آخر الأخبارأخبار محلية

متمسّك بمعوض حتى الآن.. هل يقطع جنبلاط الطريق على فرنجية؟!

أثناء مشاركتهما في منتدى الطائف الذي نظّمته السفارة السعودية الأسبوع الماضي، بدا رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط كمن يقطع الطريق نهائيًا على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حين رفض ردًا على سؤال أحد الصحافيين، احتمال انتخابه، مذكّرًا أنّ مرشح الحزب هو مرشح قوى المعارضة، النائب ميشال معوض، ولو حرص على إضافة ما وُصِفت بـ”كلمة السرّ”، وهي “حتى الآن”.

لم تَمضِ ساعات على تصريح جنبلاط حتى “حطّ” في عين التينة، حيث التقى “صديقه” رئيس مجلس النواب نبيه بري، في اجتماع كانت انتخابات الرئاسة “ثالثتهما”، علمًا أنّه ليس خافيًا على أحد “تفضيل” بري لرئيس تيار “المردة” على أيّ مرشح آخر، ولو أنّه يتريّث في إعلان موقفه صراحةً بانتظار نضوج المعطيات، بل ثمّة من يقول إنّ الحوار الذي كان يعتزم الدعوة إليه، كان يهدف عمليًا إلى التأسيس لـ”تسوية” قوامها انتخاب فرنجية رئيسًا.

صحيح أنّ جنبلاط خرج من اللقاء متمسّكًا بموقفه “الداعم مبدئيًا” لمعوض، وهو ما ترجم أيضًا من خلال تصريحات أعضاء “اللقاء الديمقراطي” في اليومين الماضيين، حول السعي لمراكمة الأصوات له في جلسة الخميس والجلسات التي ستليها، لكنّها بمجملها ارتبطت بـ”كلمة سرّ” جنبلاط نفسها، أو ما يوازيها من قبيل “معوض مرشحنا حتى إشعار آخر”، فهل يمكن لجنبلاط أن “يتبنّى” انتخاب فرنجية، أم أنه قطع الطريق نهائيًا على مثل هذا الخيار؟

مرشح “الوقت الضائع”؟!

صحيح أنّ “الحزب التقدمي الاشتراكي” كان من أول القوى السياسية التي تبنّت ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، قبيل أولى الجلسات التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب الرئيس قبل مرحلة الشغور الرئاسي، وصحيح أنّ المحسوبين على “اللقاء الديمقراطي” يكرّرون في كلّ المناسبات أنّ معوّض ليس بأيّ شكل من الأشكال، “مرشح تحدّ”، باعتبار أنّه منفتح على الجميع، ولا يفترض أن يمثّل “استفزازًا” لأحد.

لكنّ الصحيح أيضًا، وفق العارفين، أنّ ميشال معوض لم يكن يومًا، أقلّه بالنسبة إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي”، المرشح الحقيقي والجدّي للرئاسة، بل هو بكلّ بساطة مرشح “الوقت الضائع”، إن جاز التعبير، وذلك انسجامًا مع التموضع الذي ارتآه “اللقاء الديمقراطي” لنفسه بعد الانتخابات النيابية الأخيرة في صفوف قوى المعارضة، والذي كان لا بدّ من “ترجمته” بشبه توافق على مرشح، يعرف الجميع أنه لا يملك الأكثرية المطلوبة للوصول إلى بعبدا.

وفيما يرى المتابعون أنّ تموضع جنبلاط في صفوف المعارضة له “خصوصيّته”، بما يتيح له الانخراط في أيّ “تسوية” يمكن التوصّل إليها في أيّ وقت، في “تناغم” مع دعوات “الاشتراكي” الدائمة إلى حلّ الخلافات بالتفاهم والحوار، فإنّ هناك من يضيف إلى ذلك “اعتبارًا” لن يفرّط فيه “بيك المختارة”، ويقوم على عدم تجاوز ما يوصَف بـ”الفيتو” الذي يضعه “حزب الله” في وجه معوض أو أيّ مرشح آخر، خصوصًا بعد فتح قنوات الحوار بين الجانبين.

هل يدعم جنبلاط فرنجية؟

هكذا إذًا، لا يعني تمسّك جنبلاط في العلن بترشيح معوض، قطعًا للطريق على أي مرشح آخر يمكن التوافق عليه عندما “يَجِدّ الجَدّ” إن جاز التعبير، علمًا أنّ كلمة السرّ، “حتى الآن”، التي قالها “البيك” في معرض حديثه عن تمسّكه بخيار “اللقاء الديمقراطي” المُعلَن رئاسيًا، تفوق في أهميتها وفق المتابعين، “مبدأ” تأكيد دعم مرشح المعارضة، باعتبار أنّها تؤكد المؤكد، لجهة “انفتاح” جنبلاط على البحث بأيّ خيار آخر، متى نضج هذا الخيار.

مع ذلك، ثمّة من يسأل إذا كان من الوارد أن يقبل جنبلاط التوافق على فرنجية تحديدًا، رغم أنّ قوى المعارضة التي يواليها حاليًا مثلاً، تعلن “رفضها القاطع” لمثل هذا الخيار، وكلّ ما تفعله أصلاً من حشد وتعبئة هو لقطع الطريق على رئيس تيار “المردة”. وهنا، يقول العارفون إنّ كل شيء وارد، فجنبلاط ليس “أسير” هذا الفريق أو ذاك، بدليل علاقاته “المفتوحة” على الجميع، وصداقته “الأقوى” مع بري، القادر على أن “يَمون” عليه متى أراد.

وإلى هذه “المَوْنة”، ثمّة من يتحدّث عن بعد “تاريخي” للعلاقة بين جنبلاط وفرنجية، ليس فقط لكون الأول دعم ترشيح الثاني بعيد فراغ 2014 وقبل التسوية على انتخاب ميشال عون رئيسًا، وهو ما تعزّزه العلاقة الشخصية “الودية” بين الرجلين، حتى في عزّ الخلاف السياسي الكبير، بعد عام 2005، والانقسام العامودي الذي شهدته البلاد، ولكن حتى قبل ذلك بسنوات طويلة، حين دعم كمال جنبلاط وصول سليمان فرنجية الجدّ إلى الرئاسة، مع ما لذلك من رمزية كبرى.

لم يقطع جنبلاط الطريق على فرنجية، ولو رفض إعلان دعمه لترشيحه. تبدو هذه “الخلاصة”، التي ينتهي إليها العارفون، واقعيّة ومنطقيّة، وقد يكون جنبلاط أبلغها صراحةً لرئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما الأخير. لعلّ ذلك ينسجم مع تاريخ “البيك”، الذي يأخذ عليه البعض “انعطافاته المتكررة”، كما يُقال، لكن يسجّل له الجميع أيضًا، “ثباته” على مبدأ التوافق والتسوية، في كلّ الظروف ومهما كانت الأثمان!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى