آخر الأخبارأخبار دولية

اكتشاف حمض نووي من العصر الجليدي يعود إلى مليوني عام


نشرت في: 08/12/2022 – 22:52

قال باحثون الأربعاء أنهم استخرجوا من رواسب تعود إلى العصر الجليدي في غرينلاند حمضاً نووياً لأنواع مختلفة عمره مليونا عام، هو أقدم ما تم اكتشافه في هذا المجال على الإطلاق، كما أنه يوفر أفقاً جديدا لعلم المتحجرات القديمة. وقد بقي الحمض النووي محفوظاً بطريقة جيدة لأنه كان مجمّداً وفي مناطق لم تكن عرضة سابقا إلا لقدر قليل من الاستغلال، وفق محاضر في جامعة كوبنهاغن.

أفاد باحثون الأربعاء أنهم عثروا على حمض نووي تم استخراجه من رواسب في منطقة بغرينلاد يعود عمره إلى مليوني عام. ما يعتبر أقدم اكتشاف في هذا المجال على الإطلاق.

 وقد أوضح ميكيل وينذر بيدرسن، وهو أحد المعدّين الرئيسيين للدراسة التي نشرت في مجلة “نيتشر” العلمية لوكالة الأنباء الفرنسية أن “هذا الحمض النووي يمكن أن يعيش مليوني عام، أي ضعف عمر الحمض النووي الذي عُثر عليه سابقاً”.

وتأتي مختلف أجزاء الحمض النووي التي تم اكتشافها في رواسب “من الجزء الشمالي من غرينلاند المعروف بكيب كوبنهاغن، و(هي) من بيئة لا نراها في أي مكان على الأرض اليوم”، وفق الباحث.

و بقي الحمض النووي محفوظاً بطريقة جيدة لأنه كان مجمّداً وفي مناطق لم تكن عرضة سابقاً إلا لقدر قليل من الاستغلال، بحسب المحاضر في جامعة كوبنهاغن، الذي شرح أن “الأنهار (حملت) معادن ومواد عضوية إلى البيئة البحرية، حيث استقرت هذه الرواسب الأرضية. وبعدها، في مرحلة ما، قبل نحو مليوني عام، ارتفعت هذه الكتلة الأرضية تحت الماء وأصبحت جزءًا من شمال غرينلاند”.

وتُعد كيب كوبنهاغن اليوم صحراء قطبية. وتم فيها اكتشاف أنواع مختلفة من الرواسب، بينها متحجرات لحشرات محفوظة بشكل ممتاز. ولم يسع الباحثون في البدء إلى التعرف على الحمض النووي للعناصر التي عُثر عليها، ولم يكن يتوفر سوى القليل جداً من المعلومات عن وجود محتمل لحيوانات فيها.

وقد أتاح عمل الباحثين الذي بدأ عام 2006 رسم صورة لما كانت عليه هذه المنطقة قبل مليوني عام.

وأوضح بيدرسن أن هذه البيئة “كانت غابية وتضمّ حيوانات المستودون والرنة والأرانب البرية وعدداً كبيراً من أنواع النباتات بلغ 102”. كما أشار أيضا إلى أن وجود المستودون لافتا النظر إلى أنه لم يُرصد من قبل في الشمال.

وقد طرح هذا الاكتشاف على الباحثين مسألة قدرة الأنواع على التكيف، كون غرينلاند (“الأرض الخضراء” باللغة الدانماركية) شهدت قبل مليوني عام درجات حرارة أعلى، بين 11 و17 درجة من مستويات الحرارة الحالية، علماً أن الشمس لا تغرب خلال أشهر الصيف ولا تشرق خلال الشتاء في هذه المناطق.

وأضاف بيدرسن المتخصص في علم البيئة القديمة: “لا نرى في أي مكان آخر على الأرض اليوم مثيلاً لاجتماع الأنواع هذا”. ورأى أن ذلك يدفع إلى درس “مرونة الأنواع”، شارحاً أن “قدرتها على التكيف مع أنواع مختلفة من المناخ، قد تكون مختلفة عما كنا نظنه سابقاً”.

“صندوق باندورا”

وبفضل تكنولوجيا مبتكرة، اكتشف الباحثون أن القطع الـ 41 التي خضعت للدراسة أقدم بمليون سنة من الرقم القياسي السابق للحمض النووي المأخوذ من عظم الماموث السيبيري.

كما سعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كان الحمض النووي مخفياً في الطين والكوارتز وما إذا كان من الممكن فصله عن الرواسب لفحصه.

من جهتها، قالت كارينا ساند التي تدير مجموعة علم الأحياء في جامعة كوبنهاغن وشاركت في الدراسة، إن الطريقة المستخدمة “توفر فهماً أساسياً لسبب قدرة المعادن أو الرواسب على الحفاظ على الحمض النووي… إنه صندوق باندورا نحن على وشك فتحه”.

 وأضاف بيدرسن أن هذا الاكتشاف يتيح “كسر حاجز ما كان يُعتقد أنه يمكن تحقيقه بشأن الدراسات الجينية”.

وتابع قائلا: “كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن مليون سنة هي الحد الأقصى لبقاء الحمض النووي سليما، ولكن تبيّن اليوم أن فترة بقائه هي ضعف ذلك، وهذا يدفعنا طبعاً إلى البحث عن مواقع”.

هذا، ولاحظ الباحث أن “في العالم الكثير من المواقع التي تحتوي على رواسب جيولوجية تعود إلى هذا الحد،  بل وأبعد من ذلك في الزمن”.

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى