أخبار محلية

فرنجية غير مرتاح لمسار ترشيحه


اشكاليتان رئاسيتان تتحكمان بالمسار الرئاسي لدى فريق ٨ آذار، الأولى تتعلق بالإتفاق الذي لم يبصر النور بعد حول مرشح من رحمه السياسي، وإشكالية تأمين الدعم له وموافقة الجميع عليه.
في الشق الأول، لم تصدر كلمة السر الرئاسية، والتوافق حول اسم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، حيث صار ثابتا ان ترشيح فرنجية يواجه ممانعة النائب جبران باسيل ورفضه بأي شكل من الأشكال السير في هذا الخيار حتى الان.
أما في الشق الثاني، فالأمر يحتاج الى موافقة الكتلة السنية من نواب “المستقبل” السابقين وحلفائهم، خصوصا ان النائب وليد البعريني هو الوحيد الذي أعلن تأييده لفرنجية، ويحتاج ترشيح فرنجية ايضا الى قرار من المختارة، فرئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” لا يزال حتى اليوم متمسكا بترشيح النائب ميشال معوض.
واذا كان حل الإشكالية مع جنبلاط، كما يقول المتابعون، حاصل لكنه مؤجل ريثما تنضج الظروف، حيث بتأكيد الكثيرين ان الرئيس نبيه بري هو “حلال” هذه العقدة و”يمون” على رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي”، وينقل عنه انه فوتح بالمسألة، فضرب على صدره متعهدا بتقديم الحل. فالإشكالية الحقيقية هي داخل فريق ٨ آذار، وتحديدا بين فرنجية وباسيل، فيما يقف حزب الله حائرا في كيفية التعاطي مع المسألة، التي ان تعقدت أكثر قد تطيح بفرص مرشح لـ ٨ آذار وتفتح الباب لرئيس توافقي .
من هنا، يتطلع المراقبون الى نتائح اللقاء القريب ااذي سيحصل بين وفد من تكتل “لبنان القوي” و “المردة” في اطار الجولات التي عقدها وفد التكتل مع الكتل والفعاليات السياسية، وإن كان لا يؤمل ان يقدم اللقاء أي جديد في الشأن الرئاسي، او يحمل مفاجآت إيجابية في شأن السير بترشيح سليمان فرنجية وتبنيه من قبل “التيار الوطني الحر”.
ووفق المصادر، فإن الأجواء السلبية استبقت لقاء زغرتا، فالنائب جبران باسيل حدد مواصفاته الرئاسية في خطاب ١٣ تشرين الأول بأنه مع الرئيس الإصلاحي البعيد عن المنظومة، الأمر الذي فسره المتابعون استهداف لفرنجية، خصوصا ان باسيل يخشى من تشكل جبهة سياسية ضده تضم بري وجنبلاط في حال أصبح فرنجية رئيسا .
مصادر في التيار أكدت ان اللقاء المرتقب مع “المردة” للتباحث في الإستحقاق الرئاسي، من دون ان يعني ذلك الاتفاق على أي إسم، مشيرة الى ثلاث لاءات تتحكم بالمسار الرئاسي لفرنجية، فالتيار لم يقرر بعد مرشحه للرئاسة، وفرنجية لم يعلن ترشحه رسميا كما لم يطلب دعم التيار له بعد.
من هنا، لا تتوقع مصادر سياسية أي نتائج من اللقاء، فالأمور لم تنضج بعد، وتخلي ٨ آذار عن الورقة البيضاء في جلسة الخميس يستلزم الإتفاق أولا بين أركان هذا الفريق وحل عقدة باسيل قبل التوجه الى ساحة النجمة، وهذا الأمر قد لا يكون متوفرا راهنا، حيث تربطه المصادر بسلة عوامل وشروط باسيلية : أولا ان باسيل متخوف على مستقبله السياسي، وبالتالي فان حل العقدة، كما تقول المعلومات، متوافر فقط لدى حزب الله بتأمين ضمانات سياسية يحتاج الفريق العوني للحصول عليها من “المردة” في المستقبل.
وحده تدخل حزب الله يمكن ان يساهم بتليين موقف باسيل، إلا ان الحزب كما صار معروفا لا يفرض على حلفائه أي خيارات، وجلّ ما يمكن ان يقوم به هو إسداء النصيحة وليس أكثر، والنصيحة هنا “ان سليمان فرنجية رئيسا لمصلحة فريقنا السياسي”، كما يؤكد سياسيون من ٨ آذار، والرسالة الأخرى التي يتحدث عنها كثيرون في نطاق تداول ٨ آذار ان فرنجية رئيسا أفضل من قائد الجيش وأي رئيس توافقي آخر.
الأيام القليلة المتبقية للولاية الرئاسية من شأنها ان تحدد المسار الرئاسي، وهي من دون شك الأكثر دقة بالنسبة الى “التيار الوطني الحر” الذي يخوض المواجهة الأخيرة وهو في سدة الرئاسة، محاولا تمتين حضوره وتحصين وضعيته الداخلية وتنظيم صفوفه قبل الخروج من قصر بعبدا.
المرحلة الدقيقة ايضا تنسحب على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي يطمح للوصول الى كرسي الرئاسة التي سحبت منه في الإنتخابات الرئاسية الماضية في التسوية السياسية المعروفة، ويدرك سليمان فرنجية من البداية حساسية وضعه الرئاسي والصعوبات التي تعترض طريقه، وأساسها “الفيتو” الذي وضعه النائب جبران باسيل لألف سبب وسبب، وبحجة التمثيل النيابي وحجم تكتل “المردة” .
ومع ان فرنجية أوفر حظا من باسيل، المحاصر بالعقوبات و”الفيتوات”، ومن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي وجد صعوبة في تسويق نفسه رئاسيا لدى خصومه وحلفائه، واستمرار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بدعم ترشيح النائب ميشال معوض، إلا ان طريق فرنجية الرئاسية شاقة لأنه لا يحظى بالغطاء المسيحي اللازم، فهو ليس حاصلا بعد على أصوات تكتل لبنان القوي بعد ان رفع باسيل سقف شروطه الرئاسية، وهذا الأمر يُحرج حتما حزب الله الذي يتدخل عبر قنوات معينة بين حليفيه لجمعهم معا في الوجهة الرئاسية.
ويدرك فرنجية دقة الوضع، وانه لن يحصد أصوات “الجمهورية القوية” ومسيحيي المعارضة ونواب ١٧ تشرين، واهتمامه ينصب على الحليف المسيحي في فريق ٨ آذار القادر على تأمين الغطاء المسيحي الميثاقي له .
ووفق المطلعين، فان فرنجية ليس مرتاحا لمسار ترشيحه، ولا يرغب ان يكون مرشح تحد، لأن التحدي يعني ولاية رئاسية متعبة، وفي الوقت نفسه فان فرنجية ليس في وارد التراجع لأن الفرصة ان توفرت اليوم قد لا تكون موجودة في المستقبل .

ابتسام شديد – الديار


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى