آخر الأخبارأخبار محلية

هواجس المسيحيين: خوف من العودة الى ما قبل العام2005

لم تكن ردة فعل “التيار الوطني الحر” على انعقاد جلسة الحكومة مفهومة لدى غالبية القوى السياسية في لبنان وتحديدا الاحزاب ذات القاعدة الشعبية المسلمة، حتى وصل البعض الى الحديث عن ان رئيس “التيار”جبران باسيل عقد تسوية بعيدة عن الاعلام مع قوى اقليمية بهدف السير برئيس جديد للجمهورية يخالف رغبة “حزب الله”.

وبحسب اعتقاد هؤلاء فإن باسيل يفتعل اشكالا كبيراً مع حزب الله للحصول على الحجة المناسبة للتمايز الكبير عن الحزب في الملفات الكبرى، لكن اللافت ان قوى مسيحية اخرى لم تستطع  اظهار رضاها عن انعقاد الجلسة بالرغم من كون اصل حصولها يشكل انتكاسة سياسية لرئيس “التيار” وهذا ما يتمناه خصومه على الساحة المسيحية كما اللبنانية.

لكن في الوجدان المسيحي، وبعد الانهيار الاقتصادي الكبير والهجرة التي تشهدها البيئة المسيحية، وبعد انفجار المرفأ الذي اصاب المناطق المسيحية اكثر من غيرها، بات هناك قلق كبير من العودة السياسية الى ما قبل العام 2005، اي الى ما قبل عودة العماد ميشال عون من المنفى وخروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن..

استفاد الزعماء المسيحيون من الخلاف السياسي الحاد الذي حكم المرحلة الماضية بين الشيعة والسنة، واستفادوا من زيادة حضورهم النيابي التدريجي ليستعيدوا التمثيل النيابي الحقيقي للمسيحيين اضافة الى امتلاك كامل الحصة الوزارية، فلا يشاركهم فيها اي حزب مسلم، حتى ان التعيينات الادارية تقاسمتها الاحزاب الاساسية على الساحة المسيحية.

كل ذلك ترافق مع خطاب عوني تصعيدي بوجه صلاحيات رئيس الحكومة ما اوحى بأن ضرب الطائف بات قاب قوسين او ادنى وان استعادة المسيحيين لحضورهم السياسي السابق باتت قريباً ايضا، لكن هذا لم يحصل واصطدمت القوى المسيحية بعوائق كبيرة تحول دون استعادتها لنفوذها السابق.

الاهم ان الفراغ المتكرر في رئاسة الجمهورية وعدم تمكن الاحزاب والقوى السياسية المسيحية من التوافق على اسم رئيس جديد او على برنامج سياسي عام، يجعل من حصول تراجع دراماتيكي في الحضور السياسي وفي النفوذ الداخلي امراً واردا ومطروحاً في الاوساط الشعبية اكثر منه في الاوساط الرسمية..

هكذا بات المسيحيون اليوم، يتوجسون من اي خطوة سياسية تخالف توجهاتهم او قناعاتهم لانهم يعتقدون انها تستهدف وجودهم، وهذا ما يركز عليه “التيار الوطني الحر”اكثر من غيره، ربما لانه في مواجهة مباشرة مع اكثر من قوة سياسية حالياِ. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى