الوكالة الوطنية للإعلام – لقاء تضامن في المدوّر والكرنتينا مع أهالي شهداء وضحايا وجرحى ومتضرّري تفجير المرفأ
وطنية – أقيم اليوم لقاء تضامن في منطقة المدوّر والكرنتينا مع أهالي شهداء وضحايا وجرحى ومتضرّري تفجير مرفأ بيروت، تحت عنوان “بدنا الحقيقة كل لحظة وكل دقيقة”. حضر اللقاء الذي عُقد في كنيسة سيّدة النجاة – المدوّر، عدد من أهالي الشهداء والضحايا والجرحى والمتضرّرين من التفجير ورجال دين إضافة إلى أبناء المنطقة وسكّانها.
بعد دقيقة صمت استذكر فيها الحاضرون خسارتهم، وجعهم ورجاءهم، تحدّث نادر جبّوري من سكّان المنطقة فطالب بالتوجّه دوليًّا لتحقيق العدالة بجريمة تفجير المرفأ نتيجة العراقيل التي توضع بوجه القضاء المحلّي ممّا يدعونا للتفكير بأسلوب جديد للتحرك لمحاسبة المجرمين حتى يصلنا حقّنا في هذه “المزرعة الوسخة“.
من جهته، ألقى عبدو متى، والد الشهيد شربل متى، كلمة وجدانية عبّر فيها عن حرقة قلبه ويأسه على مشارف عيد الميلاد، فأغلى هدية عنده هي أن يجتمع بإبنه الشهيد بين عائلته مجدّدًا. ختم كلامه بعبارة ورجاء “طوبى للحزانى لأنّهم يُعزّون”.
أمّا فيرا يغيليان، من سكّان منطقة المدوّر والكرنتينا، فعبّرت عن ثقتها بأنّ “الحقيقة ستظهر والعدالة ستتحقّق في جريمة المرفأ، فالحياة أقوى من الموت وهي اليوم تعيش وباقية في لبنان من أجل هذه الرسالة ولا شيء يُخيفها.“
من جهته، شدّد المحامي بيار الجميّل، شقيق الضحية يعقوب الجميّل، “أنّ هناك ظلمًا في القضاء اللبناني ونحن بحاجة إلى أن نبني قضاء، لذلك فإنّ الاتكال على القضاء المحلّي في قضيّة تفجير المرفأ هو مضيعة للوقت والتوجّه دوليًّا لتحقيق العدالة هو الحلّ.“
وكانت مداخلة مؤثّرة جدًّا من الشابة الفتيّة سيبيل عودة، إبنة الضحية جوليا صعب عودة التي فقدت حياتها بعد سنة من تفجير المرفأ جراء إصابتها في رأسها يوم ٤ آب ٢٠٢٠. سيبيل التي كانت خسرت والدها من قبل، اختصرت معاناتها بالقول: “كتير صعب تعيش حياتك بلا إم وبلا بَي“.
أمّا إيلي حصروتي، نجل الضحية غسان حصروتي، فشدّد على “أنّ ٤ آب لم يعد نهارًا بل أصبح حالة، والشهداء والضحايا والجرحى والمتضرّرين لم يعودوا أشخاصًا بل أصبحوا قضيّة وطن سجين ومخطوف وشعلة تُضيء طريق الحريّة والمواطنة المبنيّة على مبادئ الحقيقة والعدالة والحياة”.
وأضاف، “إنّ قضيّتنا هي قضيّة وعي وتفجير المرفأ جريمة قتل وفساد كشفت أنّ مكامن الخلل في المجتمع اللّبنانيّ عميقة، لذلك لا بدّ من إحداث تغييرٍ شامل جذريٍّ رؤيويٍّ واعٍ، في التّفكير والسّلوك، ينطلق من الفرد إلى المجتمع فالوطن. ينبثق هذا التغيير من إدراك كلّ لبنانيّة وكلّ لبنانيّ أنّهم معنيّون شخصيًّا بقضيّة ٤ آب، وعليهم مسؤوليّة دعم مسار كشف الحقيقة ومقاومة ثقافة التستّر والتهرّب مِن المحاسبة ونشر ثقافة الحياة”.
قال: “كان يمكن أن يكون أي شخص مكاني أو مكان أبي اليوم، والمجرمون لا يزالون طليقين حتى الساعة ولا يوجد أي ضمانات أنّ ما حدث في ٤ آب ٢٠٢٠ لن يتكرّر، فماذا تَغيّر من وقتها حتى الساعة؟ وحده إدراكنا الفعلي لهذا الواقع القاتل وللقنابل الموقوتة الشبيهة بقنبلة المرفأ والتي من غير المستبعد أن تكون مزروعة أيضًا جنب بيوتنا وعملنا وبعِلم أصحاب السلطة والنفوذ وأزلامهم المستفيدين من ثقافة الفساد ومن غياب الحقيقة والمحاسبة، سيجعلنا ننتفض على واقعنا ونضغط على نفسنا وعلى المعنيّين بكل الوسائل لنكشف الحقيقة ونحاسب القتلة والفاسدين فنبني وطنًا للحياة لنعيش بكرامة وبسلام فيه فنكون قد تعلّمنا شيئًا من ٤ آب”.
وفي الختام، كانت مداخلات من الحضور، شدّدت على “وجوب تسمية الخونة بأسمائهم وتسجيلهم في التاريخ فهم أسوأ الناس وهم بيننا، “مِنّا وفينا”، ويجب أن يُعرفوا”. وتحدّتث عن “سماع أصوات طيران لحظة تفجير المرفأ وعن تغطية المجرمين لبعضهم البعض وضرورة تدويل الملف وإنشاء لجنة تقصّي حقائق دوليّة”. وشدّد الحضور على “أهمية اللقاء والتضامن والمشاركة والقيام بالضغط والتحرّكات، إذ لن يموت حق وراءه مطالب”.
============
مصدر الخبر
للمزيد Facebook