الوكالة الوطنية للإعلام – الديار: هل تتوصل واشنطن الى تسوية مع حزب الله في الموضوع الرئاسي؟
باسيل يوجه رسالة للمقاومة: لا يمكن ان تتخطوني
وطنية – كتبت صحيفة “الديار” تقول:
ليست المرة الاولى التي يكون لبنان فيها دون رئيس للجمهورية ولكنها المرة الاولى التي تصل الحالة الاجتماعية الى هذا الدرك ويصل المواطن اللبناني الى القعر معيشيا دون ان يكون باستطاعته ان يثور على هذا الوضع الظالم والقاتم. ذلك ان الناس التي بامكانها قيادة ثورة سلمية هاجرت خاصة بعد لمسها انها لم تتمكن من تغيير الواقع في ظل ثورة 17 تشرين كما ان عددا كبيرا من اللبنانيين قرر ترك البلاد بعد انفجار 4 آب. اما الناس التي بقيت فهي تكافح يوميا لتامين لقمة العيش وابسط مقومات الحياة ولذلك هي غير قادرة على التقاط انفاسها لشن هجوم على السلطة الحالية التي لم تأخذ اي خطوة اصلاحية او انسانية بحق الشعب اللبناني للتخفيف من آلامه ومآسيه.
وفي ظل الفراغ الرئاسي، يفشل اللبنانيون مرة جديدة في اثبات انهم قادرون على حكم ذاتهم وعلى ادارة البلاد بانفسهم انما يظهر يوما بعد يوم الانقسام والتخبط في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية وفي مقاربة فعلية لوضع خارطة طريق لانتشال لبنان من هذا القعر.
وسط هذه الفوضى السياسية يمكن قراءة المشهد السياسي اللبناني بسهولة عبر تسليط الضوء على ما يجري في كتلة التغييريين التي هي قيد الانشاء من انقسام بين مؤيد للمرشح ميشال معوض ومعارض له الامر الذي يختصر المزاج السياسي في البلد والذي هو انقسام دون افق.
اما الامر الجديد والمستحق على الساحة اللبنانية هو ان الاستحقاق الرئاسي سيتم باتفاق بين حزب الله وبين الولايات المتحدة على غرار اتفاق الترسيم للحدود البحرية الذي حصل بين واشنطن والمقاومة وليس مع ايران وفق ما كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار. وتابعت هذه المصادر انه صحيح ستأخذ الامور بعض الوقت لانضاج الاتفاق حيث ان الكلام الجدي سيبدأ في كانون الثاني للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. وباختصار اميركا لا تستيطع المجيء وحدها برئيس للجمهورية كذلك حزب الله وعليه سيتم التوافق على تسوية التي ممكن ان تكون خارج اطار الاسماء المطروحة للرئاسة.
توازيا، يبدو ان الجهود الفرنسية لن تلقى اذانا صاغية لها مهما تكاثرت زيارات المسؤولين الفرنسيين الى حارة حريك لانه لا يمكن فصل العلاقة ومسارها عن التدخل الفرنسي المباشر في الاحداث الداخلية في ايران عبر تصريحات يومية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان ما يحصل داخليا في الجمهورية الاسلامية يتطابق مع القيم الفرنسية. وقصارى القول ان الموقف الفرنسي الداعم لأحداث الشغب الايرانية سينعكس سلبا على اجواء العلاقة بين حزب الله والفرنسيين.
موقف بكركي الرئاسي
الى ذلك، اوضحت بكركي موقفها بشكل تام انها ترفض تهميش موقع رئاسة الجمهورية بمواصلة الفراغ ولذلك دعت الى انتقاء شخصيات غير مستفزة لاي من الاطراف اللبنانية.
وفي الوقت ذاته تعتبر بكركي ان ما يقوم به النواب يرقى الى مصاف الخيانة الوطنية العظمى حيث افادت اوساط مقربة من البطريرك الراعي بعد لقائه السفيرة الفرنسية آن غريو ان لا مرشح محدد للكنيسة المارونية ولا اسم طرحته او تطرحه. وتابعت ان البطريرك جل ما يطالب به الاسراع بانتخاب رئيس جمهورية ووصول رئيس لبناني وطني وان يجمع حوله اللبنانيون وان يكون قادرا على اخراج البلاد من فخ الانقسام والتشرذم والانهيار.
باسيل اراد توجيه رسالة لحزب الله
في غضون ذلك،عمق كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهجومه الشرس على سليمان فرنجية الذي يدعمه حزب الله لرئاسة الجمهورية والردود على كلامه الشرخ بين قوى 8 اذار. والحال ان شظايا كلام باسيل طالت ايضا الرئيس نبيه بري لان باسيل يعتبر فرنجية مرشح بري ايضا والرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق وليد جنبلاط وبالتالي يعتبر ان مجرد قبوله بوصول فرنجية الى الحكم هو قبوله بعدم بناء دولة لمدة ست سنوات مقبلة.
ويرى باسيل بانه مرشح طبيعي للرئاسة ويمتلك اكبر كتلة نيابية موجها كلامه لحزب الله بان امين عام حزب الله لا يمكنه ان يتبنى ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على قاعدة انه المرشح الوحيد لحزب الله وليس لديه مرشحين اخرين. وينطلق باسيل ايضا من قناعة ان السيد حسن نصرالله لا يمكن ان لا يعطيه فرصة على غرار ما حصل مع العماد ميشال عون عام 2014 حيث انطلق الاخير من الوضعية ذاتها التي يشهدها اليوم باسيل. كما يهدف باسيل من كلامه انه تعرض لعقوبات اميركية وتحمل الصعوبات كلها كرمى لحزب الله فلماذا لا تتبنى المقاومة ترشيحه ايضا؟
والتسريب لكلام جبران باسيل في فرنسا هو «مقصود» لكي يؤكد انه لن يقبل ولا بأي شكل تبني ترشيح سليمان فرنجية وعليكم كفريق 8 اذار ان تبدأوا بالبحث عن مرشحين اخرين من ضمنهم «انا» اي باسيل. وفي حديث باسيل «المسرب» يقول فيه «لا احد يمكنه الاتيان برئيس للجمهورية بدون الوطني الحر» هنا ايضا موجه لحزب الله اي ان المقاومة اذا اختارت مرشحا دون رضى باسيل عليه فستخسر كتلة الوطني الحر. وعليه، يدرك النائب جبران باسيل ان حزب الله بحاجة لحليف مسيحي قوي ولذلك يعزز موقعه في وضعية 8 اذار.
وهنا،ووفق مصادر مطلعة كشفت للديار انه يتم همس اسم زياد بارود حيث يرى النائب باسيل ان بارود شخصية لا تشكل تحديا ولا استفزازا لاحد وبالتالي هذا هو الحل لانهاء الفراغ الرئاسي اذا كان الباقون جديين في عدم ترك البلاد تتدهور اكثر فاكثر.
السعودية تربط ملف لبنان بالهدنة في اليمن
وعلى الصعيد الاقليمي تربط السعودية ملف لبنان بما ستؤول اليه الامور في اليمن بيد ان مصادر ديبلوماسية افادت للديار ان هناك احتمالا بانهيار الهدنة في اليمن في أي لحظة وهذا مؤشر سلبي يدل ان الامور قد تنفجر مجددا بين الرياض وطهران وستكون الساحة اللبنانية الساحة البديلة لصراع هاتين الدولتين. وتضيف المصادر انه صحيح ان السعودية تدعم قوى المعارضة لكن التوجه السعودي في لبنان يعتريه الكثير من التخبط السياسي حيث الاهداف غير واضحة ولا يوجد استراتيجية محددة في كيفية التعاطي مع الشأن اللبناني. كما ان الرياض لا تسمح لاي دولة تدور في فلكها ان تقدم على مبادرة حيال لبنان مشددة انها الدولة الوحيدة المخولة للتعاطي في الشؤون اللبنانية.
في المقابل ترى اوساط سياسية ان السعودية تتعاطى مع كل ملف بشكل منفصل ويحرصون ان يأتي رئيس للجمهورية يحترم اتفاق الطائف والمرتكزات الاساسية لمفهوم الدولة في لبنان وقد ابلغ السعوديون ذلك للفرنسيين وللاميركيين انهم لن يؤيدوا مرشحا يتعارض مع هاتين النقطتين الاساسيتين.
اللبنانيون محرومون من مشاهدة مونديال كأس العالم على تلفزيون لبنان
على صعيد اخر،علمت الديار ان تلفزيون لبنان لن ينقل مونديال كاس العالم. وفي المفاوضات الاخيرة وبعد تدخل قطر تم تخفيض المبلغ للشركة الناقلة من 6 مليون دولار الى 4 مليون و500 الف دولار حيث يتولى القطريون المفاوضات مع الجانب اللبناني الذي لم يستطع تامين المبلغ وطرحت حلول عديدة لم تنفذ. علما ان الرئيس ميقاتي ووزير الاعلام مكاري وعدا باجراء اتصالات اليوم لكن احتمال نجاحها ضئيل جدا في ظل تمسك الشركة الراعية بالمبلغ المحدد من قبلها.
القوات اللبنانية: اي نقاش في موضوع نصاب الجلسات هو خارج السياق
بدورها، تعتبر القوات اللبنانية ان اي نقاش في موضوع نصاب الجلسات هو امر خارج السياق فالمطلوب ان المشترع عندما وضع مسألة النصاب لم تكن على قاعدة حضور الجلسات ام عدم حضورها حيث ان هذه اليات انتخابية. وعلى سبيل المثال، هناك جلسات تحتاج نصف زائد واحد وجلسات اخرى تحتاج الى حضور الاكثرية النيابية المطلقة وبالتالي وضع نصاب الثلثين في الدورة الاولى ونصف زائد واحد في الدورة الثانية كآليات انتخابية انما ذلك لا يبرر مقاطعة الجلسات. على هذا الاساس، تشدد القوات اللبنانية على ضرورة حضور كل النواب لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية حيث لم تكن هكذا حوادث تحصل على غرار عدم حضور نواب لهكذا جلسات في الجمهورية الاولى بل كان رئيس الجمهورية ينتخب تلقائيا ضمن المهلة الدستورية. وتابعت المصادر القواتية انه يجب سحب كل هذا النقاش المرتبط بالنصاب كما التأكيد على الزامية حضور جميع النواب جلسات الانتخابات الرئاسية فضلا الى ضرورة ان يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة ولا تقفل لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
صعود الصهيونية الدينية والتلمودية في «اسرائيل»
وبينما يتخبط السياسيون اللبنانيون بجنس الملائكة يبرز صعود الصهيونية الدينية والتلمودية المتطرفة التي تعزز وضعها في حكومة متطرفة سيكون لها ارتدادات خطيرة على المنطقة. ذلك ان فوز نتياهو ليس بجديد بالنسبة للبنان لان المقاومة كانت دائما بالمرصاد ولكن اليوم «اسرائيل» المتطرفة «تتطرف اكثر فاكثر وهو امر غير جيد في منطقة تعيش على فوهة بركان.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook