آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – كلاس: ماذا لو استبدلنا صورة الرئيس بعد الشغور بخارطة لبنان؟

وطنية – كتب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس على صفحته عبر فيسبوك تحت عنوان “دلالات ورمزية صورة رئيسِ الدولةِ في وظيفتها ومَعْنَاها ومَبْنَاها”: 

“شغور في الرئاسة ..فراغ على الحائط..!

كي لا نشعر بالإحباط كلَّ موسم إنتخاب رئيس للجمهورية ، ماذا لَوْ  إستبدلنا صورة الرئيس بخارطة لبنان ؟ ..!

مِنْ تُراثاتِ الحياةِ السياسية ، في وُجوهِهها و أَشكالِها و أَنماطِها ، الديمقراطية  والعسكرية والشموليَّة والملكيَّة والديكتاتورية  والتوتاليتاريَّة ، أَنْ تُرْفَعَ في مُؤسساتِ الدَوْلةِ الدستورية و الإدارية و مَقارِّ بِعثاتِها الدبلوماسيةِ ، صُورَةُ رئيسِ  البلادِ مع خَلْفِيَّةِ عَلَمِ البلَدِ ، طِيلَةَ فَترَةِ  رِئاسَتِهِ و عَهْدِهِ ، كَرَمْزٍ  لِكَرَامَةِ  الوطنِ و دلالَةٍ على هَرَمِيَّةِ السُلطَةِ ، و أَنَّ للدولةِ  رَأْسٌ ، بمَعزَلٍ ما إذا  كانت السلطةُ التَنفيذيَّةُ مُناطَةٌ بِهِ كاملةً  ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ بِمَثَابَةِ  مَلَكٍ أبيض لا يملك  ، أَوْ رئيسٍ فَخْريٍّ يَرأَسُ و لا يَحكُمُ  ..!
في لبنان ، بلد المتغيّراتِ السياسية و التبدلات الزمنية ، تحضر أزمة ( تعليق ) و ( نزع ) صورة رئيس الجمهورية ، بعد بداية كل عهد و إنتهاء الولاية الرئاسية ، بسب عدم إنتخاب رئيس في الفترة الدستورية وما تنتجه من حالات شغور  رئاسي ، فتحدث أزمة بروتوكولية  ، تحارُ معها المؤسسات و الإدارات بكيفية التعامل مع الواقع المستجد في الوقت  الضائع بين  رئيس سابق و رئيس لم يُنتَخب بعد  .
و اذا كانت دوائر البروتوكول في القصر  الجمهوري  تسارع  الى رفع صورة ألرئيس عن صفحة الرئاسة في وسائل التواصل  و في أجنحة القصر و دوائره ، و إنزال العلم  و إغلاق مكتب ألرئيس ، إعلاناً عن  فراغٍ في إشغال القصر  من رئيس جديد ، فالموضوع البروتوكولي الأكثر  إلحاحاً هو إصدار مذكرة  ادارية  من المرجع المختص  بشأن رفع صورة الرئيس من المقرات و الادارات العامة ، تماما مثل المذكرة التي تصدر برفع صورة الرئيس للجمهورية  عند إنتخاب رئيس جديد.  و حيث ان لبنان  يشهد  حالات متكررة للفراغ على مستوى الرئاسة الاولى، فإن المطلوب  هو الإسراع بوضع آلية ادارية وبروتوكولية برفع صورة الرئيس المنتهية و لايته وفق مراسم تحفظ كرامة الرمز وشرف الشخص.

غير أن صورة الرئيس أوْ  رَأْسِ الدَوْلة  في دول العالم الثالث، لَها مسار و مفهوم مختلف عن غيرها من بقية الدول و المجتمعات والانظمة السياسية ، حيث تَتَبَدُّلُ  المفاهيم و يكون لكل صورة ظلها و ابعادها و رمزيتها، وصولا الى مرتبة القدسية في بعض المجتمعات ذات التبعية الإِنقِيَادِيَّةِ و الإسْتِسْلامِيَّة..!
فالحَيَاةُ السِيَاسيَّةُ  لها سُلوكاتُها و طُقُوسِيَاتُها و تقاليدُها و أَعَرافُها  و تَقَاليدُها و المَرَاسِمُ الخاَصَّةُ  بِها . و مِنْ هذهِ التقليدِيَّاتِ  والبروتوكولاتِ  ،رَفْعُ صورةِ رَئيس الدولةِ في المَقرَّاتِ والمُؤَسَّساتِ  الرسميَّةِ داخلَ الوطنِ و خارِجَه .    
و بما أَنَّ السُلُوكَاتِ الشعبية الرَفْضِيَّةِ للجَمَاعَاتِ السياسيََةِ ، غَالبَاً ما تَتَّخِذُ شَكْلَ إِحْتِجَاجَاتٍ إعْتِراضِيَّةٍ مَيدانِيَّةٍ ، تُتَرْجَمُ  مِن خِلالِ  حَقِّ المُمَارَسَةِ الديمقراطيَّةِ ، أَوْ إِستِعْراضِ  فَائِضِ القُوَّةِ السِيَاسيَّةِ  أوْ التَخْريبِيَّةِ لدى بعضِ الجِِهَاتِ أَو الأفرادِ المُنَدَفعينَ عَفْواً أَوْ تَنْظيماً للإِعتِراضِ ، مُتَسَلِّحينَ بِِمَبْدأ حُريَّةِ الرأي والتعبير،
فإِنَّه قدْ يكونُ من المُفيدِ { كَحالَةٍ تَجريبيَّةٍ} ، إقتراحُ إِستبدالِ صُورَةِ رئيسِ الدولةِ في هذهِ الأنماطِ ولمجموعاتِ السياسية  بعَلمِ البلَدِ مُظَلِّلاً الخَارِطَةِ الجُغرافيةِ…لا أكثرَ ولا أَقَلَ و من دونِ أَيِّ إضافاتٍ. و ذلكَ مَنْعاً لِتَعريضِ شَخْصِ  الرئيس لإِعتداءاتٍ مَعنَوِيَّةٍ ، يَشعُرُ معها كُلُّ مواطِنٍ أَنَّ كرامَتَهُ مُسَّتْ. وليسَ في ذلكَ أَيُّ إِنتقاصٍ منِ سِيادِيَّةِ رئيس البلادِ أَوُ مَسٍّ بِِرَمزِيَّةِ مَقَامِهِ التمثيلي و الدستوري، بل هي  مُجَرَّدُ فِكرَةٍ لِمَنْعِ فَتائِلِ الفِتَنِ الرخيصةِ مِنَ الإشتعال في ظُروفِ  هذا الزَمَنِ الضائِعِ من عُمْرِ الوطنِ ، الذي لَمْ  يَبدأْ تاريخُهُ بصورة زعيم ، ولَنْ تُسْدَلَ السِتَارةُ عليه إذا ما تمّ إستبدالُ  صورة الرئيس بصورةِ الوطن ( عَلَماً و خارِطةً)!”


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى