لهذا تستعجل باريس التسوية في لبنان!
بالرغم من كثرة الملفات والضغوط والاستحقاقات في اوروبا والتي تلعب فرنسا فيها دورا قيادياً، الا ان باريس تبدي اهتماماً استثنائياً بالملف اللبناني الامر الذي يطرح الكثير من الاسئلة عن السبب الذي يقف وراء الاندفاعة الفرنسية في لبنان، وحجم المصالح التي ترغب بالحصول عليها فيه.
على ثلاث جبهات تعمل فرنسا لايجاد حلول للازمة اللبنانية، الاولى مع الولايات المتحدة الاميركية، اذ لا تكتفي باريس بالتوكيل السياسي الممنوح لها من ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن، بل ترغب في ان تلعب واشنطن دورا فاعلاً في لبنان يخدم الاستراتيجية الفرنسية فيه.
من هنا تتواصل باريس مع الاميركيين من اجل الضغط على بعض الافرقاء السياسيين في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس الجديد، ولعل التنسيق الفرنسي الاميركي سيتم تتويجه بلقاء مرتقب بين بايدن وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
الجبهة الثانية هي على خط السعودية، اذ يجهد الفرنسيون لاقناع الرياض بضرورة الانخراط بالتفاصيل اللبنانية مجددا، وبأن تكون جزءا من التسوية المقبلة ومسهلا لها، لكن هذا الامر لا يزال عالقا ضمن الحسابات السعودية المرتبطة بالتوازنات على الساحة اللبنانية.
اما الجبهة الثالثة فهي الجبهة الداخلية اللبنانية حيث تعمل باريس على التواصل الجدي والمستمر مع مختلف الافرقاء السياسيين وعلى رأسهم حزب الله لمعرفة امكانية التنازل لهذا الفريق او ذاك، وكيفية البحث عن مخارج سياسية تكون مدخلاً لانتخاب رئيس جديد وبدء مسار الانقاذ.
وتحاول باريس العمل بشكل مكثف على تقديم اغراءات للقوى السياسية اللبنانية، عبر الايحاء بأن ماكرون سيدعو الى مؤتمر دولي لدعم لبنان فور انتخاب رئيس جديد وهذا الامر يعني ان الاوروبيين عموما مهتمون بإنقاذ لبنان وليس الفرنسيين فقط.
وتسهل باريس قواعد التسوية، اذ تطرح ايجاد حل للاستحقاق الرئاسي بداية الامر ولاحقا الانتقال الى التفاصيل اللبنانية الاخرى، باعتبار ان الذهاب بإتجاه التوافق والاتفاق على سلة سياسية متكاملة سيتطلب الكثير من الحسابات ويؤدي الى تضييع المزيد من الوقت..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook