هل يدعو الراعي القيادات المارونيّة الى طاولة حوار ؟
ويسجل العارفون، استياء الراعي من الانقسامات والمناورات التي ينفذها المرشحون في مرحلة التسابق نحو كرسي الرئاسة الأولى، فبدل تحسين الظروف مع الدخول في الفراغ الخطر المفتوح على كل الاحتمالات والاختبارات، يزداد التشرذم المسيحي حول السباق نحو بعبدا، فالتيار الوطني الحر يعتبر نفسه “أم الصبي” رئاسيا والمعبر الإلزامي لأي مرشح، فيصوب على المرشحين الرئاسيين ولو كانوا من الخط السياسي نفسه، فيستهدف رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ويناور مع قائد الجيش العماد جوزف عون، ويعمل على شد العصب المسيحي حوله ورفع سقفه السياسي بالذهاب الى خطاب معارض، بهدف خلق حيثية خاصة وتحقيق مكتسبات لمرحلة ما بعد الرئاسة، وبات واضحا ان باسيل ينتهج خطاب معارضا وقاسيا ضد خصومه، لم يكن قادرا على اطلاقه عندما كان الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ، ويطلق باسيل مواجهة مع الحلف السياسي الذي نشأ مؤخرا. في حين ان فرنجية أقل حدة وتصعيدا، لكن مشكلته الرئاسية مسيحية مع التيار وحزب “القوات” .
ويُنقل عن المطلعين على الحركة الرئاسية، ان أحدا من القيادات المارونية ليس في وارد التراجع، وهذا ما يقلق بكركي التي تتخوف من استمرار التشرذم المسيحي وعودة الانقسامات العمودية، التي أدت في الماضي الى أحداث دموية، قبل ان تطوى الصفحة السوداء وتحصل المصالحات بين التيار و”القوات” في تفاهم معراب، وبين سليمان فرنجية وسمير جعجع لاحقا.
لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما حدث هذه المرة مختلف عن السابق، فالرئيس ميشال عون غادر الرئاسة وليس في البلاد إلا حكومة تصريف أعمال يقوم حول صلاحياتها ودورها جدل دستوري وسياسي، وما زاد من حدة الجدال هو إقدام الرئيس عون على قبول استقالة الحكومة. وفي رأيي أن الجدل سيطول من دون جدوى، ما يجعل أقصر الحلول وأنجعها وأنفعها، هو المسارعة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فينتفي الشغور، وتنتفي المشكلة من أساسها».
ويعتبر كرم أنه «إذا كان لدى أحد نية أو مخطط لإقصاء الدور المسيحي، فسنسعى لإسقاطه بكل الوسائل، وإذا كان هناك من يفكر بهذا الأمر فلن نمكنه من تنفيذه»، ويضيف: «هنا لا أعفي القيادات المسيحية من مسؤولياتها، وأقول لهذه القيادات لا أحد يستطيع إقصاء الدور المسيحي إذا أوقفت لعبة المكاسرة وحروب الإلغاء فيما بينها، وإن لم تفعل فليس عليها أن تلوم إلا نفسها».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook