آخر الأخبارأخبار محلية

بين ولدنة التغييريين ودهاء الفاسدين

كتب صلاح سلام في” اللواء”: هزيمة أخرى تضرب مجموعة «التغييريين» في إنتخابات هيئة مجلس النواب ورؤساء وأعضاء اللجان أمس، بسبب إستمرار عقلية «الولدنة»، وتجاهل المسار الذي يسير عليه العمل النيابي عند إفتقاد الأكثرية، حيث تصبح التحالفات وحنكة المناورات السياسية، جزءًا لا يتجزأ من اللعبة البرلمانية في الأنظمة الديموقراطية.

قبل مرور يوم واحد على الإحتفالات الحزينة لذكرى إندلاع إنتفاضة ١٧ تشرين، أصر أدعياء تمثيل تيارات الإنتفاضة، على تذكير الناس بالأسباب التي أدت إلى أفشال الحركة الشعبية الغاضبة في تحقيق أهدافها، وفي مقدمة تلك الأسباب إخفاق شُلَل الثوار في توحيد قيادتهم، والتوصل إلى برنامج إصلاحي شامل وواضح، يتجاوز الهتافات الصاخبة والشعارات الرنانة، وإستحالة تحقيق العديد من المطالب المطروحة، مثل إسقاط رئيس الجمهورية، وإستقالة الحكومة، وحل مجلس النواب وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة!

تنفيذ تلك المطالب بالتزامن مع تأجيج المشاعر الشعبية لمصلحة التغيير، يعني وقوع الدولة ومؤسساتها الدستورية في حالة فراغ شامل، تضيع معه مرجعية السلطة والنظام العام، وتضرب الفوضى أطنابها في طول البلاد وعرضها.

فماذا كانت النتيجة؟
إستطاعت المنظومة الحاكمة، رغم فسادها، الدفاع عن مواقعها في السلطة، وحماية مصالحها وإستمراريتها، وافلحت في إجهاض الغضب الشعبي العارم، ولو على حساب التفريط بمقومات الدولة، وضرب كل القطاعات المنتجة، وإسقاط الناس في مهاوي الإفلاس والفقر.
المحزن فعلاً أن مشهد إنهيار الآمال التي أطلقتها إنتفاضة تشرين بالأمس، يتكرر اليوم مع النواب التغييريين، الذين أصبحوا أسيري شعارات ومواقف طوباوية، كشفت سذاجتهم في العمل السياسي وفي الأداء البرلماني، ووضعتهم في الكفة الموازية للمنظومة الفاسدة، مع فارق أن حنكة المنظومة ودهاء سياسييها تقابلها صبيانية مواقف نواب التغيير وإفراطهم في التنظير لشعارات لا علاقة لها بأرض الواقع.

وإلا كيف ترفض كتلة نيابية صغيرة الدخول في تفاهمات مع الكتل الكبيرة في إنتخابات اللجان وهيئة أمانة مجلس النواب، ويتجرع أعضاؤها كؤوس الهزائم في مختلف اللجان، والبقاء خارج العمل التشريعي اليومي؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى