آخر الأخبارأخبار محلية

واشنطن تتقدم على موسكو في بيروت!

اخفقت روسيا في السنوات الماضية من ملء الفراغ السياسي في لبنان الذي تسابقت عليه مع عدد من الدول المهتمة بالملف اللبناني، اذ تركزت المهمة الروسية كما غيرها، على تعزيز نفوذها في المناطق التي كانت دول الخليج تنشط فيها، حيث ان الانكفاء الذي حصل للسعودية تحديدا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون فتح شهية دول متعددة على ملء الفراغ.

اهمية النشاط الذي رغبت موسكو بالقيام به انه يعزز الحضور السوري في سوريا ويشكل له عمقاً حيويا جديا خصوصا في مناطق شمال لبنان، كما انه يقطع الطريق على اي اندفاعة اقتصادية صينية كبرى بإتجاه الساحل الشرقي للبحر المتوسط وهذا ما جعل الروس يعتقدون ان واشنطن ستغض النظر عن حراكهم.

لكن التطورات الداخلية والدولية فرملت الاندفاعة الروسية بشكل كبير، كما ان الضغط الكبير الذي قام به “حزب الله” بغية التوجه شرقاً بالاقتصاد لم يؤد الى اي نتيجة عملية وذهبت العروض الروسية الجدية وغير الجدية في مهب الرياح.

بالتوازي استطاعت واشنطن استعادة زمام المبادرة منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩، فبعد التقدم الكبير الذي حققه “حزب الله” في السنوات التي سبقت هذا التاريخ عادت واشنطن لتقوم بخطوات جدية على الساحة اللبنانية وكرست حضوراً سياسيا غير مسبوق اذ باتت تتدخل في التفاصيل التي كانت تهتم بها دول مثل سوريا والسعودية.

مؤخراً وجهت واشنطن عدة ضربات لموسكو من داخل الساحة اللبنانية، اذ ان الموقف الرسمي اللبناني من الحرب الروسية الاوكرانية بات وبشكل علني، وبالرغم من وجود “حزب الله” الحليف الاستراتيجي لروسيا في المنطقة، منحازاً الى جانب المعسكر الاميركي وهذا ما يعكس توازنات قوى لا يمكن لاحد تجاوزها.

كذلك استطاع الاميركيون الوصول الى اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وهو، وان كان لمصلحة لبنان، لكنه يؤشر الى نجاح واشنطن في تسهيل ارسال الغاز الى اوروبا من الشرق الأوسط والوصول الى تهدئة تخدم هذا الهدف الذي قد يكون مضرا لروسيا في صراعها الدائر حاليا.

ولعل انسحاب شركة نوفوتيك الروسية من  كونسورتيوم شركات التنقيب عن الغاز في المياه الاقليمية اللبنانية خير دليل على فشل تقدم نفوذ موسكو وتوسعه في لبنان في ظل استمرار الحضور الاميركي الكبير في السياسة والاقتصاد.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى