادئة جدا اللذين كسرا قاعدة: لقاء فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء… لقاؤهما استمر حزينا طويلاً طويلاً. كيف كانت البداية؟ يجيب ويليام بعفويته: «في البداية، يوم التقينا وجهاً لوجه، في جلسة علاج نفسي في بكفيا، بعد ثلاثة أشهر من تفجير مرفأ بيروت، كانت تبكي كثيراً. هي تبكي وأنا اعطيها محارم ورقية لتمسح دموعها. لفتتني دائما وسألت عنها رفيقتها، عما إذا كان هناك شاب في حياتها. أجابتني نعم. وأنا كنت أيضا مرتبطاً. لكن، هي تركت وأنا أيضا. وكل شيء قسمة ونصيب». ويستطرد ممازحاً: «في البداية، كنت حين أراها آتية أقول: وصلت البنت يلي بتمشّط حاجبيها». ينظر إليها طالباً منها السماح ليقول كل شيء ويتابع: «كانت تعجبني لكنني كنت أخاف أن ترفضني، فهي تبدو «كلاس» وأنا «عِكش». لم اكن مستعداً لأواجه «بخعة» منها. وفي الآخر، قلت لها: «إنتِ بتعجبيني». أجابت: «إيه منيح» ولمعت عيناها. حدث ذلك ليلة الثالث من أيلول 2022. كنا في سهرة نار مع مجموعة من الإخوة. في تلك الليلة نام الجميع وبقينا نحن جنب النار نتحدث حتى الساعة السابعة صباحا. نهارا ذهب كل واحد منا الى منزله ومساءً تناولنا العشاء معاً. يومها أدركنا أن حبّنا سيكون قويا».

هما يفكران كثيراً بالبارحة، باليوم، وببكرا. هما قضيا أصعب ما قد يمرّ به إنسان. لكنهما، اليوم، بعدما وجدا بعضهما همسا لبعضهما: يحقّ لنا أن نفرح. يحقّ لنا أن نحبّ. ووجودنا الى جانب بعضنا البعض سيقوينا. وسنُخبر غداً أطفالنا عن عمو جو وتانت سحر. وسيعرفون أن الحبّ دائما أقوى من الموت.

الصيف الذي أدماهما سيعود ويجمعهما مع فارق ثلاث سنوات. في الصيف المقبل سيتزوجان. أين؟ هل فكرا في التاريخ؟ في الكنيسة؟ هل فكرا في الإرتباط الأبدي في الرابع من آب المقبل مثلاً؟ يصمتان قليلا ويعترفان لبعضهما أمامنا. تقول ماريا: «أعترف أنني فكرتُ بذلك. قلتُ لنفسي: هل يمكننا أن نغيّر بُعد الرابع من آب ونعيد إليه الحبّ؟ ليش منقلب التاريخ؟». ينظر إليها ويليام ويقول لها متفاجئاً: «يبدو أنكِ تفكرين مثل والدي. أعترف أنني تكلمتُ معه حول ذلك وهو قال لي: هل تريد ان تتزوج في 4 آب؟ قال لي وهو يبكي: سأذهب الى الإكليل لكنني لن أذهب الى سهرة العرس». ويستطرد ويليام قائلاً: «عرسنا، بعكس حبنا، لن يكون سهلا. سيكون هناك حزن في عيون أهلنا وفي قلب قلبينا. ما أتمناه أن نكون قد وصلنا في الرابع من آب الى حقيقة ما حدث. أتمنى ان تكون العدالة قد شقّت طريقها».


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى