المستشار الألماني أولاف شولتز يصل إلى بكين في زيارة مثيرة للجدل
نشرت في: 04/11/2022 – 04:39
وصل المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة إلى الصين في رحلة تستغرق يوما واحدا ليصبح أول زعيم في الاتحاد الأوروبي يزور بكين منذ بداية انتشار جائحة كوفيد -19. وتعهد شولتز طرح سلسلة مواضيع “صعبة” على الجانب الصيني بينها الحرب على أوكرانيا، واحترام الحريات المدنية. وتأتي الرحلة وسط قلق متزايد بشأن اعتماد برلين التجاري على ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وصل المستشار الألماني أولاف شولتز إلى بكين صباح الجمعة في زيارة مثيرة للجدل وسط تزايد التحدي الغربي للنظام الاستبدادي في الصين.
وتستغرق هذه الزيارة بضع ساعات وهي الأولى لزعيم في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع منذ بداية جائحة كوفيد19.
وعدد شولتس سلسلة “مواضيع صعبة” سيطرحها على الجانب الصيني تشمل احترام الحريات المدنية وحقوق الأقليات العرقية في شينغيانغ والتجارة الدولية الحرة والمنصفة.
واعتُبرت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا على مدى السنوات الست الماضية، حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 245 مليار يورو في عام 2021.
وسيلتقي شولتز خلال الزيارة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي عزز قبضته على السلطة بولاية ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي، بالإضافة إلى لقاء رئيس الوزراء لي كه تشيانغ.
ومن المتوقع أن يناقش المستشار الألماني مع الجانب الصيني، الحرب الروسية على أوكرانيا، على أمل أن تتمكن بكين من إقناع حليفتها موسكو بإنهاء الأعمال العدائية.
زيارة ماكرون إلى الصين
وقال شي ينهونغ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رنمين في بكين لرويترز “إذا توقع شولتز أن يجعل الصين تنتقد علنا بأي شكل من الأشكال حرب روسيا وتهديداتها في أوروبا، فمن المؤكد أنه سيصاب بخيبة أمل”.
ومنذ الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، سلكت الصين طريقا حذرا، منتقدة العقوبات الغربية ضد روسيا، لكنها لم تصل إلى حد تأييد أو مساعدة موسكو في الحملة العسكرية.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أعرب عن مخاوفه بشأن أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء الزعيمان في أيلول/ سبتمبر.
وقال مدير مركز الدراسات الأوروبية وانغ ييوي في جامعة رينيمي إن “أهمية زيارة شولتز تتمثل في أن هذه هي المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يلتقي فيها زعيم قوة غربية كبرى وجها لوجه مع نظرائه الصينيين”.
وأضاف وانغ أن “الزيارة تختبر مياه العلاقة بين الصين وألمانيا وأوروبا وحتى الغرب، وفي حال نجاحها فمن المتوقع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الصين بعد شهر”.
وقالت مصادر حكومية ألمانية لرويترز إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح على شولتز الذهاب سويا إلى بكين لإرسال إشارة بوحدة الاتحاد الأوروبي، لكن شولتز رفض الاقتراح.
انتقادات للزيارة
وواجه زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انتقادات على خلفية الزيارة، حتى من أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي الذين أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها.
وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي، إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.
وتأتي الرحلة بعد منح برلين الضوء الأخضر للصين للحصول على حصة في ميناء هامبورغ على الرغم من معارضة ائتلافه ومخاوف عبرت عنها الولايات المتحدة.
ويرى خبراء أن الوضع الاقتصادي الحالي لألمانيا التي تشهد تضخما تاريخيا وركودا يلوح في الأفق، هو السبب وراء سياسة برلين تجاه بكين وموقفها الأقل حدة مقارنة بقوى أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر مصدر في الحكومة الألمانية أن وفدا من كبار رجال الأعمال بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون لفولكس فاجن، وبي إم دبليو، وسيمنز، انضموا إلى شولتز في هذه الرحلة، لكن لم يتم التخطيط لصفقات تجارية بين الجانبين.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook