آخر الأخبارأخبار محلية

هل تعود السعودية الى لبنان فعلاً؟


لافتاً كان تصريح السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي اعلن ان العلاقات السعودية اللبنانية ستتحسن بمجرد انتخاب القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب رئيسا جديداً للبنان يستعيد الثقة مع الدول العربية اضافة الى تشكيل حكومة جديدة، الامر الذي اثار اسئلة عن المسار الذي ترغب الرياض باعتماده على الساحة اللبنانية.

ليس محسوما بعد ما اذا كانت السعودية راغبة في القيام بانعطافة سريعة في استراتيجيتها تجاه لبنان، لكن الاكيد ان الانكفاء السعودي في السنوات الماضية واللامبالاة العلنية تجاه التفاصيل اللبنانية كان جزءا من السياسة السعودية، اي انه كان جزءا من الدور والتأثير التي ترغب الرياض القيام به. فالسعودية ليست في وارد الانسحاب الجدي من الساحة اللبنانية نظرا لاهميتها في المشهد العام في المنطقة، خصوصا ان للرياض نفوذا سياسيا وشعبيا عميقا في لبنان لم تستطع اي دولة عربية اخرى منافستها عليه. حتى تركيا لم تنجح في اكتساب جزء من النفوذ السعودي في البيئة السنيّة خلال السنوات الاخيرة.

من هنا لا تزال الرياض مهتمة بالكثير من الاساسيات اللبنانية فنجد السفير السعودي وليد البخاري يتدخل لحظة اقتراب موعد الانتخابات ولا يترك الساحة لخصوم دولته، بل يسعى لتأمين توازن سياسي وانتخابي حيث يجب، كما انه تدخل مثلاً ، وبشكل علني، عندما شعر ان هناك مسعى لتعديل اتفاق الطائف او الالتفاف عليه.

في الاشهر الماضية كثف السفير السعودي حراكه السياسي في لبنان وسعى بشكل كبير الى اعادة رسم صورة السياسة السعودية في البلد. كما تقصد فتح الابواب مع جميع القوى والشخصيات السنيّة مما يوحي بأنه يقوم بإعادة دراسة الواقع العام بعد كل التبدلات التي حصلت…

لن تتمكن الرياض من البقاء بعيدة عن التفاصيل اللبنانية كثيراً خصوصا ان موعد التسوية، بحسب كل المعطيات، يقترب ويجب الا تترك الساحة السياسية لمنع يرغب في تحقيق مكاسب أحادية من خلال اي عملية تفاوض او حوار ستفرض على لبنان من قبل بعض الدول الاساسية المعنية.

ولعل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون تلعب دورا اساسياً في اعطاء دفع للعودة السعودية والخليجية الى بيروت، خصوصا ان جزءا من الانكفاء السياسي الذي اظهره الخليج تجاه لبنان الرسمي كان مرتبطاً بفقدان التوازن في المؤسسات الدستورية بعد وصول حليف حزب الله الى قصر بعبدا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى