التيّار وحقوق المسيحيين: الاحتفال بعدم انتخاب رئيس
في 30 تشرين الأول الجاري، يسعى التيار إلى أن يعطي لنهاية عهد الرئيس ميشال عون رمزية جديدة، فيحوّلها مناسبة للاحتفال بإنجازات العهد، وباستمرار «النضال» مع الرئيس الخارج من القصر الجمهوري على وقع مهرجان شعبي للتيار، من دون الالتفات إلى أن المناسبة ذات وجهين، وخطورة الاحتفال بها لا تعوّضها حركة رئيس التيار النائب جبران باسيل وإطلالات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات الأخيرة.فبعيداً من حملات الابتهاج السياسي لدى معارضي العهد بانتهائه، تحمل مبادرة التيار وجهاً سوداوياً، وتناقضات سياسية تتعلق بواقعه كحزب حاول طوال سنواته الأخيرة أن يشن حملاته تحت شعار الحفاظ على الحقوق المسيحية.فالتيار يخوض في أيام العهد الأخيرة معركة تشكيل الحكومة من زاوية الحفاظ على مصالح التيار، تحت غطاء حقوق المسيحيين في التمثيل في حكومة كاملة الصلاحيات خلفاً للرئيس، وزيارته لبكركي تأتي من هذه الزاوية. وكان رئيس الجمهورية، في تصريحاته الأخيرة، واضحاً في التصويب على هذه النقطة وحق التيار ودوره في المشاركة بقوة في الحكومة. ورغم التصريحات المتكررة من الخشية من الفراغ إلا أن قوة الأوراق البيضاء التي سلكت طريقها إلى جلسات الانتخابية، غطت على أي مفاعيل يتبناها التيار لفرض انتخابات رئاسة الجمهورية ومبادراته السياسية التي لا أفق لها، في مقابل تحويل رئاسة الجمهورية مرة أخرى بعد مرحلة سبقت انتخاب عون ورقة مساومة على المدى البعيد. من دون الأخذ في الاعتبار حجم ارتداد تعذر انتخاب رئيس، مرة تلو أخرى، على المسيحيين الذين تبنّى التيار الدفاع عن مصالحهم في التعيينات الإدارية والوزارية والنيابية والعسكرية.
فالتيار يحيّد النظر عن الفراغ الرئاسي في اتجاه استثمار يتعلق بمركزية التيار وشعبيته في مثل هذه المناسبات. إذ إن انتهاء عهد عون ليس مناسبة حزبية، وليس حكراً على التيار الوطني الحر. إنه بالدرجة الأولى انتهاء عهد الرئيس المسيحي للجمهورية، من دون انتخاب خلف له. وهذه نقطة محورية في التعامل مع يومي 30 و31 تشرين الأول.
ويسعى التيار، في المقابل، إلى غض النظر عن المغزى الحقيقي لما سيحصل بعد 30 تشرين الأول، ويصرف النظر عن واقعة أن المسيحيين الذين خاض التيار «النضال» باسمهم، أصبحوا بلا رئيس للجمهورية، إلى أمد طويل.
من العبثية أن تتحول مناسبة انتهاء العهد همروجة شعبية واستفتاء لشعبية عون وباسيل، والاثنان في غنى عنه. فخروج عون من القصر من دون خلف له في السلم، يوازي بخطورته خروجه في الحرب عام 1990. وفي المرتين يدفع المسيحيون ثمن الفراغ في قصر بعبدا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook