آخر الأخبارأخبار دولية

هذه الصور التي زُعم أنها تظهر “تدمير موكب عسكري لحلف شمال الأطلسي” في أوكرانيا مقتطعة من ألعاب الفيديو

نشرت في: 20/10/2022 – 10:59آخر تحديث: 20/10/2022 – 11:16

في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، قامت حسابات على فيس بوك بنشر مقطع فيديو زُعم أنه يظهر “تدمير موكب عسكري لحلف شمال الأطلسي” في أوكرانيا على يد الجيش الروسي. ولكن صور هذه المعارك لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالحرب الدائرة في أوكرانيا. بل يتعلق الأمر في الواقع بتسجيل من لعبة فيديو.

عملية التحقق في سطور

  • منذ يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، يتم تداول مقطع فيديو على موقع فيس بوك وحصد أكثر من 700 ألف مشاهدة ويدّعي ناشروه أنه يظهر تدمير موكب عسكري تابع لحلف شمال الأطلسي “الناتو” على يد الجيش الروسي.
  • تشير عدة عناصر بصرية إلى وجود عدم تناسق غرافيكي، ما يحيل إلى إمكانية أن تكون هذه الصور مزيفة وتم التأكد من أنها مقتطعة من لعبة فيديو. 
  • نعثر على النسخة الأصلية من مقطع الفيديو على منصة يوتيوب. وتم نشرها خلال شهر تموز/ يوليو 2022 من قبل قناة تهتم بنشر “عمليات عسكرية” من خلال لعبة الفيديو المحاكية للواقع آرما Arma 3.

عملية التحقق بالتفصيل

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد حلف شمال الأطلسي “الناتو في عدة مناسبات دعمه لأوكرانيا خصوصا من خلال الإعلان مؤخرا عن تزويد كييف بمعدات عسكرية دفاعية.

ولكن هذا الدعم العسكري ارتبط في كثير من الأحيان بنشر أخبار زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهرت حسابات دعمها لروسيا، على سبيل المثال، عبر نشر مقطع فيديو قديم يظهر قصفا جويا أمريكيا، أو تقديم هجوم على صومعة للحبوب على أنه ضربة عسكرية استهدفت ملجأ لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

وفي الفترة الأخيرة، وبالتحديد في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، نشر صاحب حسابين على فيس بوك وتويتر، وهو موجود في مالي، مقطع فيديو ادعى فيه أنه يظهر “موكب عربات توجيه عسكرية تابعة لحلف الأطلسي بعد تدميرها على يد الجيش الروسي”. ونرى في مقطع الفيديو الذي حصد أكثر من 700 ألف مشاهدة عربات مدرعة عسكرية تم استهدافها بضربات من راجمة صواريخ.

صورة ملتقطة من الشاشة من منشور على فيس بوك بتاريخ َ15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وتم نشرها مع نص كاذب حيث تم اقتطاع التسجيل من لعبة فيديو. صورة مراقبون. © Observateurs

هل تظهر هذه الصور بالفعل هجوما استهدف موكبا عسكريا لحلف شمال الأطلسي؟

في ظل نشرها بجودة صورة سيئة، فإن البحث العسكري عن الصورة على أداة إين فيد InVid للحصول على النسخة الأصلية من الفيديو (انظر هنا كيف يمكن القيام به) لا يسمح بالعثور على أية نتيجة.

لكن في المقابل، تسمح عدة تفاصيل بإثارة الشك عن مزاعم الفيديو المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي. ونتحدث عنا بالخصوص عن مدى انسيابية حركة آلة التصوير وخط السير المستقيم أكثر من العادي للصواريخ.

ونلاحظ أيضا أن الانفجارات التي ظهرت في هذا المقطع المصور بدت متشابهة على نحو كبير وتظهر انتشار الشظايا بشكل مستقيم وهي عناصر غرافيكية تذكرنا بالصور الصادرة عن ألعاب الفيديو.

مقارنة بين صورتين ملتقطتين من الشاشة من نفس مقطع الفيديو الذي على فيس بوك في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. صورة مراقبون.

مقارنة بين صورتين ملتقطتين من الشاشة من نفس مقطع الفيديو الذي على فيس بوك في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. صورة مراقبون. © Observateurs

ولكن في المقابل، كان فريق تحرير مراقبون فرانس24 تحقق عدة مرات في السابق من صور مشابهة صادرة عن لعبة الفيديو للمحاكاة العسكرية المشابهة كثيرا للواقع آرما 3 Arma 3.

وقد تم نشر بعض هذه الصور على سبيل المثال في سنة 2019 من قبل وسائل إعلام تركية  فيما تم نشر مقاطع فيديو أخرى من قبل حسابات كان يعتقد أصحابها أن هذه الصور التقطت بالفعل في أوكرانيا. وبعد عمليات إعادة الاستخدام المضللة هذه، قام مطورو لعبة أرما 3 من جهتهم منذ 25 شباط/ فبراير 2022 بالتحذير من إمكانية إعادة استخدام صور من اللعبة في عمليات تضليل.

وبالتالي، وللعثور على النسخة الأصلية من هذه الصور الجديد، يجب البحث عن كلمات مفاتيح في منصة يوتيوب وهي “Arma 3 tank destroyed” باللغة الإنكليزية. ومن بين عدة نتائج لهذا البحث، ننجح في العثور أخيرا على مقطع الفيديو الأصلي، الذي نشر في 20 تموز/ يوليو 2022 على قناة ميلمان MILMAN، التي تقوم بشكل دوري بنشر مقاطع فيديو لمحاكاة عسكرية تم تنفيذها في لعبة آرما 3.


ونعثر في هذا المقطع المنشور على نفس حركات الكاميرا بالضبط الموجودة في المقطع المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي ونفس مسارات الصواريخ ونفس الانفجارات.

ومن خلال ما تؤكده صور قناة ميلمان على يوتيوب هذه، فإن هذه الصور لا تظهر إذا معارك حقيقية دارت بين الجيش الروسي وقوات أرسلها حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، بل الأمر مرتبط في الواقع بمقطع مسجل من لعبة الفيديو آرما 3.

مقارنة بين مقطع الفيديو المنشور على فيس بوك في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2022 (على اليسار) والفيديو المنشور على قناة "ميلمان" على يوتيوب في 20 تموز/ يوليو 2022 (على اليمين). صورة مراقبون.

مقارنة بين مقطع الفيديو المنشور على فيس بوك في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2022 (على اليسار) والفيديو المنشور على قناة “ميلمان” على يوتيوب في 20 تموز/ يوليو 2022 (على اليمين). صورة مراقبون. © Observateurs

إذا ما أردتم إرسال صورة أو مقطع فيديو بهدف التحقق منها؟ بإمكانكم التواصل مع فريق تحرير مراقبون على حساب تويتر @InfoIntoxF24.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى