رياضة

إيران وإسرائيل.. السياسة تلقي بظلالها على أول مونديال في الشرق الأوسط

بينما إيران، التي اهتزت بسبب الاحتجاجات التي اندلعت في 16 أيلول على وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الآداب في البلاد، “لديها الكثير على المحك” تقول أسوشيتد برس.

طبقة أخرى من التوتر
يمكن أن توفر الملاعب القطرية للنشطاء الإيرانيين مجالا واسعا للاحتجاج، بينما يمكن أن يحقق فوز المنتخب الإيراني في مباراته ضد منتخب  الولايات المتحدة، “فوزا رمزيا” للنظام في طهران، على المسرح العالمي .

“ستضيف هذه البطولة التي تجري على بعد رحلة قصيرة فقط من إسرائيل وإيران  طبقة أخرى من التوتر” وفق تعبير الوكالة. 

يقول مهرزاد بروجردي، الخبير في الشؤون الإيرانية من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا: “من الممكن دائما  أن تحدث توترات بين إسرائيل وإيران” ثم يتابع “يمكن أن نتوقع من المتشددين محاولة الإدلاء ببيان مثلا”.

وبالنسبة لإسرائيل، كانت البطولات الرياضية محورية في سعيها للحصول على القبول في الشرق الأوسط، على الرغم من الصراع الذي لم يتم حله مع الفلسطينيين.

في عام 2018، قبل عامين من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، عزف النشيد الوطني الإسرائيلي ورفع علم الدولة في مسابقة للجودو في أبو ظبي. 

شكلت اتفاقات إبراهيم التي أبرمتها إسرائيل في عام 2020 مع البحرين والمغرب والإمارات منعطفا حاسما في المنطقة. 

ورغم ذلك، يبدو احتمال التطبيع الإسرائيلي مع قطر، التي تساعد في تمويل حركة حماس في قطاع غزة، وفق الوكالة، بعيد المنال، بعد أن أغلقت الدوحة مكتبا تجاريا إسرائيليا هناك في عام 2008.

في المقابل، يقول خبراء إن التدفق غير المسبوق لآلاف المشجعين الإسرائيليين إلى قطر يمكن أن يعزز طموحات إسرائيل لتصبح “مجرد دولة أخرى في المنطقة” وليست عدوا.

يذكر أن قطر وعدت  في اتفاق تم الإعلان عنه الخميس، بالسماح لمشجعي كرة القدم من إسرائيل والأراضي الفلسطينية بالسفر مباشرة إلى الدوحة. 

ويشمل ذلك سكان الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المحاصر، الذين لم يتمكنوا عادة من السفر من قبل.

وقال إيمانويل نافون، الزميل البارز في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية: “الإشارة إلى أن قطر تسمح للإسرائيليين بالسفر للمشاركة في كأس العالم يؤشر على استعدادها لتليين موقفها تجاه إسرائيل”.

وفي خطوة أخرى، ستنشئ إسرائيل خدمة قنصلية مؤقتة للمواطنين في البطولة على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين. 

ولتجنب أي رد فعل عنيف من الفلسطينيين، شددت قطر على أن “موقفها من التطبيع مع إسرائيل لم يتغير”.

“لست خائفا”
وينتهز العديد من الإسرائيليين البطولة كفرصة نادرة لرؤية قطر.

قال جيل زيلبر، وهو مشجع من ضاحية رمات غان في تل أبيب وهو يحمل تذاكر كأس العالم: “هذه المرة الوحيدة التي يمكننا الذهاب إليها”. سمعت أنهم (قطر) يدعمون حماس لكنني لست خائفا”.

إلى ذلك تدفع المواجهة الكروية بين إيران والولايات المتحدة، في 29 تشرين الثاني المقبل بمزيد من التداخل بين الرياضة والسياسة.

وتحولت الاحتجاجات التي تجتاح إيران إلى واحدة من أكبر التحديات لرجال الدين الحاكمين منذ الثورة الإسلامية عام 1979، حيث سعت قوات الأمن إلى قمع المعارضة، فقتلت أكثر من 270 شخصًا، وفقًا لجماعات حقوقية.

وطالب ناشطون إيرانيون بأن يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بإخراج إيران من كأس العالم، مستشهدين بالقمع العنيف الذي تمارسه البلاد والقيود المفروضة على المشجعين الإناث في ملاعب كرة القدم. 

كما تقدم أكبر ناد في أوكرانيا بطلب مماثل بسبب الدعم العسكري الإيراني لروسيا في حربها على أوكرانيا. 

إيران.. موقف المنتخب من الاحتجاجات؟
يتساءل متابعون حول ما سيحدث على أرض الملعب، هل سيرتدي أعضاء الفريق شارات تضامنًا مع الاحتجاجات كما فعلوا خلال الحركة الخضراء عام 2009 بل هل سيصافحون خصومهم الأميركيين كما فعلوا في عام 1998.. هذه الأسئلة سوف تطرح حتما مع بداية البطولة.

وسبق وأن تحدث بعض اللاعبين الإيرانيين عن دعمهم للحركة الاحتجاجية. 

وفي منشور على إنستغرام، تم حذفه لاحقا  قال المهاجم الدولي الإيراني سردار آزمون إنه سيضحي بمكانه في البطولة من أجل “شعرة واحدة على رؤوس الإيرانيات”. 

وفي تحد ضد النظام وما تسبب به من احتجاجات وقتل، لم يحتفل عندما سجل في مباراة في فيينا في أواخر أيلول.

تعليقا على ذلك، قال أليكس فاتانكا، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: “لطالما وقف لاعبو كرة القدم في إيران إلى جانب الشعب”.

وعندما تنافست المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي في كوريا الجنوبية دون أن ترتدي الحجاب الإلزامي لبلدها، أصبحت بمثابة مثال يمكن أن يحتذى به، “سيتم مراقبة ذلك عن كثب خلال الطبعة المقبلة لكاس العالم في قطر”. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى