صحة

​مرض العصر… النسيان يسيطر على الجميع فهل يمكن مواجهته؟!

ازدادت صفة النسيان لدى المجتمعات في شتى البلدان، وأصبحت سمة رائجة ولم تعد ذات صلة تقليدية بتقدم العمر وحسب، بل تعدت ذلك لتصل إلى فئة الشباب. وحتى نلجأ لتنحية مشكلة النسيان جانبا يجب علينا أن نعزز قدراتنا العقلية وذاكرتنا ونحميها من كل ما قد يؤثر عليها، وهذا ما يمكن تحقيقه عن طريق تمارين الذاكرة والتركيز وعن طريق اتباع نظام غذائي معين.

وفي التالي نقدم لكم مجموعة نصائح مرتبطة بعالم الغذاء وببعض التمارين العملية، قد تساعدكم في الحفاظ على ذاكرتكم:

أطعمة تساعد في تنشيط الذاكرة

ووفق الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة Neurology الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، فإن الذين يأكلون الأطعمة والمشروبات الغنية بمركبات “الفلافونول” المضادة للأكسدة، يكون تدهور ذاكرتهم وتراجع أدائها، أقل مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها.

ومن الأغذية والمشروبات الغنية بمركبات “الفلافونول” اللفت والبندورة والتفاح والبرتقال والتوت والعنب والملفوف الأحمر والشوكولا الداكنة والبقدونس والبصل والخوخ والخضراوات الورقية ذات اللون الداكن، بالإضافة إلى الشاي وخصوصا الأخضر.

وأشار توماس إم هولاند، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد “راش للشيخوخة” بالولايات المتحدة، إلى أن أولئك الذين يتناولون 7 حصص من الخضراوات الورقية الداكنة أسبوعية أو حصة منها يوميا، لوحظ انخفاض بنسبة 32 بالمئة بمعدل التدهور المعرفي لديهم.

ونقلت وكالة “يو بي آي” للأنباء عن هولاند قوله إن “البدء بتعديلات في النظام الغذائي ونمط الحياة في سن مبكرة، سيحقق على الأرجح نتائج جيدة بالنسبة للذاكرة على المدى الطويل”.

وأضاف: “قد تبدأ التغيرات في الدماغ، مثل تراكم لويحات الأميلويد التي تتشكل في المادة الرمادية للدماغ، ونسبة بروتين (تاو) في أدمغة المصابين بالتنكس العصبي، والتشابكات الليفية العصبية في حالة مرض ألزهايمر، قبل ما بين 10 إلى 20 سنة لظهور علامات سريرية للتدهور المعرفي يمكن اكتشافها بسهولة”.

وشارك في الدراسة 961 شخصا متوسط أعمارهم 81 عاما، ليس لديهم أعراض الخرف.

قدم المشاركون معلومات عن تناولهم لأطعمة محددة، والمستوى التعليمي، والوقت الذي يقضونه في أنشطة ذهنية، وممارسة الرياضة، ثم خضعوا لاختبارات الذاكرة.

كشفت النتائج أن تناول كمية من “الفلافونول” تزيد عن 16 غراما يوميا، يرتبط بأفضل أداء للذاكرة، وأقل معدل تدهور لها.

تمارين لتقوية الذاكرة
تقوية ملاحظتك
يشمل هذا التدريب أن تقوم بالتركيز يوميا حول أربعة تفاصيل تخص شخصا ما أو مكانا ما أو حتى سيارة أو مسلسلا أو فيلما معينا، ثم تعمل على محاولة استرجاعها كلها في وقت لاحق من ذاكرتك، وبالتالي بتكرار هذه التجربة سوف تنمي ذاكرتك وتنشطها وتزيد من قدرتها وتسهل من وصولك لما تحتويه.

قصر ذاكرتك
اتبع هذه الطريقة أحد أشهر المخبرين السريين في عالم التحقيق والأدب وهو المحقق السري الشهير شارلوك هولمز؛ حيث اكتشف وسيلة جميلة لتقوية الذاكرة باستعمال تمرين (قصر الذاكرة) وهو عبارة عن أسلوب لاستذكار الأماكن يتعلق بنظام خاص يعمد على الربط بين عناصر نريد تذكرها ومواقع مادية معينة، بالتالي يخص العلاقة المكانية بحفظ مكان بشكل مرتب لتذكر ما نود حفظه.

تكرار متباعد
تعتمد هذه الطريقة على تذكر ما ينبغي في وقته الملائم، ويمكن أن نستخدم لذلك بطاقات تعليمية، فنقوم بتنظيم البطاقات هذه بثلاث مجموعات واختبار الذاكرة من خلال التأكد من صحة المعلومات جرى تذكرها، نبدأ بفواصل قصيرة زمنيا، ثم نزيدها تدريجيا فنحصل على ذاكرة أفضل.

عمليات الحساب
تنفيذ عمليات حساب بسيطة في المخ ودون آلة حاسبة

إن تنفيذ عمليات حساب بسيطة في المخ ومن دون آلة حاسبة يعتبر وسيلة ذات أهمية خارقة في تمرين الذاكرة وشحذها، ولا سيما عندما تقوم بذلك خلال المشي، لأنه يقوي ذاكرتك العاملة النشطة.

التكرار
كمثال واضح يمكنك أن تقوم بالتركيز على ما يتحدث به الناس معك فيه أو مع غيرك، وقم بالإنصات الجيد لما يقولونه، وكرر كلماتهم في ذهنك أثناء هذه المحادثة، عندها تكون قد دربت مخك وعقلك وعززت ذاكرتك من دون أن تشعر.

تخيل وتصور
درب مخك من خلال إنشاء صور تخيلية في عقلك والتي بدورها تقوم باسترجاع أفكار وأحداث بتفاصيل دقيقة، كالتنبّه لمواقع أو أشخاص أو أشياء مشابهة للمشاهد المطلوبة للحفظ والتذكر، سواء كان فيلم أو نوع من حديث مع أحد الناس.

تعلم لغة أو عدة لغات أخرى
إن تعلم الحديث والقراءة الجيدة بلغات جديدة يزيد من عمل عقلك لتذكر ما تعلمته من ملاحظات وبيانات بشكل ثابت، ما يزيد من تقوية ذاكرتك وتركيزها.

رسم خرائط ذهنية
يساعد رسم خرائط للذهن على تدريب المخ وتمرين العقل لتحسين الإبداع والتخيلات، فيكون له أثر مباشر وقطعي على تحسين ذاكرتك، لأن رسم الخرائط الذهنية يجبرك على تخيل أحداث معينة، بالتالي تذكرها، ليعمل عقلك بشكل فعال أكثر وتقوى ذاكرتك.

تدريبات تقوي وتزيد تركيزك
هنالك العديد من النشاطات التي تضاعف من قدراتك على تطوير تركيزك، وهذا أمر ضروري وجوهري للحفاظ على تألق مخك ونشاط عقلك وفعاليته، بالتالي ما عليك سوى أداء تمرينات لتقوية التركيز ومنها ما يلي:

تعداد كلمات
تعداد الكلمات الموجودة في إحدى الفقرات من أي كتاب كان لمرتين للتأكد من سلامة العدد، بعد ذلك ننتقل لفقرة أخرى ونعدد كلمات فقرتين؛ ثم صفحة كاملة، طبعا بلا استخدام الأصابع بل العينين فقط لا غير.

العد
هنالك طريقتان فعالتان للعد تهدفان بشكل مميز لزيادة التركيز وتفعيله بشكل عميق وتقويته، حيث نستطيع أن نعد من 100 إلى واحد بشكل عكسي دون لفظ الأرقام بصوت واضح، يبقى ذلك ذهنيا، أو أن نعد من واحد إلى 100 بأن نتخطى ثلاثة أرقام كالآتي 94 ثم 97 فَـ 100، وأيضا يبقى ذلك ذهنيا.

تكرار عبارات
كرر عبارة غير معقدة في ذهنك، لمدة تصل لـ5 دقائق وعندما تشعر أن مخك بدأ يركز فيها؛ تستطيع أن تكررها بذهنك حوالى 10 دقائق دون انقطاع التركيز.

ثمرة فاكهة
ضع ثمرة في يدك ولتكن فاكهة أيا كان نوعها، تفاحة أو برتقالة وغيرها، وتفحصها بإمعان من خلال شكلها وطعمها وملمسها، ركز في إحساسك حولها، ولا تشتت ذهنك عنها.

التأمل
تأمل شيء معين مهما كان؛ وأيا كان كالملعقة أو الشوكة، وثابر على تأملها من شتى نواحيها، ولا تقل أي شيء عنها ولا تفكر أيضا حولها في ذهنك.

الرسم وتأمله
رسم مثلث أو مربع بأبعاد جيدة وتلوينه وتأمله، دون التفكير حوله، فقط ركز عليه ولا تجهد عينيك. يمكنك أيضا أن تعيد التمرين بإغلاق عينيك.

الاسترخاء
البقاء مدة خمس دقائق بلا تفكير حول أي شيء، واتقان ما جرى ذكره أعلاه من تمارين سوف يجعل الاسترخاء أسهل والتركيز أقوى. (المصدر: “رصد لبنان 24” + “سكاي نيوز عربية” + “مجلة Neurology” + “الجزيرة”)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى