آخر الأخبارأخبار دولية

محاولات تونسية لاستعادة طفلة في الرابعة من عمرها وصلت لامبيدوزا “وحيدة”


ضجت مواقع التواصل التونسية بخبر وصول طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام، وحيدة، إلى سواحل لامبيدوزا، على متن قارب يحمل 70 مهاجرا آخرين من مواطنيها. الطفلة المتواجدة الآن في أحد مراكز “أنقذوا الأطفال”، تخضع لولاية السلطات المحلية المعنية بالطفولة. وتعمل جهات رسمية تونسية على استعادة الطفلة من إيطاليا، التي رفض قضاؤها السماح بإعادة الطفلة حتى الآن.

فصول المآسي المترتبة على الهجرة لا تنضب، ومفاعيلها لا تنحصر فقط بالمهاجرين أو بالمجتمعات المضيفة، بل تتعداها لتطال فئات لا حول لها ولا قوة، مجبرة على الالتحاق بالركب وفقا لما يختاره آخرون. نتحدث هنا تحديدا عن الأطفال، المهاجرين الصغار الذين غالبا ما يضطرون لتحمل تبعات قرارات أهاليهم بالهجرة، والعيش معها طوال حياتهم بجانبيها، الإيجابي والسلبي.

هنا تبرز قصة “ليندا”، الفتاة التونسية البالغة من العمر أربع سنوات، والتي وجدت نفسها على متن قارب انطلق من تونس باتجاه إيطاليا، محاطة بغرباء ومتجهة إلى مجهول لا تفقه عنه شيئا. الفتاة الصغيرة عبرت المتوسط بدون أهلها ووصلت لامبيدوزا يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر، بعد رحلة استمرت قرابة الـ26 ساعة وبرفقة 70 مهاجرا آخر من تونس.

عند وصولها الشاطئ، تلقفت منظمة “أنقذوا الطفولة” الدولية (Save the Children) الطفلة، وقدمت لها الدعم الأولي المطلوب. جيوفانا دي بينيديتو، المتحدثة باسم منظمة إنقاذ الطفولة، قالت في حينه “إنها تلعب مع أطفال آخرين ويساعدها فريق الدعم النفسي والاجتماعي على التخلص من مخاوفها… نحن نعتني بها”.

قال مجدي الكرباعي، عضو البرلمان التونسي والذي يمثل التونسيين الذين يعيشون في إيطاليا، إنه يتابع قضية الطفلة منذ البداية، وإنها “تسأل باستمرار عن والديها ومتى ستتمكن من رؤيتهما مرة أخرى”.

وأضاف “والديها في تونس، وقد فرضت السلطات التونسية [في 26 تشرين الأول/أكتوبر] حظر سفر عليهما. إنهما يريدان إعادة ليندا إلى وطنها، لكن الإجراءات ليست بهذه السهولة لأن الفتاة تخضع للحماية القانونية المحلية (إيطاليا) “.

وقال الكرباعي إن ليندا لم تفهم ما حدث معها، مشيرا إلى أنها تعرضت لصدمة نفسية.

الفقر والحاجة للرعاية الطبية

وتتحدر ليندا وعائلتها من مدينة صيادة الساحلية القريبة من المنستير، والتي تبعد 162 كلم جنوب العاصمة.

وكان للأزمة الاقتصادية وقع ثقيل على والدي الطفلة، اللذان آثرا الهجرة لمحاولة البحث عن حياة كريمة لأطفالهما. والد ليندا يعمل بائع شطائر متجول، ومع اشتداد الصعوبات الحياتية بات غير قادر على كسب لقمة عيشه.

شقيقة ليندا التي تبلغ من العمر سبع سنوات تعاني من مرض في القلب، ووالداها لا يستطيعان علاجها في تونس. فأعد والداها ملفا يتضمن كافة التفاصيل الطبية المطلوبة عن حالتها، أملا منهما بأن يتمكنا من الهجرة لعلاجها في أوروبا.

للمزيد>>> إيطاليا: ميلوني تتعهد بوقف تدفقات المهاجرين على سواحل بلادها

الأسباب السابقة كانت الدافع الرئيسي وراء قرار الأهل بالهجرة، لكن رياح المتوسط عاكست أحلام العائلة الصغيرة، ووضعتها بمواجهة كابوس لا تعرف نهايته.

في الـ16 من تشرين الأول/أكتوبر، وصلت العائلة إلى موقع انطلاق القارب. كان عليهم السير في الماء قبل الصعود على متنه. حمل الوالد ليندا بين ذراعيه وبدأ الخوض في الماء عندما سمع صراخ زوجته.

وخلال حديثه مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، قال مجدي الكرباعي الذي جمع تفاصيل ما حصل من أحد أفراد العائلة، “كان على والد ليندا أن يعود ليساعد بقية أفراد الأسرة، فأجلس ليندا مؤقتا على متن القارب وعاد”.

وأضاف “في هذه الأثناء، لمح سائق القارب مصابيح شاحنة كبيرة واعتقد أنها من الشرطة، فأدار المحرك وانطلق وليندا على متن القارب وعائلتها على الشاطئ”.

السلطات التونسية تحاول إعادة الطفلة

وزارة الأسرة والمرأة والطفل وكبار السن التونسية أصدرت بيانا قالت فيه إن مباحثات جارية مع المصالح القنصلية التونسية في باليرمو لإعادة الطفلة، ومن المنتظر أن يلتقي وفد دبلوماسي تونسي مع قاضي محكمة الأحداث في باليرمو.

وكان قاض في محكمة صقلية قد منع إعادة الفتاة. وقبل اتخاذ قرار نهائي، طلب القاضي إرسال تقرير إلى باليرمو حول أسباب الحادث ورحيل ليندا بدون والديها.

ويرفض والدا ليندا التحدث إلى وسائل الإعلام. وكانت السلطات التونسية قد أوقفت الزوجين ثم أطلقت سراحهما بعد الأنباء عن وصول ليندا إلى لامبيدوزا. وقد يواجهان تهما بالتخلي عن قاصر أو الإتجار بالبشر.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى