آخر الأخبارأخبار محلية

أشعل كل الجبهات بلا مقدّمات.. باسيل يحرج حزب الله!

تمامًا كما كان متوقَّعًا، لم تحمل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية أيّ جديد “نوعيّ” يستحقّ الاهتمام، فـ”السيناريو” نفسه تكرّر، ولو توقف البعض عند “تراجع” رصيد النائب ميشال معوض، بعدما كان مؤيّدوه “يبشّرونه” بملامسته حاجز الـ50 صوتًا، مقابل “ظهور” اسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية للمرّة الأولى، ولو بصوت “يتيم”، لا يعكس حظوظه الحقيقيّة، بوصفه أحد المرشحين “الأقوى”، وفق العارفين.

ولعلّ ما ميّز الجلسة الانتخابية الرئاسية تمثّل في السجالات والمشاحنات الكلامية التي دارت، للأسبوع الثاني على التوالي، بين عدد من النواب ورئيس البرلمان نبيه بري، على خلفية “النصاب” المعتمَد، وهي السجالات التي كادت تخرج عن السيطرة، بعدما استُحضِرت على خطّها “واقعة” انتخاب الرئيس بشير الجميل، لينحدر الخطاب إلى مستويات يكاد ينطبق عليها التوصيف الذي أطلقه النائب نديم الجميل، أي “طق الحنك”.

وبمعزل عن “جوهر” هذه السجالات، التي يدرك القاصي والداني أنّها “شعبوية” ليس إلا، ولن تقدّم ولن تؤخّر، فإنّ “التسريبات” المنسوبة إلى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل، والتي أشعل فيها من جديد كلّ “الجبهات” من دون أيّ مقدّمات أو مبرّرات، “خطفت” الاهتمام من جلسة مجلس النواب، لتعيد طرح السؤال القديم الجديد، عمّا يريده باسيل من كلّ ذلك، وعن موقف “حزب الله”، المُحرَج دائمًا وأبدًا.

رسالة “امتعاض” من باسيل

“بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية وما رح نسجّل على حالنا أننا انتخبنا حدا مثل سليمان فرنجية”. لعلّ هذه الجملة “المقتطَعة” من تسريبات باسيل المتداولة، والتي لا يُستبعَد أن يكون رئيس “التيار الوطني الحر” هو من سرّبها، وفق اعتقاد الكثير من المتابعين، تكفي للدلالة على “الرسالة” التي أراد الرجل إيصالها، ليس إلى “جمهوره ومحازبيه”، كما جاء في البيان “التوضيحي” لـ”التيار”، ولكن لسائر القوى السياسية، بل للحلفاء قبل الخصوم.

تحمل هذه الجملة وحدها “موقفين” أراد باسيل التركيز عليهما، وكلاهما موجَّه إلى “حزب الله” بالدرجة الأولى، فمن جهة أراد التأكيد على رفضه ترشيح فرنجية، بل سعى لـ”تقزيمه” باستخدامه عبارة “مسيئة” من نوع “حدا مثل سليمان فرنجية”، معبّرًا بذلك عن “امتعاض” من حماس “حزب الله” شبه المُعلَن لترشيح فرنجية، وهو امتعاض يحرص على تكراره، منذ فاتحه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بمسألة دعم فرنجية في لقائهما الأخير.

وإلى هذا “الامتعاض” الواضح، والذي يحمل بين طيّاته محاولة لقطع الطريق على من يعتبره “منافسه الأقوى” في السباق إلى بعبدا، فإنّ باسيل أراد التأكيد على موقف آخر، وهو “منع تجاوزه” في الاستحقاق الرئاسي، بقوله “بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية”. فصحيح أنّ “حزب الله” لا يزال يراعي باسيل، رافضًا حتى تبنّي ترشيح فرنجية رسميًا قبل موافقته، إلا أنّ رئيس “التيار” أراد وضع “الخطوط الحمراء”، استباقًا لأيّ تغيير محتمل في المعادلات.

“الرسالة وصلت”

بطبيعة الحال، لم يقتصر “تصويب” باسيل على فرنجية، ومن خلفه “حزب الله” من دون تسميته، بل شمل على جري عادته شخصيّات أخرى، على غرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي “تعمّد” باسيل “إقحامه” من دون أيّ مبرّر موجِب، مستدعيًا ربما سجالاً جديدًا مع الرجل، فيما تكفّل فريقي بري وفرنجية بالردّ عليه، حين ذكّراه بمآثر “العهد”، من ثلاثية “عون-باسيل-جريصاتي”، إلى “جهنّم” التي أخِذت البلاد عنوة إليها.

لكنّ الأساس يبقى في رسائل الوزير باسيل، “حزب الله” دون غيره، لا فرنجية ولا بري ولا ميقاتي، باعتبار أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” سبق أن قام بواجباته كاملة في اختلاق “العداوات” مع الجميع، ولم يبقَ له من حليف سوى “حزب الله”، الذي يصرّ على “إحراجه” أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، حتى بعدما اعتقد الحزب أنّ لجوءه إلى “الأوراق البيضاء” ريثما تنجح “وساطته” في التقريب من حلفائه، يمكن أن يسهّل عليه المهمّة.

صحيح أنّ المحسوبين على الحزب، أو المقرّبين منه، أو حتى العارفين بأدبيّاته، يرفضون التعليق من قريب أو بعيد على “تسريبات” باسيل، إلا أنّ العارفين يعتقدون أنّ “الرسالة وصلت”، وقوامها أنّ باسيل أراد فعلاً “إحراج” الحزب، وربما نعي “وساطته” التي لا يزال يراهن عليها، لكنّهم يتحدّثون عن “خشية” لدى الحزب من أن يكون خلف التسريبات “تهديد مبطن” بأن يذهب باسيل إلى ما هو أبعد من ذلك، إذا ما بقي ترشيح فرنجية قائمًا، وهنا بيت القصيد.

في النتيجة، قد لا تكون تسريبات باسيل مفاجئة أو صادمة، فالكلّ يعرف أنّه “يحارب” بكلّ ما أوتي من قوة ترشيح فرنجية، وهو المدرك أنّ الأخير من المرشحين الأوفر حظًا للوصول إلى بعبدا، إن لم يكن أوفرهم على الإطلاق، ولكنّ الجديد فيها أنّه أراد إحراج “حزب الله” في العَلَن هذه المرّة، موقف يُعتقَد أنّ “الحزب” سيتجاوزه مرّة أخرى ويضعه خلف ظهره، إلا أنّه يفتح الباب أمام المزيد من التكهّنات عن مصير علاقة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى