آخر الأخبارأخبار دولية

“ثورة مراحيض” ورسائل مجهولة المصدر للاحتجاج ضد النظام في الأماكن العامة

نشرت في: 27/10/2022 – 16:27

تظهر عدة صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر، أي عشية افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، رسائل احتجاجية نادرة في بعض الأماكن العامة بالبلاد. وتظهر رسوم جدارية في المراحيض العمومية، لافتات مناهضة لشي جينبينغ تم إرسالها بشكل فوري إلى الهواتف الذكية القريبة من بعضها البعض داخل عربات المترو أو رسائل تمت طباعتها عبر آلة طباعة جيبية، كل هذه الرسائل تبقى مجهولة المصدر لكنها تعبر عن احتجاج حقيقي.

“شي جينبينغ هو إمبراطور حقيقي دون حدود” هذه الرسالة التي تمت طباعة حروفها باللون الأسود على ملصقة صغيرة بيضاء، تم وضعها على عدة قضبان حديدة داخل الحافلات وفوق اللوحات الإعلانية وعلى درجات هوائية صينية معدة للإيجار.

“لا أجرؤ على لصق لافتات كبيرة”

قام مراقبنا “إل” بوضع ملصقات في مدينته ولكنه يريد عدم ذكر هويته الحقيقية، إذ يقول:

أستخدم آلة طباعة الملصقات الجيبية التي اشتريتها مقابل أقل من 100 يوان على موقع تاو باو [فريق التحرير: أي ما يعادل 14 يورو من موقع يشبه أمازون في الصين]. وبالكاد يصل حجمها إلى كفة يدي.

في العموم، أذهب إلى الأماكن التي لا توجد فيها حركة سير كثيفة على الأقدام، ولكن نادرا ما يبدي الناس الذين أعترضهم اهتماما. وأقوم أيضا بوضع الملصقات على الدراجات الهوائية المعدة للإيجار، ومن الصعب بمكان عدم الانتباه إلى الرسالة: فإذا ما قام أحدهم باستئجار الدراجة الهوائية، فإن السائق سيقرأ بالضرورة رسالتي عندما يقوم بتصوير شيفرة الاستخدام أو عند تفقده للدراجة.

عندما بدأت بوضع هذه الملصقات، كنت متوترا جدا، لأنني كنت خائفا. ولكن تعودت على الأمر شيئا فشيئا. أقوم بوضع أكثر من عشر ملصقات في اليوم عموما.

في الصين، يمكن أن يؤدي التعبير عن المعارضة إلى عقوبات سن خصوصا عندما يتعلق الأمر باستهداف الرئيس شي جينبينغ,

ويعد التعبير عن المعارضة العلنية أمرا نادر الحدوث في الصين. لكن على الرغم من ذلك، في 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وضع متظاهر وحيد تم تقديمه فيما بعد باسم “بينغ ليفا Peng Lifa” لافتة فوق أحد محاور الطرق الرئيسية في العاصمة بكين انتقد فيها “الدكتاتور شي جينبينغ” والوضع الصحي في البلاد. وتعرض فيما بعد للاعتقال من طرف الشرطة. ومازال مصيره مجهولا إلى حد الآن. وتم حجب كل الصور والإشارات لتلك الحادثة من وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

وبدأ مراقبنا في وضع ملصقاته الاحتجاجية بعد وقت قليل من هذه الحادثة ،إذ يضيف:

بطل جسر “سيتونغ” يملك شجاعة هائلة. وبالرغم من ذلك، فإن مصيره مأساوي بحكم عدم قدرته (أو رغبته) في مغادرة المكان سريعا.

لا أملك قوة كبيرة، لدي قوة صغيرة. لا أجرؤ على وضع لافتات كبيرة ولكنني أجرؤ على وضع أخرى صغيرة. حرصت بشكل كبير على أن تكون عملية تعقب هذه اللافتات أمرا صعبا جدا فيما يبقى استعمالها سهلا.

وتم تناقل هذه المبادرة عبر تويتر، خصوصا من طرف فينغسو زهو، وهيوقائد طلابي سابق خلال مظاهرات ساحة تيان أنمان في سنة 1989.

“يجب  التحلي بكثير من الشجاعة والإبداع للاحتجاج بهذه الطريقة”

وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أوضع فينغسو زهو أن واضع الملصقات تقاسم فكرته خلال محادثة على تويتر ضمت أكثر من 600 شخص كانوا يعملون على إيجاد وسائل لإعادة نشر رسائل بينغ ليفا.

آلة الطباعة الجيبية سهلة النقل والإخفاء عن آلات التصوير، وعملية الطباعة سريعة وفورية وهو ما يجعل منها الخيار الأمثل للصق اللافتات في الأماكن العامة. ولكن لن أستغرب أن تقرر الصين منع آلات الطباعة الجيبية.

وفي ظل المراقبة المشددة في الأماكن العامة في الصين، يجب التحلي بكثير من الشجاعة والابتكار للاحتجاج بهذه الطريقة.

اتبع كثير من الأشخاص خطى بينغ ليفا، متظاهر جسر سيتونغ. لقد قام بتمرير رسالة مفادها أنه يمكن لنا أن نعثر على طريقة ما للقيام بخطوة مماثلة في صور التخطيط الدقيقة والتحلي بالقدر الكافي من الشجاعة.

“ثورة المراحيض”

منذ يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري،  تظهر صور أشكال أخرى من التكريم والدعم لـ”بطل الجسر” على الأراضي الصينية. على سبيل المثال، ذكرت وسيلة الإعلام الأمريكية “فايس Vice” أنه تم إرسال لافتات مناهضة لشي جينبينغ على هاتف قريب عبر أداة “إير دروب  Airdrop” وهي أداة إرسال فورية عبر هواتف “آيفون” وذلك لمسافر على متن مترو في مدينة شانغهاي.

كما تم تداول صور أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي بدءا من يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر تظهر وسوما أو لافتات اجتجاجية تم لصقها في المراحيض العمومية الصينية.

وعلى تويتر، تم إطلاق اسم “ثورة المراحيض” على هذه المبادرة.


Ces images montreraient les toilettes des archives du cinéma de Pékin. Les tags et les affiches appellent à s’opposer au régime et reprennent les messages du manifestant solitaire du 13 octobre à Pékin.

تظهر هذه الصور مراحيض “أرشيف السينما” في العاصمة بكين. وتدعو الوسوم واللافتات إلى معارضة النظام وكررت استخدام رسائل المتظاهر الوحيد على جسر سيتونغ في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2022 في بكين.

ومن المفترض أنه تم التقاط هذه الصور في مدن بكين وشنغهاي وشينغدو أيضا. ولكن يبقى من الصعب في المقابل تحديد مكان التقطاها بدقة بما أنها تظهر فضاء داخليا وزاوية تصوير صغيرة جدا. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن نتحقق من أن اللافتات المكتوبة التي تظهر في بعض الصور كتبت باللغة الصينية المحلية التي يتم استخدامها في البر الصيني فقط.

“دعم فكرة أن الصيني العادي يجب أن يأخذ المبادرة للتعبير عن آرائه”

جمع حساب “سيتزين دايلي Citizen daily عددا كبيرا من هذه الصور التي تلقى الكثير منها مباشرة من أصحابها في معظم الأحيان. وتعد فالنتينا (اسم مستعار) أحد أفراد عدد من الطلاب الصينيين الذين يديرون هذه الصفحة ويعيشون كثير منهم -مثل فالنتينا- خارج البلاد. حيث تقول:

تفاجئت بالاهتمام الذي نالته الرسوم الجدارية في المراحيض الصينية.

يمكن أن يكون الأمر مخاطرة، ولكن لا توجد (إلى حد الآن) كاميرات مراقبة في المراحيض العاصمة، ولكن يبقى أمرا خارق للعادة أن يقوم أشخاص بالتعبير عن معارضتهم للنظام بطريقة علنية في الصين.


La première, deuxième et dixième images auraient été prises dans des toilettes chinoises selon “Citizen daily”. Les tags et affiches reprennent le message de Peng Lifa, critiquant le gouvernement et sa gestion du Covid et appelant à la destitution de Xi Jinping.

الصورة الأولى والثانية والعاشرة تم التقاطها في مراحيض عمومية في الصين حسب صفحة “سيتيزن ديلي” على إنستاغرام. وكررت الوسم واللافتات رسالة المتظاهر الوحيد “بينغ ليفا” التي ينتقد فيها الحكومة وإدارة جائحة فيروس كورونا والدعوة للإطاحة بالرئيس شي جينبينغ.

دائما ما كانت هناك انتقادات على الإنترنت خصوصا منذ بدء جائحة كوفيد – 19، ولكنني لم أر أبدا مثل هذا النوع من المبادرات. أو يمكن أن يكون هناك أشخاص قاموا بها ولكنهم لم يتمكنوا من إخراج الصور عبر نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. أعتد أن ذلك يظهر إلى حد سأم الصينيين من حكم شي جينبينغ.

وتوضح فالنتينا أن معظم صور الاحتجاج التي تم تداولها في صفحة “سيتيزن ديلي” على إنستاغرام وصلت من طلاب صينيين يعيشون خارج البلاد. وأحصت صفحة “سيتيزن ديلي” 320 جامعة في كافة أنحاء العالم نشرت في ساحاتها لافتات احتجاجية. وتشير فالنتينا إلى أن هذه الحركات الاحتجاجية ليست بمنأى عن الخطر بالنسبة للمواطنين الصينيين الذين يعيشون خارج البلاد، باعتبار وجود أفراد عائلاتهم في الداخل وإمكانية عودتهم إلى وطنهم.

بعد حادثة جسر سيتونغ، بدأنا بتلقي صور فوتوغرافية ولافتات لصينيين بصدد إتمام دراستهم أو يعملون في الخارج، إذ عبروا عن دعم لهذا المواطن المجهول. وهو ما جعلنا نبتكر بعض اللافتات وتلقى المزيد والمزيد منها. مستوى الإبداع وصلت درجة فاقت التصور.

“مشروعنا يدعم فكرة أن النضال يتمثل في أن يأخذ صيني عادي المبادرة للتعبير عن آرائه”

إبداع الأشخاص (لتجاوز الحجب) بلا حدود. أنا متأكدة أنه حتى في صورة منع الطرق التي نعرفها اليوم، فإنه يمكن لنا إيجاد وسائل جديدة لإيصال رسالتنا. سيكون ذلك صعبا لكنه لن يكون مستحيلا.

أعتقد أنه من الضروري حفظ أرشيف جهودنا لمواصلة تذكير كل شخص بأن النضال ما زال مستمرا وأننا لسنا وحدنا. كثير من الأشخاص يكافحون إلى جانبنا.

//platform.twitter.com/widgets.jshttps://platform.instagram.com/en_US/embeds.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى