آخر الأخبارأخبار دولية

“الروفزنيكس”.. مراهقون إسرائيليون يرفضون أداء الخدمة العسكرية


نشرت في: 18/11/2022 – 15:28

أبدى ستة مراهقين إسرائيليين معارضتهم العلنية هذا الصيف للبدء بأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. ويندد هؤلاء الشباب بنظام فصل عنصري “أبرتايد” واحتلال الأراضي الفلسطينية من طرف بلادهم. وكلفهم رفض الخدمة العسكرية السجن عدة مرات. كما أن أحدهم، الذي خرج لتوه من السجن ينتظر حكما جديدا، وإليكم شهادتهم.

يتراوح سنهم بين 18 و19 عاما وكانوا قد قضوا عدة أسابيع في السن بعد أن رفضوا السياسات العسكرية والأراضي المتنازع عليها من قبل بلادهم. وبعد أن أطلقوا على أنفسهم اسم “روفزنيكس refuzniks [فريق التحرير: عبارة لوصف الأشخاص الذين رفض الاتحاد السوفياتي السابق منحهم تأشيرة هجرة ومعظمهم كانوا من اليهود] وهم إيفياتار موشي روبين وإينات غيرليتز ونافي شابتي ليفين شهار شفارتز وسليمان أبو روكن، وقد رفضوا معا وبطريقة علانية أداء الخدمة العسكرية الإجبارية لسنة 2022. وليس هذا الرفض الأول للغالية الكبرى منهم، حيث عارضوا سابقا ولكن بشكل فردي أداء الخدمة العسكرية منذ بلوغهم سن الرشد القانونية.


في بداية آب/ أغسطس الماضي، نبهت المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية “رفيزي سوليدارتي نتوورك “Refuser solidarity network” حول وضع إينات غيرليتز، 19 عاما والذي كان يقضي حكما بالسجن 7 أيام وذلك لرفضه الانضمام إلى الجيش. وبعد شهر من ذلك، رفض مراهق آخر، وهو شهار شفارتز، رسميا الانضمام الإجباري للخدمة العسكرية ما جعله يتعرض لعقوبة بالسجن لمدة 20 يوما. وهذه المرة الخامسة التي يتم فيها سجن هذا الشاب بسبب رفضه الانضمام إلى الجيش.

وقد قضى ستة شبان “روفزنيكس” فترات مختلفة في السجن يتم بعد إطلاق سراحهم في غضون شهر قبل أن يتم اعتقالهم مرة ثانية، عندما يرفضون الانضمام إلى الجيش يتم الزج بهم في السجن وهكذا دواليك.

اليوم، تم إطلاق سراح أحدهم، ولكن يتوجب عليه البقاء مع أبويه في انتظار “الدعوة” المقبلة والذي ينوي المشاركة فيها والتعبير من جديد على رفضه أداء الخدمة الإجبارية في الجيش.

“لم أعد أستطيع تحمل التصفية الإثنية التي تقوم بها بلادي”

إيفياتار موشي روبين يبلغ من العمر 19 سنة. وقد غادر مؤخر – للمرة الثالثة- السجن العسكري حيث قضى عقوبة بعشرين يوما. وفي المجمل، قضى هذا الشاب 47 يوما منذ بلوغه سن الرشد القانوني. وطيلة فترة حريته، يتوجب عليه البقاء مع أهله في انتظار “الدعوة” المقبلة والذي ينوي المشاركة فيها والتعبير من جديد على رفضه أداء الخدمة الإجبارية في الجيش.

لقد عارضت للمرة الثالثة الانضمام إلى مركز التجنيد في 5 أيلول/ سبتمبر الماضي. لقد قالبت ضابطا يشغل منصب قاض في محكمة عسكرية صغيرة. وبعد ذلك تم الزج به في السجن.

بعد ذلك، قام الجيش بتحديد موعد ثان لضمنا إلى قوائم الخدمة الإجبارية، وذلك ليقولوا لنا “حسنا، لقد قمت بتمرد، وذهبت إلى السجن، والآن توقف عن ارتكاب حماقات واذهب لأداء الخدمة العسكرية” وتكررت العملية بهذا الشكل ثلاث أو أربع مرات وذلك إلى غاية تخلي الجيش عن الموضوع ويجب المرء نفسه حرا أخيرا.

ويتسامح الجيش في مهلة تأخير لتنفيذ العقوبة وهو ما يمنح لنا كرافضي الخدمة العسكرية لتنظيم صفوفنا. في الوقت الحاضر، أنتظر أن يتم إطلاق سراح رافضين اثنين للخدمة العسكرية [فريق التحرير: إينات غيرليتز وشهار شفارتز] حتى ننظم حركة رفض جماعية في الأسبوع المقبل.

وتعد الخدمة العسكرية إجبارية في إسرائيل بالنسبة إلى كل المواطنين البالغين اليهود والدروز والسركاسيين وذلك لمدة 32 شهرا بالنسبة إلى الرجال و24 شهرا بالنسبة للنساء. ويتمتع البعض منهم بإعفاء من الخدمة إذا ما وفروا أعذارا طبية أو دينية مثل الانتماء إلى طائفة الحريديم من غلاة الأورثودكس اليهود. وبين سنتي 1998 و2000، تم قبول 9,5 بالمئة من مطالب الإعفاء من طرف الجيش.


أعضاء من “روفزنيكس” إيران أفيف (على اليسار) وشاهار بيرتس (على اليمين) أمام مركز التسجيل في الجيش في تل هاشومير في وسط إسرائيل، 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

وتبدو هذه الحركة صغيرة جدا في إسرائيل، ولكن “رافضي” سياسة الاحتلال منذ قيام الدولة العبرية في سنة 1948، يتعرضون لعقوبات مشددة بسبب مواقفهم السياسية.

في سنة 2022، أخذت الحكرة طابعا جماعيا، ونجحت في تعبئة مئات الشباب وجنود الاحتياط الإسرائيليين الذين أرسلوا برقية رسمية دعوا فيها إلى “عدم المشاركة في المعارك في الضفة الغربية”. وبين سنتي 2000 (تاريخ اندلاع الانتفاضة الثانية) و2002، تم سجن 170 من “الروفزنيكس” ولمرات عدة بالنسبة لكثير منهم. ولا يوجد أي إحصاء رسمي اليوم للعدد الجملي لرافضي الخدمة العسكرية الموجودين في السجن.

لقد قالبت رافضين “مخضرمين” للخدمة العسكرية لموجة الرفض في سنة 2002، وعلمت أنهم تعرضوا لعقوبات بالسجن من سنة إلى سنتين. اليوم، لا يريد الجيش أن يجلب اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام وهو ما جعلنا نقضى عقوبة بالسجن تترواح بين 60 و90 يوما في المحمل موزعة على عقوبات قصيرة.

هذا العام، كنا ستة شبان عبرنا عن رفضنا للخدمة العسكرية وهو رقم مرتفع نسبيا وذلك لأنه لا يوجد سوى رافضين أو ثلاثة كل عام. حركة “روفنيكس” – حتى وإن كان لها جذور في تاريخ بلدنا- فإنها تبقى هامشية. خصوصا، وإلى حدود السنوات الأخيرة، لم أكن أعلم بوجود مثل هؤلاء الناشطين، وهو ما يجعل من استمرار الحركة أمرا صعبا. اليوم، من خلال تبادل الآراء مع الناشطين الآخرين، قدماء كانوا أو شبابا، زادت قناعتي بأن كفاحنا تم الإعداد له في السابق.

كل الناس في إسرائيل أدوا خدمتهم العسكرية في الجيش تقريبا على غرار والداي أو أعمامي. لم أر أبدا أي أطراف تبدي معارضة للسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية ولكني اكتشفت هذه الحركة على شبكة الإنترنت، وأيقنت بمرور الوقت أنه لم أعد أستطيع قبول التصفية الإثنية التي تقوم بها بلادي منذ إنشائها. رفض أن أكون جزءا من هذا النظام الإجرامي.

أما والداي، روغم أنهما يملكان أصولا لطائفة أرثودوكسية يهودية محافظة، قاموا بدعمي عندما علموا بقراري. ولكن في المقابل، فإن نافي ليفي [فريق التحرير: عضو آخر في جماعة “روفزنيكس” يبلغ من العمر 18 عاما] وجد نفسه في وضع صعب على نحو خاص بما أن والده هو ضابط كبير في الجيش.


“جدي قام بقتل الناس في الحرب، أخ جدي أيضا، وأبي كان عسكريا طيلة 25 عاما. الحيش هو مؤسسة عريقة في عائلتي” يقول نافي ليفين في تصريح لوسيلة الإعلام الجمعياتية الإسرائيلية ‘سوسيال تي في”.

“طيلة حياتنا، يتم ملء رؤوسنا بقصة من جانب واحد عن قيام دولة إسرائيل والحفاظ عليها”

لم أتعرض لأي ردود فعل عدائية في محيطي. ولكن يوم أمس، وعندما كنت أمشي في الشارع، صرخ أحدهم في وجهي وشتمني ولكن رددت عليهم الشتم. من المحتمل أنه تعرف عليه من خلال حوار أجريته مع قناة تلفزيونية إسرائيلية، وهو أمر إيجابي”.

كثير من الإسرائيليين يستغربون من الموقف الذي اتخذناه، لكن يجب أن نفسهم أنه، طيلة حياتنا، يتم ملء رؤوسنا بقصة من جانب واحد عن ظروف قيام دولة إسرائيل والفضائع المرتكبة بحق اليهود في أوروبا ولكن لا أحد يحدثك عن نظام الفصل العنصري ”أبرتايد” الذي تفرضه بلاده والوحشية الفضة التي غرق فيها رجال شرطتنا والعسكريون بهدف تنفيذ تصفية إثنية والحفاظ على ثوابت الدولة.

وإلى حد اليوم، لم يرد الجيش الإسرائيلي الفعل ضد حركة هؤلاء الستة من “الروفزنيكس” في سنة 2022. وفي سنة 2020، هدد ضابط عسكري إسرائيلي بسجة عضوة “روفزنيك” هلال رابين ووضعها في سجن “سيء جدا” إذا ما تم تنظيم مظاهرة دعما لقضيتها مؤكدا أن “المظاهرة ستمثل خطرا أمنا ولا يجب أن تتم”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى