ثقافة

“لويزات”… فيلم رسوم متحركة يروي اغتصاب وتعذيب المناضلة الجزائرية لويزات إغيل أحريز خلال حرب التحرير


نشرت في: 22/10/2022 – 15:14آخر تحديث: 22/10/2022 – 15:26

كتمت سر اغتصابها من قبل مظليين فرنسيين خلال 40 عاما… لكن لويزات إغيل أحريز المناضلة الجزائرية خلال حرب التحرير قررت البوح به في 2002 في مقابلة صحفية مع جريدة “لوموند” الفرنسية. هذه المقابلة “غيرت حياتها بالكامل” وجعلتها تبحث لسنوات عديدة عن الطبيب الفرنسي الذي ساعدها دون جدوى حيث إنه فارق الحياة في 1997. قصة أليمة من كتبتها الصحافية فلورنس بوجيه ورسمها الرسام أوريل، تعود إلى الواجهة على شكل فيلم رسوم متحركة أنجزته يومية “لوموند” بالتعاون مع مجلة “رسم” تحت عنوان “لويزات”.

بعد المقابلة التي نشرتها جريدة “لوموند” الفرنسية في 2002 مع المناضلة الجزائرية لويزات إغيل أحريز والتي تحدثت فيها عن تعرضها لعمليات اغتصاب وتعذيب من قبل مظليين فرنسيين خلال “معركة الجزائر” العاصمة الشهيرة عام 1957، قررت الجريدة نفسها بالتعاون مع مجلة “رسم” نشر فيلم على شكل رسوم متحركة حول هذه القصة التي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا والجزائر ودفعت العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين آنذاك إلى الخروج عن صمتهم.

جاء هذا الفيلم القصير (نحو 12 دقيقة) تحت عنوان “لويزات”. أعدته الصحافية فلورونس بوجيه التي أجرت الحوار في 2002، لتكون بذلك من بين الأوائل الذين سلطوا الضوء على قضيتي الاغتصاب والتعذيب اللتين كانت ضحيتهما الكثير من المناضلات الجزائريات إبان ثورة التحرير (1954-1962) ضد المستعمر الفرنسي.

القصة تبدأ بصوت امرأة هي لويزات إغيل أحريز، تروي لحظات وقوعها في كمين للجيش الفرنسي واقتيادها إلى الفوج العاشر للمظليين الذي كان متواجدا بحيدرة في أعالي مدينة الجزائر العاصمة. قالت لويزات إنه كان هنالك نقيب فرنسي اسمه غرازياني يدخل ويخرج بشكل مفرط من زنزانتها خلال فترة اعتقالها، وهو من قام باغتصابها في نهاية المطاف.

وتضيف لويزات: “كنت أغتصب مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم. جسمي كان يرتعش حينما أسمع صدى أحذية العسكريين الفرنسيين. تمنيت لو عذبت وضربت بكل الوسائل، وألا أغتصب”.

سر عمره 40 عاما

ونكتشف على مدار قصة الفيلم وسرد لويزات للأحداث أن التعذيب والاغتصاب داما ثلاثة أشهر كاملة إلى أن تمكن عسكري برتبة عقيد كان يعمل كطبيب في الجيش الفرنسي ويدعى ريشو من تبديل مكان اعتقالها وإرسالها إلى سجن نظامي.

ورفض الكولونيل مارسيل بيجار الذي يعتبر من بين أبرز العسكريين في الجزائر أثناء الحرب الجزائرية، في حوار مع إذاعة “فرانس أنتر” في 2002 تحمل مسؤولية عملية اغتصاب وتعذيب المناضلة لويزات إغيل أحريز من قبل المظليين قائلا: “لا أستطيع أن أقتل ولو دجاجة على الطريق”.

 لمشاهدة شريط الفيديو، اضغط على هذا الرابط:

  https://www.lemonde.fr/videos/video/2022/10/07/louisette-ou-le-dernier-tabou-de-la-guerre-d-algerie_6144770_1669088.html

فيما اعترف قائد عسكري فرنسي آخر أثناء حرب الجزائر، وهو الجنرال ماسو ضمنيا بممارسة أعمال تعذيب ضد جزائريين وجزائريات، من بينهم لويزات إغيل أحريز وعبر عن أسفه لما عانته، مشيرا إلى أن “السياسيين الفرنسيين طلبوا مني الإسراع في وقف الهجمات والاعتداءات التي كان ينفذها مناضلو جبهة التحرير الجزائرية ضد المدنيين” حسبه. 

وتركت لويزات إغيل أحريز قصة اغتصابها نائمة في أعماق قلبها لمدة تجاوزت 40 سنة إلى غاية يونيو/تموز 2002 إذ كشفت خلال مقابلة مع صحفية جريدة “لوموند” ما كان يحدث لها داخل الزنزانة التي كانت فيها.

“لوموند” نشرت في السنة نفسها مقالا مطولا لقي تفاعلا كبيرا في فرنسا والجزائر ونزع الغطاء عن عمليات الاغتصاب التي كانت تمارس ضد الجزائريات ممن انخرطن في صفوف جبهة التحرير الجزائرية. 

غياب المحاسبة السياسية

وبعد سنوات من نشر المقابلة، اعترفت لويزات إغيل أحريز أن المقال “غير حياتها بالكامل” بالرغم من أن بعض أفراد عائلتها وابنها كانوا يفضلون ألا تتحدث عن هذه الصفحة المؤلمة من حياتها. حتى بعض المناضلات اللواتي شاركن في الحرب الجزائرية واللواتي تعرضن إلى الاغتصاب فضلن لو بقيت قصة إغيل أحريز مخفية.

ورغم الشكاوى العديدة التي رفعت في فرنسا من قبل جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان وأخرى مناهضة للتعذيب، إلا أنه لم يتم تقديم ولو مسؤول عسكري أو سياسي واحد أمام القضاء في فرنسا. كما أن التقرير الذي أنجزه المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول “الذاكرة” المتعلقة بالاستعمار الفرنسي (1830-1962) والحرب الجزائرية، لم يتطرق إلى مشكلة الاغتصاب إلا بشكل جانبي جدا.

هذا، وحاولت لويزات إغيل أحريز أن تجد الطبيب الفرنسي الذي عالجها وغير لها مكان اعتقالها وبحثت عنه خلال أربعين عاما لكنها لم تجده إلا بعد وفاته في مدنية بو (غرب فرنسا) في 1997. فلم تتمكن أن تشكره وتعبر عن امتنانها له كما صرحت في لقاء صحفي. ولد هذا الطبيب الذي ارتقى إلى رتبة جنرال في مرسيليا ومات دون أن يروي لأحفاده ما شاهده وعاشه خلال الثورة الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي.

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى