آخر الأخبارأخبار محلية

الرئاسة مؤجلة إلى الربيع المقبل ومؤشرات إيجابية أرسلتها باريس إلى فرنجية

يبدو أن افتعال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الضجيج السياسي وفرض الضغوط على حزب الله لن يؤثر في موقف حارة حريك من ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. فالحزب لن يتخلى عن ترشيح فرنجية ما لم يعلن الأخير قرارا بعدم الترشح، وهذا الموقف النهائي تبلغه باسيل من حزب الله ما دفعه إلى المبالغة في انتقاد فرنجية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ومهاجمتهما، علما أن خلاصة لقاءاته في باريس لم تكن افضل حالا من خلاصة اتصالاته مع حزب الله في الشأن الرئاسي، لأن الامور انتقلت عند الحزب من عرض وجهة نظره إلى المجاهرة أمام باسيل بالتمسك بفرنجية والمضي بالعمل من أجل إيصاله إلى سدة الرئاسة.

ستبقى الورقة البيضاء تحكم مسار العملية الانتخابية عند حزب الله وحلفائه طالما أن التوافق لم يحصل بعد، وطالما أن الحزب لم يضمن حصول فرنجية على65 صوتاً، علما أن ثمة وجهة نظر محلية تعتبر أن فرنجية قد يحظى بدعم اكثر من كتلة نيابية(بمعزل عن دعم كتلتي التحرير والتنمية والوفاء للمقاومة)في حال وصلت الأمور إلى تسوية لن تكون كتلة الجمهورية القوية بعيدة عنها إذا نضجت الأمور إقليميا ومحلياً.

ويقول مصدر سياسي أن باسيل لن يتراجع عن مواقفه التصعيدية تجاه فرنجية، والتي تأتي من ضمن لعبة رفع السقوف للوصول إلى المنشود طالما أن حظوظه للوصول إلى بعبدا شبه معدومة، وطالما أن محاولته لم تنجح في اقناع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في البدء بالبحث عن رئيس توافقي وفق مفهومه، الا ان المصدر نفسه يقول: فرنجية لن يدخل في بازار التسويات حول تعيين قائد للجيش أو حاكم لمصرف لبنان مع احد،ولن يعطي كلمة لأحد قد يتراجع عنها بعد انتخابه. فهو معروف بثبات مواقفه وبالتالي لن يقدم وعوداً لأحد بموقع من هنا أو تشكيلات وتعيينات من هناك. ما يهمه يتمثل بالعمل على انقاذ البلد بعيداً عن أي محاصصة وإعادة ترتيب العلاقات مع الدول العربية والخليجية والمجتمع الدولي وفق مصلحة لبنان لإعادة الثقة بلبنان.

من هنا، يتطلع فرنجية إلى أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وبحسب معلومات “لبنان 24” من المصدر نفسه، ثمة حراك على خط الرياض – بنشعي، يقوم به أصدقاء مشتركون لفرنجية والمسؤولين في المملكة والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وتصب هذه الوساطات في خانة نقل وجهات النظر الطرفين إلى كليهما، خاصة وأن فرنجية متمسك بالطائف نصا وروحا ومشاركته في مؤتمر الاونيسكو كانت لتأكيد ذلك. ففي تغريدة له كتب فرنجية”سليمان فرنجيه ماروني مسيحي لبناني عربي وملتزم بالطائف”، الذي لن تجد السعودية رئيسا حريصا عليه أكثر من رئيس المرده، خاصة وانها تعتبر ان هذا الاتفاق هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي في لبنان، لكنها وربطا بمساعيها لتحصين الطائف فإن اتصالاتها مع فرنسا حول لبنان تتركز حول اهمية ايجاد حل شامل يتصل بانجاز الاستحقاقين الرئاسي والحكومي وانجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد.

وبانتظار ما ستحمله الوساطة الفرنسية على خط عواصم الدول المؤثرة في لبنان، فإن موفدا لفرنجية هو الوزير السابق يوسف سعاده زار باريس حيث التقى رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه وكان اللقاء ايجابيا ويصب في مصلحة فرنجية، بحسب ما تؤكد مصادر متابعة في فرنسا لـ”لبنان24″، معتبرة ان فرنسا لا تمانع وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، وهذا الامر ينطبق ايضاً على الاميركيين الذين لا يضعون اي فيتو على اسمه، مع تشديد المصادر على ان الاتصالات على خط الممثلين عن خلية لبنان في الإليزيه – حارة حاريك متواصلة في اطار المساعي الفرنسية لايجاد حل للمعضلة الرئاسية اللبنانية. مع الاشارة إلى ان باريس ليست بعيدة عن طرح الرياض لقائد الجيش كمرشح توافقي اسوة بواشنطن، إلا ان خطوطها المفتوحة مع حارة حريك لن تقفلها ولن توتر علاقتها مع الحزب الذي يدعم فرنجية.

وسط ما تقدم ثمة تسليم محلي بأن لا انتخابات رئاسية قبل الربيع المقبل، فالتفاهم الداخلي شبه مستحيل من دون التفاهم الخارجي الذي يبدو انه دخل في مرحلة التعطيل، بفعل التوترات على خطوط فيينا من جهة ومن جهة اخرى على خط الرياض – طهران من جهة أخرى، فضلا عن الحرب الاوكرانية- الروسية. وتجدر الاشارة إلى أن النائب أشرف ريفي وفي تعليقه على مسار جلسات الخميس الرئاسية، كان قد اشار”بحسب معلوماتي الوحي سيأتي في 15 شباط وما يليه”، و”دائمًا انتخابات الرئيس تتأثر بالخارج”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى