آخر الأخبارأخبار محلية

التيار العاجز عن تأمين التيار منذ 14 عاما يستحضر الميثاقية لافتعال معارك وهمية

لا يخجل “التيار الوطني الحر” من النفخ في بوق الطائفية والمذهبية المقيتة، كلما وجد نفسه “مزروكا في خياراته السلطوية والنفعية”. فبعد ست سنوات من عهد، كان فيه “رئيس الظل” النائب جبران باسيل متحكما بكل المفاصل الرئاسية، دنت ساعة الاستحقاق الرئاسي، فوجد نفسه عاجزا عن فرض خيار ترشيحه على الاقربين قبل الابعدين، فعاد، على جري عادته، الى خطته الممجوجة المكررة وخلاصتها التصويب على رئيس الحكومة بذريعة “الدفاع عن حقوق المسيحيين وحسن تمثيلهم والمطالبة بالميثاقية”.

 ومن خلال المفاوضات الحكومية التي شهدتها الايام الماضية، كان واضحا ان باسيل يلعب على الحبلين ويراوغ، فكان  يطالب بالمشاركة في الحكومة ويطرح سلسلة شروط ومطالب، لكنه في المقابل يرفض ان يعطي تكتله الثقة النيابية، في سلوك مريب “لم يهضمه” حتى “الوسطاء” و” الصديق الذي استعان به“.

كما بدا واضحا ان باسيل يخطط للعب دور مزدوج في مرحلة الشغور الرئاسي، مشاركا في الحكومة وساعيا للتحكم بمفاصلها، وفي الوقت ذاته معارضا “من الرابية او ميرنا شالوحي”، لا فرق، على قاعد ة “ما رح ترتاحوا الا ما اجي انا رئيس“.

وبوقاحة ما بعدها وقاحة يقول “التيار” عبر مصادر غرفته الاعلامية السوداء” انه لن يمنح الثقة لحكومة لن تستطع إنجاز شيء في ظل السياسات التي ينتهجها رئيسها وأغلب الوزراء فيها، لكن إصراره على تمثيل المسيحيين فيها ينطلق من مبدأ الشراكة في السلطة التنفيذية في فترة الفراغ“.

والسؤال البديهي الذي يطرح في هذا المجال: لو قبل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بشروط رئيس “التيار” ومطالبه ، ومنها مصادرة حق رئيس الحكومة الدستوري في تشكيل الحكومة ، وتمرير مرسوم التجنيس “المسبق الدفع”، والتفاهم المسبق على تقاسم التعيينات والتوظيفات، والاقتصاص من “الخصوم” في كل المجالات، واختصار دور مجلس الوزراء، هل كان باسيل وتياره سيتذكرون “نغمة تمثيل المسيحيين والميثاقية والمحاسبة والتدقيق الجنائي؟”، لا سيما وان التجارب القريبة السابقة ايام التفاهمات الرئاسية والحكومية اظهرت زيف هذه الشعارات و”الابراء المستحيل” منها ومن غيرها من “الموبقات التسووية“.

كذلك يطرح السؤال: هل يحصل المسيحيون على حقوقهم وتتكرس الميثاقية، من خلال مخاصمة رئيس الحكومة الحالي والمكلّف وجميع رؤساء الحكومات، من دون استثناء، وايجاد شرخ بين” المسيحيين والمسلمين”، والتذكير المستمر بـ” الموقف العوني من اتفاق الطائف”؟

ما هي هذه الميثاقية التي تستحضر في المناسبات والحروب الباسيلية الانية والمصلحية، ثم تختفي في زمن “تفاهم نادر” الذي اطاح بـ ” التفاهم مع خيّك”؟

وفي زمن الانهيار المستشري على كل الصعد، يصبح السؤال مشروعا، ماذا جنى المسيحيون تحديدا، وجميع اللبنانيين عموما، من سنوات ست عجاف، انتهت بوقوفهم بالطوابير وعاجزين عن تأمين الحد الادنى من مقومات الغذاء، وتتحكم بمصائرهم “مولدات كهربائية”، بعد فشل “التيار” الذي تحكم بالكامل بوزارة الطاقة على مدى 14 عاما في الاتيان ولو بساعة كهربائية واحدة؟

يراهن “تيار” المواقف الازدواجية والمتناقضة على ضعف ذاكرة اللبنانيين، وعلى منطق “فرّق تسد”، فيما رهان اللبنانيين سيظل على عيشهم معا والتعاون بين جميع اللبنانيين للنهوض بوطنهم.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى