انطباعات سلبية حيال أزمة ملء الشّغور الرّئاسي وخطاب نصرالله يستفزّ معارضيه
لم تمرّ الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرور الكرام، فأحدثت مواقفه ردود فعل خصوصاً في ما يتعلّق بالملف الرئاسي وبثورة 17 تشرين.
واتّجهت الانطباعات التي غلبت على المشهد السّياسي في نهاية الأسبوع نحو مزيد من السلبيّة حيال أزمة ملء الشّغور الرّئاسي في ظلّ المراوحة والجمود اللذين يُسيطران على مناخات هذه الأزمة.
ويتوقّع أن تلقى جلسة الخميس المقبل المخصّصة لانتخاب رئيس، مصير سابقاتها، علماً أنّ النائب غسان سكاف كشف عن لقاء سيجمع يوم الثلثاء المقبل كل أطياف المعارضة من النواب المستقلّين والتغييريين لتحديد التوجّه بالنسبة لجلسة الانتخاب.
وفي هذا السياق كتبت” النهار”: ما زاد منسوب السلبيّة والتّقديرات المتشائمة في إمكان التوصّل قريباً إلى إنهاء أزمة الفراغ الرّئاسي الرّسائل التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في كلمته الجمعة الماضي والتي أثارت تردّدات سلبيّة للغاية بما يشكّل واقعيّاً بداية تصعيد سياسي يبدو أنّ “حزب الله” كان يتعمّد افتعاله في هذا التّوقيت تحديداً. إذ إنّ الإعلان جهراً وبدون تردّد على لسان نصرالله أنّ الحزب يريد رئيساً على شاكلة إميل لحّود أو ميشال عون لم يكن سوى إثبات بأنّ الحزب يتعمّد إطالة أمد الفراغ لا أكثر ولا أقلّ ولحسابات بعضها داخلي وبعضها إقليمي وفي كل الأحوال فهو لا يستعجل كما يزعم إجراء الانتخابات الرئاسيّة في أسرع وقت بل يبدو أنّه يجد مصلحة ما له ولحليفه الإقليمي إيران في إبقاء الاستحقاق اللّبناني ورقة توظيف ومساومة حين يرى أنّ الظّروف أذنت “ببيع” هذه الورقة داخليّاً وخارجيّاً.
وتعتقد أوساط معنيّة أنّه لو كان نصرالله راغباً فعلاً في استعجال الانتخابات الرئاسيّة لما كان طرح استحضار عهديّ لحّود وعون الأكثر إثارة لرفض القوى المعارضة وغيرها بما يعني أنّه يتعمّد افتعال الاشتباك السّياسي في حين يزعم نوّابه منذ فترة أنّ المطلوب التوافق والمرشّح التوافقي.
هذا التطوّر السّلبي تقول الأوساط نفسها مؤشّر واضح إلى تبديل في مقاربة الحزب ولكن في اتّجاه سينجم عنه إطالة أمد الفراغ لأنّ المواجهة الانتخابية ستتّخذ بعداً يترجم بتصعيد يصعب جدّاً حسمه انتخابيّاً لمصلحة أيّ فريق وسط توزّع ميزان القوى بما يحول دون إيصال أيّ مرشّح أقلّه في هذه الفترة وبما تتشكّل عليه خريطة توزيع القوى والتكتّلات.
أمّا التطوّر الأبرز الذي سيسجّل الأسبوع المقبل حيال الاستحقاق الرئاسي فيتمثّل في اللّقاء الذي سيُعقد الثلثاء المقبل لنوّاب المعارضة “التغييريين” والمستقلّين في أحد فنادق العاصمة إذ وُجِّهت الدّعوات إلى نحو أربعين نائباً لحضور اللّقاء الذي ذُكر أنّه سيتقرّر فيه موقف المجتمعين من حضور الجلسات التشريعيّة والانتقال إلى مرحلة أخرى في الاستحقاق الرئاسي وسيجري التّنسيق بين المجتمعين والحزب التقدّمي الاشتراكي وحزب القوّات اللّبنانية.
وكتبت” الديار”: المعطيات والمواقف لا تبشر بانتخاب رئيس الجمهورية في فترة قصيرة، لا بل ان المتفائلين يتحدثون عن مطلع العام الجديد موعدا لبلورة مشهد الاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة من الصعب الحديث عن مقاربة جدية يمكن ان تقصر فترة الشغور او الفراغ الرئاسي، لا سيما في غياب التوافق بين القوى والاطراف السياسية.
لكن البارز مؤخرا اعلان هذه القوى تباعا عن رؤيتها لمواصفات الرئيس الجديد، وكان اخرها ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان لا يشترى ولا يطعن المقاومة.
وقال مصدر سياسي بارز لـ «الديار»ان هناك مناخا في شان الاسماء بدأ يتبلور اكثر ان من خلال ما يدور في بعض الكواليس او من خلال بعض المواقف والتلميحات. ويبدو حتى الآن ان هناك تمحورا حول مرشحين قويين: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وهناك خيار ثالث يمكن سلوكه وفق تسوية داخلية وخارجية بمرشح اخر من بين اسماء عديدة لكن هذا الخيار غير وارد طالما انه لم يجر الدخول في مقاربة الخيار بين فرنجية وعون حتى الان.
وبرأي مصدر نيابي في كتلة مسيحية ان خيار الثنائي الشيعي هو سليمان فرنجية، وان هذا الخيار لم يظهّر بعد بانتظار الدخول في مشاورات مباشرة حول الاسماء.
واضاف ان هذا الخيار سيأخذ مداه ولا يوجد للثنائي اسم آخر طالما ان ترشيح فرنجية هو المطروح حتى اشعار اخر.
واعتبر ان مرحلة التفاوض الجدي حول الاستحقاق الرئاسي لم تبدأ بعد لا داخليا ولا خارجيا، متوقعا ان تكون جلسة الخميس المقبل شبيهة بالجلسة السابقة.
ويبدو ان التجاذبات الداخلية الحادة مرشحة للاستمرار في غياب الحوار او المبادرات الحوارية على انواعها. اما العنصر الخارجي فانه لم يتطور الى مبادرات، بل لا يزال على شكل نصائح عامة ومواقف لحث اللبنانيين على الاسراع في انتخاب الرئيس الجديد.
ورأت أوساط مطلعة ل” الراي الكويتية” أنه لا يمكن مقاربة «الإطار المواصفاتيّ» ببُعده السياسي الذي رَسَمَه نصرالله للملف الرئاسي في كلمته الجمعة، إلا مع «تتمته» ببُعدها الزمني التي يظهّرها بوضوح شريكه في الثنائية الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري، الذي كرر أن «لبنان الذي هو بالويل» لا يحتمل فراغاً ولو لأسابيع قليلة جداً.
وإذ توقّفت عند تحديد الأمين العام، لبري كـ «ممرٍّ إلزامي» لحوارٍ ثنائي أو ثلاثي «بديل عن طاولة الحوار» بحيث يتحدّث الأفرقاء مع بعضهم البعض «ويتناقشون ويحاولون أن يُقْنِعوا بعضهم لأنه لا أحد عنده غالبية في مجلس النواب تستطيع أن تأتي برئيس»، اعتبرت أن «البروفايل» الذي أعلنه نصرالله «لرئيسٍ لا يخاف ولا يرتجف أو يتنازل إذا صرخوا عليه بالسفارة أو الخارجية الأميركية، رئيس لا يُباع ولا يُشترى بـ 50 مليوناً و 100 مليون دولار، لا يخون المقاومة ولا يتآمر عليها» بدا حمّال أوجه في مراميه النهائية.
وفي حين اعتبرت دوائر أن استحضارَ نصرالله «نموذجيْ الأمان» بالنسبة إلى «حزب الله»، اللذين شكلهما كل من الرئيسين السابقين إميل لحود وميشال عون، حَمَل في طياته إشارةً إلى أن «الحرف الأول» من اسم الرئيس الذي يريده الحزب هو سليمان فرنجية، إلا أن الأوساط نفسها توقفت عند إشارتيْن في كلام الأمين العام: الأولى عن عدم امتلاك أي طرف لوحده الأكثرية الحاسمة في الملف الرئاسي. والثانية إعلانه «لا نريد رئيساً يغطي المقاومة أو يحميها، فالمقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى غطاء أوحماية، وما نريده رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook