اتصالات لبري درءاً لأي طروحات قد تمسّ بالنظام
كتب فادي عيد في” الديار”: الجلسة النيابية المقبلة المقبلة قد تشهد مفاجآت تتمثل بطرح تعديل دستوري يتناول النصاب في جلسات انتخاب الرئيس.
في الأساس، قد يكون حزب الكتائب ومعه حلفاؤه في طليعة من سيطرحون هذا الاقتراح، ومردّه وفق المتابعين، الى إحراج رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسائر الكتل التي تقترع بالورقة البيضاء، وليس لديها مرشحون وتتلطى بالنصاب، وحيث تنسحب قبل انطلاق الدورة الثانية للإقتراع، ما يعني في المحصّلة أن معظم الكتل النيابية بصدد تغيير خياراتها، ليس على صعيد المرشحين، وإنما في تغيير قواعد اللعبة، إلى حين حصول التوافق على شخصية تحظى بإجماع الطرفين، أي فريق “القوات اللبنانية” والكتائب والحزب التقدمي الإشتراكي والمستقلين، وفريق الثامن من آذار، ما يعني أن هناك أجواء ستدفع ببعض القوى التي تملك معلومات ومعطيات عن وجود مؤشّرات قد تؤدي إلى انتخاب الرئيس العتيد، بعد استنفاد كل الجلسات التي لا طعم لها، لكنها تنعقد من الباب الدستوري واستكشاف الأجواء، وصولاً إلى إقرار الفريقين النيابيين بأنه لا مناص إلاّ بالتوافق، حتى وإن كان هناك تدخل خارجي، وهذا ليس بالجديد على خط الاستحقاقات الرئاسية وسواها منذ الاستقلال وحتى اليوم.
وعلى خط موازٍ، تابعت المعلومات، فإن رئيس المجلس النيابي، ومن خلال بعض المقرّبين منه، سيبدأ باتصالاته منذ اليوم مع جميع الكتل النيابية، درءاً لأي طروحات قد تمسّ بالنظام البرلماني، أو باتفاق الطائف، ولا سيما بالنسبة لآليات انتخاب رئيس الجمهورية التي وردت بشكل مفصّل ضمن وثيقة الوفاق الوطني، وصولاً إلى أن بري وصل إلى حد الاشمئزاز، ومعه الكثيرين، ممّا تشهده الجلسات النيابية التي لا ترقى إلى المستوى المجلسي والتشريعي وإلى الحياة البرلمانية، وكذلك، بدأت هذه الجلسات تشكل استياءً لدى غالبية اللبنانيين، وعلى هذه الخلفية، فإن رئيس المجلس النيابي، يدرس الوضع مع كل التكتلات النيابية والمستقلين وسواهم، وكيفية الخروج من الواقع المأزوم، فإما يعلن مرشّح فريق 8 آذار، والذي له ظروفه وحيثياته ومعطياته ومناوراته السياسية، أو الوصول إلى قرار قد يقدم عليه الرئيس بري بعدم تحديد الجلسات الأسبوعية، وإن تحوّل هذا المجلس إلى هيئة ناخبة، ودوره التشريعي إنما يصب في هذا المنحى، إلى حين أن يحصل التوافق على المرشح الذي سيحظى بإجماع الفريقين النيابيين، معطوفاً على الإتصالات والمساعي الإقليمية والدولية في هذا الإطار، إذ ينقل عن بري استياؤه من كل ما يجري، وهو يعبّر عنه أمام أصدقائه وزواره، ولا يريد أن يكون “كبش محرقة” للذين حوّلوا قاعة المجلس إلى تصفية حسابات، وأحياناً إلى مسرحيات هزلية، دون إدراك ما يحيط بالبلد من مخاطر ومخاوف، وصولاً إلى استمرار التدهور الإقتصادي.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook