ناقوس خطر يقرع المنطقة.. الكوليرا وأخواتها تجتاح لبنان!
ويأتي اللقاح ليعزّز حالة الاطمئنان النسبي، مع استلام وزارة الصحة 600 ألف جرعة منه، وانطلاق حملة التلقيح يوم السّبت الماضي في المناطق السّاخنة التي تشمل 4 محافظات حتى الآن وهي الشمال، عكار، بعلبك الهرمل والبقاع. واللقاح المخصّص لمكافحة الكوليرا سهل الاستعمال وعملي، كونه يؤخذ عبر الفم، ما يجعل من حملات التلقيح يسيرة ولا تستلزم تجهيزات معقدة، كتلك التي استخدمت لمكافحة كوفيد19، من تبريد فائق وغيره. كما قامت اليونيسيف بدعم هذه الجهود عبر شراء العلاجات اللازمة لمعالجة 5 آلاف شخص وتوزيعها على المستشفيات الميدانية المستحدثة في المناطق.
إلا أنّ اللقاحات وحدها لن تشكل الحلّ الدائم للوباء، فالمستهدفون لن يحصلوا على أكثر من جرعة واحدة، وذلك بهدف زيادة أعدادهم من جهة، وتنويع شريحة الملقحين لتشمل كلّ المناطق السّاخنة من جهة ثانية. بالإضافة إلى أعداد اللقاحات المحدودة عالمياً، فوفق بعض الخبراء “وصول هذه الكميّات إلى لبنان إنجاز ضخم”، بسبب النقص العالمي، وعدم القدرة على مجاراة الطلب في البلدان الموبوءة.
بالإضافة إلى ما سبق، يسجل دخول الكوليرا مناطق جديدة ما يعطي مؤشرات لا تبعث على الاطمئنان. وعليه، يمنع التراخي منعاً باتاً أمام أيّ “خبر جيّد”، فالبنية التحتية في لبنان لا زالت على اهترائها، ولم تجرِ أي معالجة حقيقية لأسباب انتشار الكوليرا الأولى حتى اليوم، فلا الكهرباء عادت بشكل حقيقي، ولا أُصلحت شبكات توزيع المياه والصرف الصحي. بالتالي، أيّ تقدّم لا يُحصّن بشكل حقيقي سيتحول إلى تراجعات مدمرة، سيّما مع “جسم طبي أنهكته الهجرة وفقد ما يقرب من “40% من الأطباء و30% من الممرضين” بحسب الأبيض.
وتتخوف مصادر صحية متابعة لتفشي الوباء في لبنان والمنطقة من استيطان البكتيريا في مياه المنطقة المتصلة ببعضها البعض، وتشير إلى أنّ “التأخير في المعالجة والمكافحة يسيران بالمنطقة لسيناريو مشابه للوضع الهندي”، هناك الموطن الأصلي للكوليرا، التي “تتأثر كثيراً بحرارة المياه وتعاقب الفصول، يخفّ نشاطها عند انخفاض الحرارة، ويزيد مع عودة الصيف، ما يساعدها على إحداث موجات وبائية محليّة مع كلّ تغيّر في الحرارة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook