آخر الأخبارأخبار محلية

هل تُسلم التسوية المرتقبة لبنان لـحزب الله؟

تجمع القوى السياسية الاساسية في لبنان على ان التسوية الشاملة مقبلة على الساحة اللبنانية بغض النظر عن توقيتها، فالبعض يرى انها باتت قريبة جدا، في حين يرى كثيرون انها في المدى المتوسط وتحتاج الى تطورات سياسية اقليمية ودولية لم تنضج بعد. لكن فكرة التسوية باتت هي السائدة بين المعنيين بالملف السياسي اللبناني.

لا يمكن للتسوية المقبلة إلا ان تكون بحجم الازمة التي باتت مسيطرة على الساحة اللبنانية، ما يعني انها ستكون اكبر من التسويات الماضية التي اخذت طابعاً آنياً، لذلك فإنها ستشكل تحولاً في شكل التوازنات السياسية، وهذا ما يعلمه جميع المعنيين.

تعمل الاحزاب الاساسية وبعض الدول الاقليمية على تحسين وضعيتها وشروطها قبل الوصول الى التسوية، لذلك فإن الكباش السياسي والاعلامي مستمر بالرغم من انتهاء الانتخابات النيابية وحصول التسوية الحدودية التي كان يجب ان تنعكس على الكثير من التفاصيل الداخلية وتؤدي الى تنفيس التوترات الاعلامية السائدة منذ سنوات.

أحد السيناريوهات التي يتداولها بعض خصوم “حزب الله” تقول إن التسوية الاقليمية ستشمل الساحة اللبنانية، بمعنى انه لن يكون هناك تسوية منفصلة مرتبطة بالواقع اللبناني، انما اتفاق بين القوى الدولية والدول الاقليمية على كيفية ادارة الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة.

ويرى اصحاب هذا السيناريو، انه، وبما أن ميزان القوى الداخلي “طابش” لصالح “حزب الله” فهذا يعني ان الساحة اللبنانية ستكون من “حصته” بالمعنى الكبير للكلمة، اي انه سيحصل على الضمانات التي يريدها وعلى شكل الحكم والادارة الذي يريحه، وهذا لا يعني سيطرته الكاملة على الدولة ومؤسساتها، بل انهاء الجدال الاستراتيجي بشأن موقع لبنان وسلاح الحزب وغيره..

في المقابل لا يوافق الكثير من المعنيين على هكذا نظرية، خصوصا ان تراجع الاهتمام الاميركي بالشرق الاوسط لا يشمل اسرائيل، وبما أن “حزب الله” لا يزال موجوداً فإن الحضور الاميركي سيبقى قوياً، لا بل سيبقى الكباش قائما ومستعرا، بين واشنطن وحلفائها من جهة و”حزب الله” من جهة اخرى وان بأشكال مختلفة.

لا يمكن التنبؤ بشكل التسوية المقبلة، لكن الاكيد انها ستكون ملائمة لوظيفة لبنان الاقليمية، وللتطورات السياسية التي حصلت فيه في السنوات الماضية، ما يعني ان فكرة الغالب والمغلوب قد تبقى بعيدة عن الواقع السياسي اللبناني.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى