آخر الأخبارأخبار محلية

هل يبدّلحزب اللهموقعه في المرحلة المقبلة؟

من الاسئلة الاساسية التي يمكن ان تطرح في الحياة السياسية اليوم ،كيفية تعامل “حزب الله” مع المرحلة المقبلة داخلياً، خصوصا وأنه استطاع ان يحقق اكثر من انتصار في المنطقة من سوريا الى الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، من دون ان يسجل اي انجاز داخلي بعد ايصال الرئيس ميشال عون الى بعبدا عام ٢٠١٦.

لا يبدو الحزب مستعجلاً على تحديد استراتيجيته الداخلية بل على العكس فهو ميال للمماطلة بهدف تحقيق المزيد من المكتسبات في الصراع الاقليمي والدولي يمكنه من تحسين شروطه في الداخل ويستند في ذلك الى عملية الردع التي حققها في وجه اسرائيل خلال مفاوضات ترسيم الحدود.

تنازل “حزب الله” عن سياسة الانتظار، له ممر واحد هو ايصال احد مرشحيه الى رئاسة الجمهورية وهذا الامر بعيد المنال اذ ان الحزب لا يمكن له تبني ترشيح شخصية وسطية او تميل له فقط،على اعتبار ان تجاربه مع مثل هكذا شخصيات سيئة، وعليه فهو مصر على ايصال احد حلفائه العلنيين.

حدد” حزب الله” اولوياته في المرحلة المقبلة والتي يمكن تلخيصها بالانخراط اكثر في التفاصيل السياسية والعودة بشكل واسع الى الداخل اللبناني، وكل ذلك يعني انه سيعدّل موقعه من النظام اللبناني ولن يعود قادراً على ان يكون حيادياً سيكون اكثر حضورا في كل الملفات.

من هنا ستشهد المرحلة المقبلة تزايد حجم الكباش السياسي بين الحزب وخصومه، لان الحزب سيكون راغباً بعدم تمرير اي تفصيل سياسي من دون متابعته وهذا ما لم يكن سائداً في السابق حيث كان الحزب يهتم بالشؤون التي تؤثر عليه بشكل مباشر او غير مباشر فقط.

هكذا سيجد الحزب نفسه مضطراً الى عدم تلبية مطالب حلفائه، كما كان يفعل في السابق، لان مصالحه ستكون على رأس اولوياته في هذه المرحلة وسيكون ملزماً على اخذ خيارات كبرى، رئاسية مثلاً لا تتوافق مع رغبة هذا الحليف او ذاك.

قبل الوصول الى لحظة التسوية سيعمل الحزب على تثبيت واقعه وحضوره السياسي في الداخل اللبناني خصوصا انه اكتشف ان انتصارات المنطقة لا يمكن ان “تُقرّش” في السياسة اللبنانية، وعليه فإن مقاربة جديدة بالكامل سيبدأ الحزب باعتمادها في المرحلة المقبلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى