هل يمكن ان يتوّج التفاهم الحدودي بزيارة للوزير بلينكن…؟
تتسارع الخطوات من طرفي تفاهم ترسيم الحدود البحرية مع الراعي الاميركي بما يشير إلى رغبة في تحصين هذا التفاهم، في ظلّ 3 سباقات مع الوقت:
2- الانتخابات البرلمانية في اسرائيل وخشية عودة اللاستقرار السياسي بسبب غياب أغلبية أو امكان فوز نتانياهو.
3- الانتخابات الأميركية midterms، والتي قد تشهد فوز الجمهوريين.
وتشير مصادر معنية الى أنه بينما تبيّن أنّ لبنان هو الطرف الأكثر ارتياحاً بعد أن استطاع رئيس الجمهورية ميشال عون الامساك بزمام المبادرة، وقاد ملف التفاوض بحنكة افتقدها العهد في عدد من محطاته، يبدو أن الأطراف الأخرى أكثر استعجالاً، وهو ما يفسّر حصول لبنان على كامل حقوقه وحبّة مسك.
ودليل الاستعجال أتى من فرنسا التي رحّبت سياسياً (بيان الخارجية واتصال الرئيس ماكرون بالرئيس عون) واستعجلت تقنياً (دور توتال كان محورياً في تثبيت بنود التفاهم من جوانبها المالية والتقنية)، كما أتى من التحرّك القبرصي السريع باتجاه لبنان للانتهاء من ملف الترسيم الثنائي الذي كان مرتبطاً بالموقف اللبناني من ترسيم الحدود الجنوبية. والتحركان الفرنسي والقبرصي، إنما يجسّدان الاهتمام الأوروبي المتزايد بشأن تأمين مصادر طاقة رديفة لخطّ الامداد الروسي والمتوقع توقّفه في أي لحظة خلال الأشهر المقبلة مع استمرار الحرب في أوكرانيا حيث الوضع يشير إلى أنّ الأزمة والعنف سيطولان.
وتؤكد المصادر عينها ان الاهتمام بالغاز لا يقتصر على لبنان ليتخطاه إلى سوريا. ومن هنا يفهم قرار الرئيس عون، الذي يبرهن هنا أيضاً أنّ 6 سنوات في بعبدا لم تفقده شيئاً من قدرته على المفاجأة وابتكار الحلول، إيفاد وفد رسمي إلى سوريا لمناقشة مسألة الترسيم البحري شمالاً ولو قبل أسبوع من انتهاء ولايته الرئاسية.
وفي ظلّ التقلبات الدولية والتحركات الإقليمية، وبعد أن برهنت الولايات المتحدة على عزمها الإبقاء على دورها كمايسترو الإيقاع في منطقة الشرق الأوسط، هل تأتي زيارة وزير خارجيتها انطوني بلينكن لتؤكّد هذا التوجّه القديم من جهة، ولتثبّت مكانة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة؟
وهل ستحمل محطّته اللبنانية المحتملة، إشارات باتجاه حزب الله وحلفائه الذين سهّلوا الولوج إلى التفاهم الحدودي؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook