لبنان يدفع ثمن التفاهم والخلاف
كتب رفيق خوري في” نداء الوطن”: ما انكشف على العموم حتى الآن هو أن الإتفاقات، كما الخلافات، تقوم على المصالح العارية المغطاة بالشعارات الكبيرة الوطنية والإستراتيجية. من المفارقات أن نسمع اليوم من شركاء «حزب الله» كلاماً على إعلاء مصلحته فوق مصلحة شركائه وبناء الدولة. فإما أنهم لم يدركوا ذلك منذ البدء، وهذا جهل سياسي. وإما أنهم كانوا يدركون لكنهم إندفعوا في الشراكة، وهذا ما ينطبق عليه قول الأخطل الصغير: «ومن العلم ما قتل». ونوع الخلاف اليوم بين شريكي «تفاهم مار مخايل»، أي «التيار الوطني الحر وحزب الله» يؤكد أن التفاهم قام على مصالح كل طرف، بصرف النظر عمّا في بنوده وعن خطاب الشعارات الكبيرة.مصالح «حزب الله» مركّبة: بعضها تكتيكي لجهة الحاجة الى غطاء قوة مسيحية لسلاحه خارج الشرعية ودوره الإقليمي، وبعضها الآخر إستراتيجي بعيد المدى يتعلّق بالمشروع الإقليمي الإيراني الذي هو جزء منه وانتظار الظروف الملائمة لتأسيس لبنان آخر. ومصالح «التيار الوطني» بسيطة: ضمان الموقع في السلطة وحماية الدور. وهذا ما حقّقه التفاهم. لكنّ لبنان واللبنانيين دفعوا الثمن الكبير. لبنان تعرّض لتعطيل السلطة والإنتخابات الرئاسية بالتفاهم كما بالخلاف، ولنوع من العزلة في العلاقات مع الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين. واللبنانيون وصلوا الى «جهنم».وقمة الإستخفاف بلبنان واللبنانيين هي إدارة الإنتخابات الرئاسية بمعادلة: إما الرئيس الذي نريد وإما لا رئاسة، كأن البلد في «ستاتيكو» يمكن الإستمرار فيه، وليس في إنهيار يتعمّق كل يوم. وقمة السريالية هي العودة الى «التفاهم» بعد كل ما قيل.يقول ألدوس هكسلي: «الخبرة ليست ما حدث لك بل ماذا فعلت لما حدث لك». فمتى نتعلم هذا الدرس قبل «خراب البصرة»؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook