التعطيل يسري في دم التيار وشواهد في ملفي الرئاسة والحكومة
في كل مرة يحصل فيها تعداد لمحطات “التيار الوطني الحر” لاسيما تلك السياسية ، تبرز إلى الواجهة عبارة التعطيل ، تعطيل حكومات، انتخابات رئاسية وتعيينات وتشكيلات قضائية وغيره. دخلت هذه المسالة عن قصد أو تعمد الى قاموس التيار البرتقالي ، حتى ان البعض بات يطلق عليه لقب التيار التعطيلي.
أنها سياسة انتهجها منذ أن قرر المشاركة في إدارات الدولة ،والشواهد على ذلك كثيرة ، لقد امتهن الأمر مرة تحت حجج الشراكة المسيحية الفاعلة ومرة أخرى تحت حجج الدور القوي. و على مدى سنوات وسنوات لجأ إلى تخريب علاقاته مع معظم
الفرقاء ، وبقي على توافق مع حزب الله مع العلم أن العلاقة بينهما مرت بفترات متقلبة.
أراد”التيار” ان يفرض حضوره وعقد تسويات ومصالحات مع من كان يعتبرهم الدّ الأعداء ،وكل ذلك من أجل مصالح مشتركة .
وفي معظم الحكومات التي شارك فيها وزراء “التيار” تصادموا مع رؤسائها لمختلف الأسباب واستقالوا من بعضها كرمى تحالفاتهم وعاندوا قرارات متعددة. وكم من مرة ارجئت دعوات لجلسات مجلس الوزراء تفاديا لتفجيرها من قبلهم، وحتى في حكومة إدارة صلاحيات رئيس الجمهورية في فترة الشغور، طالبوا بأن يتحول كل وزير إلى رئيس للبلاد .
أما في حكومات عهد الرئيس ميشال عون فأبدعوا وتفننوا واوقفوا قرارات واخطأوا في المقاربات ، أما قبول رئيس التيار النائب جبران باسيل بوزراء من خارج نادي “التيار” الحزبي كما حصل في العامين الأخيرين، واختار وزراء بعضهم لم يتمكنوا من التحرك من دون مشورته، ومن خالف الأوامر صب غضبه عليه وفكر بوسائل لتطييره أو الإطاحة به ،حتى لو لم يقترف “ذنبا عظيما”.
وتتحدث أوساط مراقبة عن أن سمة التعطيل رافقت أنشطة “التيار” السياسية وبدت البصمة أكثر وضوحا في الانتخابات الرئاسية قبيل وصول الرئيس عون إلى سدة الرئاسة ، وها هو يستمر في هذا المنوال مخترعا ” مبادرة ” يرغب أن يلتزم بها المرشح لأنتخابه، وتلفت إلى أنه لن يقبل بمرشح لا يخرج من عباءته أو لا يوافق عليه، غير أنه في مكان ما قد يضطر مكرها إلى الاذعان إلى التوافق، وإنما قبل الوصول إلى هذه المرحلة سيواصل التعطيل ، وهناك معلومات تفيد أن خطة ما قد يعتمدها بعد مغادرة رئيس الجمهورية قصر بعبدا للانتقال إلى الرابية .
وتؤكد الأوساط أن ما جرى في ملف تأليف الحكومة من محاولة فرض شروط باسيلية على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعزز نهج التعطيل ، لأنه بأختصار يعطل قيام حكومة جديدة من خلال عملية تبدل مطالبه في كل مرة ورمي السهام على حكومة لم تولد بعد ، كل ذلك من أجل فرض وزراء من صبغة “التيار” يديرهم كما يشاء داخل مجلس الوزراء يعارضون ويقررون ،موضحة أنه مهما كانت ذرائعه فهي لا تخفي حقيقة شل التأليف وإضاعة الوقت وكأن البلد بألف خير.
وترى الاوساط” أن التيار الوطني الحر، والذي تم اختزاله بباسيل كما هي الحال عليه، قد يعمد في مرحلة ما إلى عدم دعم أي رئيس منتخب بسبب ما جرى في عهد عون ، إلا في حالات تتصل بمكاسب يريدها باسيل ويفاوض عليها. ولاحقا يطبق المعيار نفسه مع أي رئيس حكومة .
أنها الحقيقة التي بات الصغير والكبير على دراية بها ،التعطيل يسري في عروق باسيل وتياره ومن كان دمه خاليا من ذلك أو رافضا لتوجهاته يصنف بالخائن وتدور الدورة عليه بالتالي لأستبعاده نهائيا..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook