ترشيح فرنجيه بين فكّي كماشة… وحزب الله بعد بكير على PLAN B
لم يقطع حزب الله وعدا لرئيس تيار المرده سليمان فرنجية او لسواه بدعمه لرئاسة الجمهورية. فظروف اليوم تختلف عن ظروف العام 2014، ولا تسمح بفراغ طويل قاتل من شأنه ان يشكل انتحارا للحزب ولحلفائه وللبلد ككل، لكن الأكيد ايضاً ان حزب الله لم يلعب دوره بعد بشكل كامل، وبالتالي فإن حسابات الحزب الاستراتيجية ستفرض عليه أن يؤدي قسطه للعلى في ما خص تسوية الوضع مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل واقناعه المضي بخيار فرنجية لسدة الرئاسة الاولى.
فالحزب الذي يضع فرنجية في الـ planA لا حلول لديه سوى مواصلة العمل في موضوع العقدة الباسيلية خاصة وانه كان قد سلف بعبدا والرابية الكثير في السنوات الاخيرة من انتخاب الرئيس السابق العماد ميشال عون وصولا الى ملف الترسيم وربما حان وقت الضوء البرتقالي لمرور الانتخابات الرئاسية بما يخدم هذا الحلف.
قبل يوم واحد من جلسة الخميس الرئاسية، لا احد من المعنيين يتوقع اختراقا في المشهد الانتخابي. الامور على حالها طالما لم يبرز اي جديد يمكن الرهان عليه، علما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أكد أن “لبنان قد يستطيع أن يتحمّل أسابيع لانتخاب رئيس، لكنّه لا يستطيع أن يتحمّل أكثر من ذلك، أمام تراكم الأزمات وأكبرها الأزمة الاقتصاديّة، ناهيك عن أزمة الكهرباء والحوار مع صندوق النقد الدولي، وكلّ ذلك يجب أن يؤدّي للإسراع بانتخاب رئيس للجمهوريّة”، لكن بري مصر على أن لا مهرب من الحوار من أجل التوافق وليس الاجماع على رئيس للبلاد علما أنه مقتنع بخيار فرنجيه، ويبدي، بحسب ما تقول مصادر متابعة للملف الرئاسي لـ”لبنان24″، استعدادا للعب دور الوسيط على خط تسوية من شأنها ان تنهي الفراغ وتوصل بيك بنشعي الى بعبدا، خاصة وان الامور على خط أصدقائه وبعض القوى السياسية المستقلة ليست على درجة كبيرة من التعقيد، لكن كل ذلك يجب ان يسبقه اقناع حزب الله لباسيل، لأن الامور عند القوى الأخرى قابلة للبحث والنقاش.
وفق المصادر نفسها لا يقفل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الباب بشكل نهائي امام احتمال التوافق على رئيس جديد للجمهورية بعيدا عن مرشحه النائب ميشال معوض، فهو يترك منافذ يتحرك من خلالها وفقا للمعطيات الاقليمية والدولية ومدى تقاطعاتها مع الداخل، فجنبلاط الذي شارك في “منتدى الطائف” واعتبر ان المعركة الكبرى ليست الآن في صلاحيّات الرئاسة الواضحة دستورياً وسياسياً، المشكلة في إنتخاب الرئيس ولاحقاً تشكيل حكومة ذات صدقية تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالانقاذ الاقتصادي والمالي، استقبل في دارته السفير الايراني مجتبى اماني واتسم اللقاء بالصراحة، وتناول مواضيع عدة ابرزها كلام السفير الايراني عن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة الحالية، ليرد جنبلاط بالقول ان المسألة هي عند “حليف الحليف” في اشارة الى حليف حزب الله رئيس التيار الوطني الحر، مع الاشارة الى ان رئيس التقدمي عبّر من عين التينة عن انفتاحه على الخيارات التي قد تتظهر في الملف الرئاسي حيال شخصية لا تشكل تحديا لأحد وإن أكد مضي “كتلة اللقاء الديمقراطي” في ترشيح معوض في الوقت الراهن .
الكل يضع الكرة في ملعب حزب الله الذي يعتبر، وفق مصادر مقربة منه لـ”لبنان24″، أن أي جديد يمكن البناء عليه راهنا لم يطرأ على صعيد مساعيه مع باسيل من اجل انتخاب فرنجية رئيسا، لكن المساعي لا تزال مستمرة والامور تحتاج الى المزيد من الوقت، ويعتبر حزب الله ان اي لقاء جديد بين فرنجية وباسيل سيكون ثمرة الجهود التي تبذل ويمكن ان توصل الى الحلول المرجوة، وإلا لا جدوى من أي لقاء بين الرجلين.
لن ينتقل حزب الله الى PLAN B ، ويقول: “بعد بكير كتير”. ومرد ذلك وفق المصادر أن ترشيح فرنجية لا يلقى معارضة دولية، وهناك معلومات تتحدث عن دعم فرنسي له وعدم معارضة أميركية. اما في ما خص السعودية، فالاخير لطالما كان على علاقة جيدة مع دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة، وبالتالي يمكن لموقفها ان يلين في المرحلة المقبلة خاصة وأن فرنجية الذي شارك في منتدى الاونيسكو ملتزم باتفاق الطائف ويتمسك به فضلا عن أنه لا يشكل أي استفزاز للطائفة السنية. وبالتالي لن يكون من الصعب عنده بعد ان فتحت القنوات بين بنشعي واليرزة إعادة ترتيب العلاقات مع الرياض التي أصيبت بنكسة مع كلام وزير الاعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن، خاصة وان السعودية في العام 2015 كانت داعمة لوصول فرنجية حيث اكد يومذاك السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري أن “المملكة تدعم اقتراحاً لبنانياً بتولي فرنجية رئاسة لبنان بعد فراغ رئاسي مستمر منذ 18 شهراً”، مشيراً إلى أن “المبادرة لبنانية وليست سعودية وأن المملكة تباركها”، مضيفاً أنه “ما دام المرشح لبنانياً واختاره اللبنانيون فإنه سيحصل على مباركة السعودية بغض النظر عن انتمائه“.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook