أخبار محلية

عودة: ماذا يمنع النواب من عقد جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس؟


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت في حضور حشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس،  ألقى عودة عظة قال فيها: “نعيد اليوم لأحد المعلمين الكبار، لقمر من الأقمار الثلاثة في سماء الكنيسة، أعني القديس يوحنا الذهبي الفم، رئيس أساقفة القسطنطينية، كاتب خدمة القداس الإلهي التي نشارك فيها طوال السنة تقريبا، لأن ثمة عشر مرات تقام فيها خدمة القديس باسيليوس الكبير، إضافة إلى فترة الصوم الكبير المقدس حيث تقام الخدمة التي وضعها القديس غريغوريوس المحاور، والمسماة «قداس القدسات السابق تقديسها».

أضاف: على المسؤول أن يكون بحسب قلب الله، والقديس يوحنا ينصح المسؤولين قائلا: (يجب ألا يضع أحد هدفا لحياته كيف سيتسلق منبر السلطة، وكيف سيتمتع بالمنصب، بل كيف سيصبح بارا وإنسانا حكيما. مرات كثيرة تجذبنا السلطة إلى أعمال مخالفة لناموس الله. إذا ما استلمنا منصبا رئاسيا، فنحن نحتاج إلى شجاعة نفس كبيرة لكي نمارس إدارة صالحة، ولا نعمى بالكبرياء الذي يولده المجد».

وأردف: “على مسؤولينا، خصوصا النواب الذين شاؤوا بإرادتهم، واختيار الشعب، خدمة الوطن، أن يصغوا إلى ما يقوله القديس يوحنا الذهبي الفم: (إذا طرد القبطان من قيادة سفينة ما تبتلعها الأمواج، أو القائد من قيادة جيش ما فسيهزمه الأعداء، أو الحكام من دولة ما فستصبح غابة. كما هي الدعامات الخشبية لثبات البيت، كذلك هم الحكام لحسن سير مجتمع ودولة منظمة). في ظل الشغور في كرسي رئاسة الدولة، لا تساهم الخفة السياسية والمصالح الضيقة في إنقاذ السفينة من الغرق المحتم. إن جلسة تعقد مرة في الأسبوع ولا توحي بالجدية، ثم ينصرف النواب وكأنهم أتموا واجباتهم، تشعرنا وكأنهم يستخفون بعقولنا وبمسؤوليتهم. ماذا يمنعهم من عقد جلسة مفتوحة يتوالى فيها الإقتراع تلو الإقتراع، حتى انتخاب رئيس؟ أليس هذا ما يجب أن يحصل؟ إلا إذا كان التعطيل مقصودا والمماطلة أمرا واقعا يفرضونه بانتظار غاية نجهلها، وهذا يسيء إلى سمعتهم، ومكانتهم، ومكانة لبنان”.

وإذ اعتبر ان “الانتخابات، على أنواعها، أمر طبيعي وروتيني في الدول الديمقراطية. وعوض تضييع الشهور والسنين بانتظار إتمام هذا الواجب الديمقراطي، ينصرفون إلى أمور هامة أخرى كسعادة المواطنين والتغير المناخي والبيئة والإنماء والتطور وما شابه”، أكد ان “وجود رئيس يطمئن الشعب، ويعمل من أجل إنقاذ الدولة وإصلاح إداراتها، بالتناغم مع حكومة متجانسة تحمل رؤية واضحة، وبرنامج عمل، هو ضرورة. ما ينقص الشعب هو الشعور بالأمان الناتج عن تكامل السلطات وتناغم عملها من أجل المصلحة العامة. يقول الذهبي الفم: (عندما يكون الحاكم سليما، ولا لوم فيه، وبارا، ومحبا للبشر، عندئذ يصبح قويا حقا وسيحبه الشعب. لا شيء يميز الحاكم بقدر المحبة التي يظهرها تجاهه الشعب الذي يحكمه.  إذا، أنتم أيها الحكام احكموا بنزاهة، وبر الله وخوفه، طالبين دوما منفعة الشعب)”.

وختم عودة: “دعوتنا اليوم أن نعرف أخبار قديسينا، الذين عاشوا الكلمة الإلهية، وشعروا بلذتها، وأرادوا نقلها إلى الجميع، حتى الحكام، من أجل تحويل الحياة على هذه الأرض إلى تذوق مسبق للملكوت السماوي. دعاؤنا أن يسمع الحكام صوت الرب ويحبوا شعبه الذي ائتمنهم على رعايته، آمين”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى