تكرار تجربة الحدود البحرية.. الايجابية تتراكم؟
تحاول القوى السياسية الاساسية في لبنان الاستفادة من الجو الايجابي الذي نتج وسينتج عن ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، خصوصا وأن هذا الترسيم سيكون له مفاعيل اقتصادية مرتبطة بإستخراج الغاز من المياه الاقليمية اللبنانية.
لكن الرئيس ميشال عون، وقبل خروجه من بعبدا، يعمل على تكرار تجربة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، خصوصا ان بعض قياديي “التيار” ابلغه بأن ما حققه لبنان اعاد شد العصب العوني اذ استعاد جمهور “التيار” معنوياته وبات اكثر قدرة على الدفاع عن العهد وانجازاته، وهذا يزيد من قدرة عون على القيام بخطوات جدية بإتجاهات مختلفة، خصوصا ان القوى السياسية كافة ستساهم في هذه الخطوات.
من هنا يحاول العهد المراكمة على انجاز الحدود الجنوبية، فبعد ان تحدث عون في كلمته، التي اعلن فيها انجاز الترسيم البحري جنوباً، عن رغبته بالبدء بمفاوضات الترسيم البحري مع سوريا شمالاً، ها هو يرسل وفداً لبنانيا الى دمشق من اجل البدء بالمفاوضات الحدودية والذهاب نحو الترسيم.
يدرك عون ان اتمام المفاوضات والاتفاق مع دمشق يحتاج الى وقت ولا يمكن له ان يشهد عليه خلال ولايته الرئاسية لكنه يحاول البدء بمسار سياسي اكثر منه تقنيا، خصوصا ان هذه المفاوضات، ستؤدي، في حال وصلت الى نتائج ايجابية، الى فتح الباب امام التنقيب عن الغاز عند الحدود الشمالية.
بالتوازي مع خطوة عون ومراكمته على جو التسوية بدأت الحكومة اللبنانية، من خلال اعادة النازحين، تأخذ اتجاهات اكثر جدية في تعاطيها مع الملف، اذ سيخرج تدريجيا عشرات الاف النازحين السوريين وخصوصا الذين يعيشون في المناطق الحدودية داخل مخيمات اللجوء، وهذا بحد ذاته يزيد من جرعات التفاؤل السياسية والاقتصادية.
يضاف الى هذه الملفات، ملف ترسيم الحدود البحرية مع قبرص التي بدأ الحديث عنه في بعض اللقاءات الرسمية وهذا يعني ان المرحلة المقبلة ستحمل معها مناخا مليئا بالايجابية بغض النظر عن الكباش الداخلي الذي قد يستمر لمرحلة غير قصيرة لكنه يبقى في اطار تحسين الشروط قبل التسوية النهائية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook