آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – احتفال تكريمي لمؤرخ الكرسي الأنطاكي الراحل  أسد رستم في البلمند

وطنية – أقامت “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية ” و “معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي” في جامعة البلمند، ندوة عن مؤرخ الكرسي الأنطاكي الدكتور أسد رستم، بمناسبة إطلاق خمسة كتب له من منشورات البطريركية الأنطاكية بهمة المؤسسة.

 

حضر الاحتفال الذي أقيم في جامعة البلمند- قاعة البطريرك أغناطيوس الرابع، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس ممثلا البطريرك يوحنا العاشر، النائب جميل عبود، النائبة نجاة عون صليبا، النائب غسان سكاف، النائب أشرف ريفي ممثلا بكمال زيادة، النائب حيدر ناصر ممثلا بالسفير آصف ناصر، الوزيران السابقان سمير الجسر وإلياس حنا ، النائبان السابقان مصباح الأحدب ونضال طعمة، راعي أبرشية طرابلس للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالأب عبود جبرايل، قائمقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام والشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، الرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، أمين عام جمعية المقاصد الإسلامية الخيرية حسن بحصلي ممثلا رئيس الجمعية فيصل سنو على رأس وفد من مجلس الأمناء، رئيس لقاء أبناء الجبل الشيخ منير حمزة، حاكم أندية الليونز بطرس عون وحشد من الهيئات الثقافية والاجتماعية ومدراء الجامعات الرسمية والخاصة وكتاب وأدباء.

 

في الافتتاح النشيد الوطني ونشيد جامعة البلمند ونشيد الفيحاء ونشيد المؤسسة، وألقى امين عام الجمعية اللبنانية للإنترنت والمعلوماتية منصور الخوري كلمة وقال: “بإسم هذا المعهد الوطني العريق  إسمحوا لي أن أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء الذي نجتمع فيه على ذكرى عظيم من أمتنا هو الدكتور اسد رستم مؤرخ الكرسي الإنطاكي الذي عمل على مدى عقود في البحث والتأليف وأمضى العمر في نشر رسالة القيم الإنسانية التي إستقاها من حضارة الشرق مهبط الرسالات والديانات السماوية، وقد شكل في مسيرته المضيئة مدرسة في الميادين العلمية والأكاديمية، لقد كان كبيرا في بناء صروح المعرفة ورائدا من رواد التدريس الجامعي فأضحى منارة لكل طلاب العلم والإختصاص ومثالا يحتذى لكل أجيالنا الطالعة”.

 

زريق

ثم تحدث رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة سابا قيصر زريق عن بداية قراءاته لرستم وقال: “تلقيت يوما اتصالا من الدكتور جان توما، يفيدني بأنه يرغب في أن يعرفني إلى الأرشمندريت البروفسور يعقوب خليل، عميد معهد اللاهوت في بلمندنا الشامخ. وتم لقاء ثم آخر، شحذ خلاله أبونا يعقوب، وهو المطلع على نشاطات مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، همة المؤسسة لإخراج خمسة كتب لأسد رستم، كانت عائلته قد سلمت مخطوطاتها إلى راعي هذا الاحتفال، غبطة أبينا الكبير، يوحنا العاشر. وقبل أن ترمش عيناي رمشتهما التالية، وافقت، علني بذلك أكفر عن تجاهل غير مبرر لأحد عظمائنا. وفي زيارة له للمؤسسة، أفادني الأخ منصور الخوري، بعد اطلاعه على الإصدارات الخمسة، بأنه على علاقة وثيقة بابن الدكتور أسد، الدكتور صلاح رستم. فأسريت له بأني أنوي إقامة ندوة حول مؤرخنا الكبير، فاقترح أن ألتقي صلاح. وكان اللقاء في مكتب المؤسسة في طرابلس، تمهيدا للقاءات أخرى”.

 

خليل

وكانت كلمة عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في الجامعة الأرشمندريت يعقوب خليل ، قال فيها: “لم يكن أسد رستم ناقلا في انشغاله في التاريخ، فإنه لم يجمع تاريخ أنطاكية العظمى تجميعا من مصادر متنوعة، بل دقق وبحث وجادل كأسد جبار وقال كلمته في الأحداث التاريخية وأنصف، لا سيما في كتابة تاريخ أنطاكية خلال الفترة العثمانية، حين تلطخت كتابة التاريخ بهوى الذاتية وتحريف الحقائق لغايات خفية. فكان مؤرخا ثائرا على النفاق والترويج لنشاطات مشبوهة في حظيرة الكنيسة الشرقية. وما أثمن هذه الهدية التي وعد ان يقدمها لكنيسته وصدق في وعده”.

 

وتابع: “نعم كان ثائرا، كما يسميه الزميل الأب جورج برباري، ثائرا كمؤرخ وكرجل كنيسة. فهو المؤرخ الثائر الذي لم يكتف باتباع منهجيات واسعة القبول في البحث بل طور منهجية وجدها تساهم في جلاء ما هو صحيح ثابت من الروايات مما ليس بصحيح وثابت. وأظهر بالمجهود البحثي الذي بذله أنه لا يمكن للمؤرخ أن يتغاضى عن تاريخ الروم ليجلو تاريخ العرب. هو أيضا الثائر الكنسي الذي كان من أبرز أعمدة النهضة في كنيسته الأرثوذكسية الأنطاكية في فترة أواسط القرن العشرين، ونحن اليوم نبني على أسس أثمرت عن عملهم الدؤوب”.

 

أضاف: “أخذت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق على عاتقها إعادة نشر مجموعة مؤلفات مؤرخها الكبير، لتكون بين يدي القراء الضمنيين الذين كانوا في ذهنه. ففي هذا المعهد اللاهوتي، بشكل خاص، يستمر أسد رستم معلما للأجيال دون انقطاع. يرتاح قرير العين في عرينه على هذه التلة البلمندية المقدسة ويفتخر، إذ صارت منهجيته الثائرة مبدأ متبعا في كل فروع الدراسات اللاهوتية”.

 

وختم: “أخير وليس آخرا، أوجه شكرا كبيرا لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية التي بهمتها تم  إعادة طبع كتب مؤرخ أنطاكية العظمى أسد رستم، وهي تشارك اليوم معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي – جامعة البلمند في رعاية هذا الاحتفال التكريمي”.

 

درويش

وكانت كلمة للباحث في التاريخ ماجد الدرويش قال فيها: “رجل مميز في زمانه ومكانه وعلمه، تنضح كتبه بافتخاره بانتمائه العربي الذي يشكل عمق بلاد الشام التاريخية، التي تعربت قبل الفتح الإسلامي بتسعمئة سنة (عبارته)، والعربية عنده امتداد طبيعي للسريانية التي بدأت بها المسيحية، لذا يرى أن التكامل بينهما يشكل أساسا متينا لإعادة اللحمة إلى هذه الكنيسة التي أصابها الإنشقاق الكبير.ومن هنا وجدناه في الكتاب الذي نحن بصدد الاحتفاء به (تاريخ الكنيسة الانطاكية) يجهد في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب”.

وشدد على أن “قراءة التاريخ تحتاج من المؤرخ علوما وعقلا وجهودا مضنية صادقة”.

 

نحاس

وشدد باسم الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس فواز نحاس على أن رستم “بالإضافة إلى كونه مؤرخ الكرسي الإنطاكي هو مرجع في الموضوعات التي كتب فيها لدى غالبية جامعات العالم”. وقال: “أدرك الدكتور رستم أن معنى التاريخ يكمن في وحدة تطوره ونموه وفي تفاعل الفكر الحر عبر التراث الإنساني الذي يختزن قمم الفكر والروح التي لا تضاهى ولا يعلى عليها، وان الإسهام الحقيقي في كتابة التاريخ لا يتم ولا يكتمل إلا بالغوص في جزئيات هذا التاريخ فأبدع في ذلك حيث بقي أمينا للحقيقة التي نراها جارحة ومؤلمة في كثير من الأحيان وأكاد أقول في غالبها الأمر الذي سيكتشفه كل قارىء في اية جهة كان وفي اي موقع وقف”.

أضاف: “كان الدكتور رستم جادا في طلب الحقيقة المجردة التي آمن بها فدونها في كل كتبه بلغة سهلة وراقية نلاحظها حين كتب عن الخلافات التي حدثت بين أبناء الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة او بينهم وبين سواهم، وهذه الحيادية انسحبت على كل مدوناته وفي كل مؤلفاته خاصة حين نقرأ في كنيسة مدينة الله العظمى حيث خصص الكتاب الثالث لموضوع واحد متشعب وهو: النصرانية في دار الإسلام حيث ارخها من العام   1453 وهو تاريخ الفتح العثماني للقسطنطينية”.

وشكر الجهات الداعية للندوة عن المؤرخ رستم.

 

لميا رستم

وتحدثت إبنة المكرم السيدة لميا رستم شحادة عن التكريمات التي أقيمت لوالدها والأوسمة التي نالها. وقالت: “ها نحن اليوم نكرم رستم بسبب محبة الدكتور سابا زريق وإجلاله وإعجاب عميد كلية اللاهوت الأب يعقوب. فلماذا كل هذا التكريم؟ الجواب في كلمة واحدة هو “المؤسس” مع “ال” التعريف وقد إستعرت ال التعريف من المؤرخ الدكتور منير إسماعيل. إنه المؤسس لأنه عندما عاد من جامعة شيكاغو سنة 1923 متأبطا شهادة الدكتوراه بعد 15 شهرا من مكوثه هناك، بدرجة الامتياز الأعلى وواجهته الإدارة في الجامعة الأميركية بالطلب منه تعليم تاريخ العرب في الأربعماية سنة الأخيرة. اتجه رستم رأسا إلى المكتبة للإطلاع على هذا الموضوع، لكنه فوجىء بخلو المكتبة العربية من اي مصادر أولية لتلك الفترة من التاريخ. فقام بتجميع هذه المصادر خلال سفرة له إلى سوريا وفلسطين ومصر والأردن وتركيا، وقصد سفارات أهمها السفارة البريطانية ومكتبات أهمها مكتبة البطريركية المارونية في بكركي، والمحاكم الشرعية وغيرها، ونتج عن هذا العمل الشاق اربعة اجزاء لهذه الوثائق وخامس للفهارس في سنة 1930 وأسماها “الأصول العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي باشا”.

وتحدثت عن “محاولته الأولى في التاريخ الكنسي لتأليف معجم يوناني عربي كلفه بها مجلس الكنائس العالمي”.

 

صلاح رستم

ثم القى كلمة العائلة الدكتور صلاح أسد رستم استهلها بشكر البطريرك يوحنا العاشر وزريق. وقال: “أسد رستم ما زال حيا فينا نقرأ له ونسمع صوته أحيانا ونسعى لتقليده، أما “البابا أسد” فهو اسطورة خلدها التاريخ لأن كل من تتلمذ عليه كان يحظى بنفس المحبة والتضحية التي شملتني واخوتي. ترك فينا محبة خالدة لما رأينا منه محبة وتضحية وإحتراما بالغا لأم صلاح. علمني الإبداع وان أستوعب خصمي وأتحمل المصاعب وأن أكون صريحا شفافا ووفيا مخلصا لعملي ووطني حتى الشهادة”.

 

 

                            ==== ن.ح.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى