كورونا يشبه إلى حد كبير شيخوخة دماغ الإنسان… اليكم التفاصيل
ويقول معدو الدراسة إن بحثهم هو الأول الذي يربط “كوفيد-19” بالتوقيعات الجزيئية لشيخوخة الدماغ.
ويقول عالم الصحة العامة جوناثان لي من جامعة هارفارد: “لقد لاحظنا أن التعبير الجيني في أنسجة دماغ المرضى الذين ماتوا بسبب “كوفيد-19″ يشبه إلى حد بعيد تعبير الأفراد غير المصابين الذين تبلغ أعمارهم 71 عاما أو أكثر”. والعينة، المكونة من أشخاص في أوائل العشرينات من العمر حتى منتصف الثمانينيات من العمر، تشمل 21 شخصا أصيبوا بفيروس “كوفيد-19” الحاد، وشخص واحد بدون أعراض، و22 شخصا لم يصابوا بالفيروس التاجي.
وقارن الباحثون نتائجهم أيضا بنتائج شخص غير مصاب بمرض الزهايمر ومجموعة أخرى من 9 أفراد غير مصابين لديهم تاريخ في العلاج بالمستشفى أو بجهاز التنفس الصناعي.
وباستخدام تقنية تسلسل الحمض النووي الريبي على عينات من قشرة الفص الجبهي، وجد العلماء أن المصابين بفيروس “كوفيد-19” الشديد أظهروا أنماط تعبير جيني غنية مرتبطة بالشيخوخة.
وبدت أدمغة الأفراد المصابين أكثر تشابها مع أدمغة الأفراد الأكبر سنا في المجموعة الضابطة، بغض النظر عن أعمارهم الفعلية.
وبعبارات بسيطة، الجينات التي عادة ما يتم تنظيمها في الشيخوخة، مثل تلك المتعلقة بالجهاز المناعي، تم تنظيمها أيضا في حالة “كوفيد-19” الشديدة.
وفي الوقت نفسه، تم تقليل تنظيم الجينات الخاضعة للتنظيم في الشيخوخة، مثل تلك المرتبطة بالنشاط المشبكي والإدراك والذاكرة، في حالة “كوفيد-19” الشديدة أيضا.
وكتب الباحثون: “لاحظنا أيضا ارتباطات مهمة للاستجابة الخلوية لتلف الحمض النووي، ووظيفة الميتوكوندريا، وتنظيم الاستجابة للإجهاد والإجهاد التأكسدي، والنقل الحويصلي، واستتباب الكالسيوم، ومسارات إشارات/إفراز الأنسولين المرتبطة سابقا بعمليات الشيخوخة وشيخوخة الدماغ. إجمالا، تشير تحليلاتنا إلى أن العديد من المسارات البيولوجية التي تتغير مع الشيخوخة الطبيعية في الدماغ تتغير أيضا في حالة “كوفيد-19″ الشديدة”.
ومنذ أن بدأ فيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2 في إصابة البشر على نطاق عالمي، خشي العلماء من عواقب محتملة على المدى الطويل.
ويعد تلف الدماغ أحد أكثر النتائج إشكالية. وغالبا ما ترتبط الحالات الشديدة من “كوفيد-19” بضبابية الدماغ أو فقدان الذاكرة أو السكتة الدماغية أو الهذيان أو الغيبوبة. وفي أكتوبر من عام 2020، كشفت فحوصات الدماغ الأولية لمرضى “كوفيد-19” علامات مقلقة على الاضطراب العصبي والضعف.
ووجدت دراسات لاحقة منذ ذلك الحين أن حتى “كوفيد-19” الخفيف يمكن أن يؤثر على الدماغ، على الرغم من أنها لا تزال غير واضحة المدة التي قد تستمر فيها هذه التغييرات أو كيفية مقارنتها بحالة أولئك المصابين بـ “كوفيد-19” الشديد.
وفي كل عام يمر، يكوّن خبراء الصحة فكرة أفضل قليلا عن النتائج الطويلة الأجل التي قد يجلبها هذا الوباء العالمي. وبعد ثلاث سنوات، لا يبدو الأمر جيدا.
وجاءت نتائج الدراسة الحالية في أعقاب بحث آخر، نُشر في وقت سابق من هذا العام، ووجد أن التأثير المعرفي لـ “كوفيد-19” الشديد يعادل حوالي 20 عاما من الشيخوخة.
وأخبرت أخصائية علم الأمراض العصبية ماريانا بوجياني من جامعة أمستردام مجلة Nature أن النتائج الجديدة تطرح “عددا كبيرا من الأسئلة المهمة، ليس فقط لفهم المرض، ولكن لإعداد المجتمع لما قد تكون عليه عواقب الوباء”.
وأضافت أيضا أن هذه العواقب قد لا تكون واضحة لسنوات عديدة قادمة. وبحلول هذا الوقت، من المحتمل أن يعاني المجتمع العالمي من تكرار عدوى “كوفيد-19”.
ومن المثير للاهتمام، في الدراسة الحالية، أن الباحثين لم يعثروا على دليل جيني لفيروس SARS-CoV-2 في أدمغة المرضى المصابين، ما يشير إلى أن العواقب العصبية للفيروس قد لا تكون مباشرة بسبب وجودها في الجهاز العصبي.
ومع ذلك، وجد الباحثون دليلا على أن عامل نخر الورم (TNF)، المرتبط بالالتهاب وشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي الناجم عن الشيخوخة، كان موجودا على مستويات أعلى في أدمغة الأفراد المصابين.
كما ارتفعت العوامل الوراثية المرتبطة بالاستجابات المناعية المضادة للفيروسات.
ويجادل الباحثون بأن كلا المسارين “قد يؤديان إلى تأثيرات تدهور كبيرة في الدماغ في غياب التوغل العصبي لـ SARS-CoV-2”.
وفي ضوء النتائج التي توصلوا إليها، يقول الفريق إن الأشخاص الذين يتعافون من “كوفيد-19” يجب أن يحصلوا على متابعة طبية عصبية. وإذا كان وجود هذا الفيروس الجديد كافيا لإحداث التهاب في الدماغ، فمن المحتمل أن يكون أي فرد مصاب معرضا لخطر تدهور الدماغ.
وحتى يعرف الخبراء المزيد، يقول الباحثون إن الأطباء والمرضى يجب أن يركزوا على عوامل الخطر الأخرى للخرف التي نسيطر عليها، مثل الوزن واستهلاك الكحول والتمارين الرياضية.
وربما يكون تجنب عدوى “كوفيد-19″ مستقبلاً بأفضل ما يمكنك فكرة جيدة أيضا.”ساينس ألرت”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook