عهد الانتحار السياسي.. والنحر الجماعي!
الواقع أن الإصرار على أبقاء البلد بمستوى حكومة تصريف الأعمال، وعدم المبالاة بحصول الشغور في رئاسة الجمهورية، ليس عملية إنتحارية لفريق العهد وتياره السياسي وحسب، بقدر ما هو نحر جماعي للشعب اللبناني الذي يعاني الأمرّيْن بسبب توالي الإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، التي أوصلت البلاد والعباد إلى الإفلاس الراهن، وأسقطت الجميع في جهنم وبئس المصير، فيما سيد العهد وتياره يرمون المسؤولية على العهود السابقة، زوراً وبهتاناً، متنكرين لـ«النعيم» الذي كان في العهود السابقة، من كهرباء معظم ساعات اليوم، وإستقرار في الوضع النقدي والمالي، وبحبوحة في العيش إفتقدها اللبنانيون في عهد العتمة والأزمات المدمرة، فضلاً عن حالة الإنفتاح والتفاعل مع الأشقاء العرب، الذين لم يبخلوا يوماً بمساعداتهم ودعمهم للشقيق المشاغب على قياداتهم وأمنهم وإستقرارهم.
أما التهديد بنشر «الفوضى الدستورية»، فهو كمن يطلق رصاصة الرحمة على ما تبقَّى من مقومات الدولة، وعدم إنزلاقها إلى قاع الدولة الفاشلة، والتلذذ بآلام الناس وعذاباتهم في أقسى أزمة معيشية عرفها اللبنانيون منذ الحرب العالمية الأولى، قبل مائة عام ونيّف.
ورغم كل هذا الفشل، ومع كل هذه الإنهيارات المتوالية منذ بداية العهد الحالي، لا يتورع بعضهم عن الحديث عن «إنجازات الجنرال» حيناً، أو يردد مقولة «ما خلونا نشتغل» أحيانا كثيرة!
المهم، أيام قليلة ونطوي صفحة السنوات السوداء.. بإنتظار بزوغ الفجر الجديد مع العهد العتيد!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook