البطاقات الحمراء والصفراء… من ابتكرها وفي أيّ سنّة اعتُمدت لأوّل مرّة؟
صاحب فكرة البطاقة الصفراء والحمراء هو كين أستون، رجل إنكليزي، توفي في تشرين الاول 2001، بعد أن قدم مساهمات كبيرة في كرة القدم، وفن التحكيم خصوصا.
ففي إنكلترا، حيث كانت الرياضة هي جزء مهم من المناهج الدراسية، غالبا ما يتولى المعلمون دور الحكم.
وكان يلعب أستون هذا الدور في مقاطعة إسيكس عام 1935، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاما وكان جديدا في عالم التدريس، وطُلب منه تولي مسؤولية مباراة كرة قدم.
وبعد وفاته، نعته صحيفة “تايمز”، قائلة إنه بحلول الستينيات من القرن الماضي، شق أستون طريقه في سلم الحكام في كرة القدم، وكان بلا شك أحد كبار المسؤولين في هذا المنصب بالبلاد. ونادرا ما يُطرح أي جدل على عمله وقراراته.
مباراتان غيّرتا مسار اللعبة
وضمن هذا الإطار ذكر موقع نادي تيبورون الرياضي أن أستون مُنح شرف إدارة المباراة الافتتاحية بين تشيلي المضيفة، وسويسرا، ونجح في مهمته بدقة.
لذلك، قررت “الفيفا” المعجبة بأدائه، تسميته لمهمة التحكيم الأصلي للمباراة بين تشيلي وإيطاليا، بعد أن لمست بأستون شخصية لديها خبرة وموثوق بعملها.
إلا أن أستون لم يفرح بقرار “الفيفا”، بخاصة أن الإشارات كانت تدل على أن المباراة ستكون غير عادية.
فقد كانت الصحف التشيلية قد قالت إن الصحافيين الإيطاليين كتبوا مقالات تشكك بأخلاق المرأة التشيلية وجمالها، الأمر الذي جعل من المباراة عرضة لأن تكون مشحونة بمسألة الشرف، وباتت كرة القدم قضية ثانوية في اللعبة في سانتياغو بين البلدين.
هذه المباراة دفعت أستون للتعليق عليها بعد سنوات قائلا: “ليست مباراة كرة قدم، صحيح كنت أقوم فيها بدور الحكم، لكنني كنت حكم مناورات عسكرية”.
فالمباراة في سانتياغو أكدت مخاوف الجميع. واضطرت الشرطة لدخول الملعب ثلاث مرات لمساعدة الحكم على استعادة النظام.
وطرد أستون لاعبين إيطاليين، واضطر إلى تفريق عدد من المشاجرات والمعارك على أرض الملعب.
وفازت الدولة المضيفة في نهاية المباراة بنتيجة 2-0.
وأدار أستون، خلال العام 1963، نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، وتقاعد بعد ذلك من إدارة المباريات.
ودعت الفيفا أستون، بعد 3 سنوات، للانضمام إلى لجنة الحكام، التي ترأسها من 1970 إلى 1972.
وشارك مرة جديدة في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم.
فخلال العام 1966، التقت إنكلترا، الدولة المضيفة للمونديال، بالأرجنتين في ربع النهائي في ويمبلي، وكان على أستون، الذي كان مسؤولا عن التحكيم في البطولة، أن يستخدم قدراته في تهدئة كابتن منتخب الأرجنتين بعد طرده، والمحافظة على استمرار المباراة.
فكرة البطاقات الحمراء والصفراء
وقال: “بينما كنت أقود سيارتي، تحولت إشارة المرور عند أحد التقاطعات إلى اللون الأحمر. وخطرت ببالي فكرة، الأصفر: خذ الأمور ببساطة، والأحمر، توقف”.
فقد ركز أستون على اللونين الأصفر والأحمر. وقال: “إذا استخدمت هذين اللونين في ملعب كرة القدم، فسوف تتغلب هذه البطاقات على أي حواجز لغوية، وفورا تشير البطاقة للاعبين إلى التحذير أو الطرد”.
أول بطولة ببطاقات
أول طرد
حصل ذلك في بطولة عام 1930، عندما كان يلعب منتخب البيرو ضد رومانيا.
إلا أن كارلوس كاسيلي من منتخب تشيلي كان أول لاعب يُمنح بطاقة حمراء، بعد أن ابتكر أستون هذه الطريقة بالتبليغ عن قرار الطرد، وكانت تشيلي تعلب ضد ألمانيا الغربية في بطولة عام 1974.
أصحاب أكبر عدد من البطاقات الحمراء
فقد طُرد ريغوبيرت سون، من منتخب الكاميرون، مرتين في المونديال، مرة خلال مباراة ضد البرازيل عام 1994، ومرة خلال مباراة ضد تشيلي عام 1998.
وهكذا حصل مع البطل الفرنسي زين الدين زيدان، الذي طُرد في نهائي 2006 في مباراة ضد إيطاليا، ومرة خلال مباراة ضد السعودية عام 1998.
الفرق التي حصلت على أكبر قدر من البطاقات الحمراء
والبلدان التي حصلت على أكبر عدد من البطاقات الحمراء في كأس العالم هي البرازيل 11 بطاقة، والأرجنتين 10 مرات، وأوروغواي تسع بطاقات وإيطاليا ثمان مرات والكاميرون ثمان مرات أيضا.
ورغم احتلالها الصدارة بما يتعلق الأمر بعدد عمليات طرد اللاعبين، لم تحصل البرازيل على أي بطاقات حمراء في البطولتين الماضيتين.
الحكام الذين أخرجوا أكبر عدد من البطاقات الحمراء
وأصدر الحكم الفرنسي جويل كوينيو خمس بطاقات حمراء خلال مسيرته في كأس العالم، بعد أن أدار ثماني مباريات.
والمكسيكي أرتورو بريزيو كارتر هو صاحب الرقم القياسي لأكبر عدد من البطاقات الحمراء التي ظهرت في نهائيات كأس العالم، حيث أخرج سبع بطاقات حمراء.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook