آخر الأخبارأخبار محلية

المشهدية الرئاسية…خيار لبنان الجديد يخترق وهذا الإسم يحترق

تأتي الجلسة الرابعة في ساحة النجمة اليوم بعد أربعة أيام على الجلسة الثالثة الخميس الماضي في 20 الجاري من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حلّ في الملف الرئاسي، في ظل عدم تسجيل أي إختراق في المشهدية المجلسية. فالنواب المنتمون إلى أحزاب أو تيارات أو إتجاهات، لا يزالون منقسمين حول عناوين قد أصبحت شعارات، يُخشى أن تكون فارغة من أي مضمون، سواء بالنسبة إلى المحور الذي يقف وراء المرشح النائب ميشال معوض، أو أولئك الذين إختاروا الإختباء وراء “الورقة البيضاء”، أو الذين صوّتوا لـ”لبنان الجديد”، أو الذين لا يزالون غير مستقرّين على رأي.  

ففي قراءة متقدّمة لمشهدية الجلسة الثالثة يُلاحظ أن نصاب الثلثين قد تأمّن، حيث وصل عدد النواب داخل قاعة المجلس إلى 119 نائبًا، فيما كانت المقاطعة في الجلسات، التي سبقت إنتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، تعتمد على إستراتيجية ضرب نصاب الثلثين، وذلك خوفًا من المفاجآت غير المنتظرة.  
أمّا الملاحظة الثانية فهي في إحراز النائب معوض تقدّما خجولًا، إذ زادت أصوات داعيمه إلى 44 صوتًا، وهو الحدّ الأقصى، الذي يمكن الوصول إليه، مع إحتمال تراجع نواب كتلة “اللقاء الديمقراطي” عن هذا الخيار، وذلك إنطلاقًا من دراسة واقعية للخارطة السياسية داخل مجلس النواب. حتى أن النائب معوض نفسه بدأ يفقد الأمل في إمكانات حظوظه الرئاسية. وهذا الأمر سيدفع حتمًا “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب اللبنانية” إلى مراجعة حساباتهما على أساس قواعد جديدة لمعركة غير مكتملة العناصر لا لمصلحة هذا الفريق ولا لمصلحة ذاك الطرف.   

وتقوم الملاحظة الثالثة على تناقص عدد “الأوراق البيضاء”، التي كانت في الجلسة الأولى 63 ورقة لتتضاءل إلى 52 ورقة، من دون أن تُعرف أسباب هذا التراجع، الذي قد تكون وراءه الخلافات التي لا تزال عميقة بين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وبين رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، على رغم إصرار “حزب الله” على التوفيق بينهما عن طريق ترشيح شخصية مقبولة من الطرفين، وقد تكون مقبولة إلى حدّ معيّن لدى كل من “النواب التغييريين” وكتلة “اللقاء الوطني”، وربما عدد من نواب “اللقاء الديمقراطي”.  
ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجه الحزب حاليًا هي ان النائب باسيل لم يقتنع بعد بأن لا حظوظ رئاسية له، وهو لا يزال يأمل في أن تُزال عنه العوائق الخارجية المتمّثلة بالعقوبات الأميركية كجائزة ترضية على الدور الذي قام به لتسهيل عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بواسطة أميركية.  

وفي إعتقاد باسيل أنه متى رُفعت عنه هذه العقوبات فإن حظوظه الداخلية تصبح أكثر ملاءمة لوضعيته مع حليفه الإستراتيجي، أي “حزب الله”، الذي يعوّل عليه كثيرًا لإقناع كل من الرئيس نبيه بري وفرنجية للسير به كمرشح قادر على أن يصل إلى عتبة الـ 65 صوتًا. ولكن حسابات حقل باسيل لا ينطبق على حسابات بيدر “حزب الله”، الذي لا يمكنه أن “يغدر” بفرنجية مرّة أخرى، وهو لا يزال مرشحه المضمر وغير المعلن رسميًا لأسباب تكتيكية تفرضها طبيعة المعركة الرئاسية، التي لا تحتمل أي خطأ، لا في التقدير ولا في الأسلوب ولا في الممارسة، فضلًا عن معرفته المسبقة بأن الرئيس بري لا يمكن أن يتصورّه حتى في المياه العكرة.  
أمّا الملاحظة الرابعة فهي تتعلق بإنضمام نواب كتلة “اللقاء الوطني” العكاري إلى “النواب التغييريين”، حيث أرتفعت أصوات “لبنان الجديد” إلى 22 بعدما كانت 11 في الجلسة الإنتخابية الأولى. وهذا يعني أن هذه الحصيلة قد أصبحت رقمًا صعبًا في المعادلة الإنتخابية لتحتل المركز الأول من بين مختلف الكتل لجهة الأرقام، بإستثناء أعداد “الثنائي الشيعي”. ولكن يُعتقد أن عدد 22 يمكن أن يرتفع مع إستمرار حال التشرذّم في المحورين المتنافسين. وهذا يعني أن هذا التجمّع الجديد قد أصبح في إمكانه أن يكون عامل إستقطاب، بحيث بات قادرًا على خوض المعركة بمرشح واحد ستتبلور هويته ربما في الجلسات اللاحقة.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى