أخبار محلية

هذه أهداف زيارتيّ عون وباسيل إلى بكركي


تركت الدعوة للحوار أصداءً متفاوتة بين من تلقّفها بإيجابية، في حين ثمة من قطع عليها الطريق قبل أي كلام آخر، إلا أن حواراً من نوع آخر عاد ليطرح في بكركي لجمع القيادات المسيحية، كما كان يحدث في حقبات ومراحل وأزمات سابقة، وبالتالي، سبق للبطريرك الماروني بشارة الراعي، أن جسّ نبض القوى المسيحية، إلا أنه لم يلاقِ أذاناً صاغية، وتحديداً خلال عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وما جرى أثناء هذا العهد من انفجار المرفأ، إلى الصراع بين “القوات اللبنانية و”التيار الوطني الحر”، وأحداث الطيونة ولاسا وأمور عديدة جرت حينها، حيث أن “التيار الحر”، وعلى رأسه النائب جبران باسيل، لم يلاقِ هذه المساعي أو يتجاوب معها، وتفاعلت يومها وبعدها الحملات على رئيس حزب “القوات” سمير جعجع عبر نبش دفاتر الماضي والعودة إلى محطات الحرب السابقة.
ومن هنا، تسأل أوساط مسيحية معارضة لـ”التيار البرتقالي”، عن هذه الصحوة لباسيل وللرئيس السابق ميشال عون وتلطّيهم بعباءة بكركي، بعدما خسرا السلطة وخاصما الحليف والصديق وغالبية الأطراف والمكونات اللبنانية على اختلافها، والسؤال المطروح، هل يحاول باسيل حشر بكركي لرفض أسماء المرشحين الطبيعيين المعروفين لرئاسة الجمهورية، وحيث يرفضهما رئيس التيار “البرتقالي” وذلك، ما كان قد أكده لـ”حزب الله”، أي أنه لا يقبل برئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، أو قائد الجيش العماد جوزاف عون في رئاسة الجمهورية. وعندما سئل باسيل ما إذا كان يسعى لترشيح أحد نواب تكتل “لبنان القوي” للرئاسة، رد ساخراً بأن ما يطرح من هذا القبيل هو للتسلية، الأمر الذي يحمل أكثر من إهانة لنواب كتلته، بمعنى أن يكون هو المرشح الوحيد للرئاسة، وإلا لن يقبل بأي مرشح آخر أكان من كتلته أو من خارجها، وهذا وفق المتابعين يبقي التعطيل لحصول الإنتخابات قائماً، بدليل استمرار “التيار الحر” بالإقتراع بالورقة البيضاء.
وفي سياق متصل، فإن باسيل ذهب إلى بكركي لاستكشاف الأجواء الرئاسية بعد عودة البطريرك الراعي من زيارته لكل من روما والأردن، وما إذا كان هناك من توجّه لسيد بكركي لدعم فرنجية أو قائد الجيش، مُغلِّفاً الزيارة بالتناغم مع سيد الصرح حول رفضهما لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة واعتبارها غير دستورية، أي الحرص المشترك على حقوق المسيحيين، وأن “التيار” ومؤسّسه هما إلى جانب هذه الحقوق ويتوجّهان إلى بكركي لهذه الغاية وللتضامن معها، بينما المسألة وفق ما يقول أحد النواب الموارنة السابقين، أن باسيل يحاول أن يضع بكركي في مواقف هي في غنى عنها في هذه المرحلة بالذات، وفي المحصلة فإن ذلك ما لا يرغبه الفاتيكان الذي يعتبر أن مسألة التعايش المسيحي ـ الإسلامي أولوية بعد كل ما أصاب المسيحيين من خلال الحروب التي جرت في سوريا والعراق ومناطق أخرى، لذا، فإن المعلومات تؤكد بأن هناك رزمة تحرّكات لرئيس “التيار الوطني” باتجاه مرجعيات مسيحية، وكل ذلك على خلفية الصلاحيات وما واكب جلسة مجلس الوزراء الأخيرة وتحذيرهم من مغبة إنتخاب رئيس مسيحي لا تمثيل له، ما يعيد البلد إلى المراحل السابقة بعد اتفاق الطائف.
وأخيراً، فإن المعلومات حول حراك باسيل المسيحي، سينسحب في الأيام القليلة المقبلة على الرئيس عون، إنما عبر تغريدات أو مواقف سياسية سيعلنها خلال بدء استقباله للسياسيين المقرّبين منه، مما يؤكد بأنهما يخوضان معركة الرئاسة من منطلق إما باسيل رئيساً أو من يختاره فقط، ولا لوصول كل من فرنجية وقائد الجيش.

فادي عيد – الديار


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى